الشريط الاخباريسورية

حتر: الشعب السوري أثبت أن عصبية الدولة الوطنية هي فوق كل العصبيّات

في مقال له صدر اليوم الأربعاء على صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اعتبر الكاتب الأردني ناهض حتر أنه “لا مجال للشك في أن المرشح بشار الأسد سيحقق الفوز في الانتخابات الرئاسية السورية؛ ولكن ليس هذا ما كان موضع القلق والتحدي، بل إن ما أرّق حلفاء سوريا وأعداءها معا، هو ترقّب نتيجة أخرى، لم تكن مؤكدة، وإنما ظهرت معالمها في اليوم الانتخابي الطويل أمس، حتى قبل إغلاق الصناديق وفرز الأصوات، وتتمثل في الرهان على فوز سورية أو فشلها في إنجاز انتخابات رئاسية وطنية”.

ويقول: “أمس، حققت سوريا الفوز بإجراء انتخابات أكدت وحدة الجمهورية، جغرافياً وسكانياً، من درعا إلى حلب؛ وأظهرت تعافي وانتظام مركزية الدولة؛ واقترعت لخياراتها الاستراتيجية في الاستقلال والعلمانية والتنمية والمقاومة والانتماء للحلف الدولي الصاعد في مواجهة الإمبريالية العالمية. وعلى المستوى الداخلي، أكد السوريون أن عصبية الدولة الوطنية هي فوق كل العصبيّات الفرعية، وأنهم ينتظمون في كتلة اجتماعية مدنية واحدة، تتخللها صراعات مطلبية وتعددية وخصوصيات، إنما في إطار وحدوي، وتعاني من أزمة، لكنها أزمة نموّ، لا أزمة شيخوخة”.

وأدرف حتر قائلا: “أمس، حسمت الدولة الوطنية السورية، الحربَ، سياسياً، وحققت حضورها باعتبارها القوة الرئيسية في البلاد؛ فهي تمكنت، أولاً، من تنظيم انتخابات رئاسية ذات صدقية من حيث الترتيبات اللوجستية والإدارة وحجم المشاركة وتنوّع المشاركين والنزاهة واستطاعت، ثانياً، تظهير أغلبية سياسية (نشدد: سياسية، لا طائفية ولا جهوية ولا حزبية الخ) تسند شرعيّة الحكم، بصورة نهائية، اعتباراً من لحظة قفل الصناديق؛ وأوضحت بالملموس، ثالثاً، حجم السيطرة العسكرية والأمنية للدولة على القسم المعمور من سوريا. وهذه السيطرة هي، في الأخير، تعبير عن هيمنة سياسية في مقابل انهيار سياسي شامل للمعارضة والتحالف الإمبريالي ــــ الرجعي العربي ــــ التركي الذي يستخدمها ضد سوريا / المقاومة”.

في السياق نفسه، يقول الكاتب والمحلل السياسي الأردني: “من بين ثلاثة أوصاف أطلقها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على الانتخابات الرئاسية السورية، يصحّ أحدها: «إهانة»؛ إنها، بالفعل، إهانة مذلّة وجّهها السوريون للتحالف الغربي ـــ الخليجي ـــ التركي وأذنابه من العرب، وخصوصاً من حَمَلة الجنسية السورية، سواءٌ مَن كان منهم إرهابياً أو «مثقفاً ليبرالياً» مصطفاً في خندق الإرهاب والبترودولار”.

ويتابع: “الصفتان الأُخريان اللتان جرتا على لسان كيري الذي فقد أعصابه وتحوّل إلى شتّام، واحدة اختصّ بها ـــ وهي بلا معنى ـــ «تزوير»؛ وكأن القضية هي نجاح مرشح لا نجاح الانتخابات نفسها! والثانية وزّعها على ألسنة الردّاحين: «مهزلة»؛ فأي مهزلة تلك التي يتحدى فيها ملايين البشر، التهديداتِ الإرهابية والقصفَ العشوائي بالهاونات واحتمال انفجار المفخخات، للمشاركة في انتخابات في بلد يعاني حرباً ضروساً منذ أكثر من ثلاث سنوات؟ إنها، بالأحرى، ملحمة”.

ويضيف: “لا كيري ـــ ولا أحد سواه من الجبهة المعادية لسوريا ـــ استطاع أن يقدم اعتراضاً واحداً يحظى بالاعتبار، على الانتخابات الرئاسية السورية”.

ويختم حتر قائلا: “بعد نجاح الانتخابات الرئاسية السورية، لم يعد ممكناً التشكيك في شرعية قيادة الرئيس بشار الأسد للحركة الوطنية السورية التي تتجسد في دولة تواجه اليوم أربع مهمات أساسية؛ أولاً، اجتثاث الإرهاب؛ ثانياً، استكمال المصالحات المحلية، وتظهير خطاب التسامح والمواطنة بغض النظر عن الميول السياسية، وصولاً إلى العفو العام؛ ثالثاً، التحضير لإعادة استيعاب كل القوى السياسية الوطنية، بغض النظر عن أحجامها، في أطر الدولة والقرار، رابعاً؛ التوصل إلى تحالف اجتماعي وطني جديد للقوى الاجتماعية الوطنية، المنتجة والحيوية والتقدمية، العمال والفلاحين والعسكريين والصناعيين والإداريين والمثقفين والطلاب الخ”.