ثقافة وفن

حفل تأبين للأديب الراحل عبد الله أبو هيف

أقام اتحاد الكتاب العرب حفل تأبين للأديب الدكتور عبد الله أبو هيف الذي وافته المنية في الـ 22 من نيسان الفائت بعد معاناة طويلة مع المرض وذلك في مقر الاتحاد بدمشق اليوم.
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح خلال كلمة ألقاها في حفل التأبين.. “إن الراحل عبد الله أبو هيف قامة إبداعية ثقافية لعب دورا كبيرا في مرحلة مبكرة من حياته حيث ساهم في كثير من التجديد الأدبي الذي طرأ أواخر الستينيات والنصف الأول من السبعينيات من القرن الماضي حيث كان ركنا أساسيا من جماعة ثورة الحرف الأدبية إضافة إلى أنه كاتب وناقد شمولي تجلى حضوره في كل المنابر الإعلامية التي تهتم بالثقافة والإبداع”.
وأشار الصالح إلى أن الراحل كان من أهم كتاب القصة القصيرة ولو أكمل طريقه في هذا المجال لنازع كثيرين من كتابها ووصل إلى الريادة نظرا لما قدمه من إبداع وابتكار مميزين عبر تنويعاته الفنية المختلفة.
ورثى الصالح الراحل بكلمات ارتقت إلى مستوى الشعر وتجاوزت الخطابة.
وألقى علي العجيل أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة قال فيها: إن الراحل قدم كثيرا من الأدب والنقد على مستوى محافظته والوطن كما قام بدور كبير كناقد وأديب وكأستاذ مدرس في جامعة دمشق مما جعله يستحق التكريم لمرات متعددة.
ورأى الباحث عيد الدرويش أن الراحل أبو هيف ترك إرثا معرفيا كبيرا حيث شكل ومجموعة من مثقفي وأدباء الرقة منتدى أدبيا أطلقوا عليه جماعة ثورة الحرف ضمت إبراهيم الجرادي وإبراهيم الخليل وخليل جاسم الحميدي فضلا عن دوره البالغ الأهمية كناقد وقربه من الكتاب لاسيما أنه كان عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب لأكثر من دورة ومقررا لجمعية القصة والرواية.
وقال الدرويش.. “أبو هيف هو الحاضر في المشهد الثقافي كتابة ونقدا ولا تخلو جريدة أو دورية تصدر في سورية أو في الوطن العربي إلا وله اسم فيها إما كاتبا لمقال أو دراسة عنه ولا تخلو حلقة إذاعية أو ندوة تلفزيونية في الجانب الأدبي والروائي إلا واسمه حاضر فيها وترك لنا أكثر من 20 مؤلفا وشارك في تأليف 26 آخرين منها وضع مقدمات لـ 18 كتابا تتناول الكثير من الجوانب المعرفية في النقد والرواية والقصة والمسرح” مؤكدا أنه كان صاحب صوت ابداعي ذي ملامح وطنية وفكر عروبي قومي.
وقال نجم أبو هيف نجل الراحل.. “ترك غياب والدي أثرا محزنا على معارفه وفي الوسط الثقافي السوري لأنه كان مشروعا وطنيا مهما نظرا لما قام به من دراسات وبحوث وكتابات على مستوى سورية والوطن العربي فضلا عن تعامله الراقي مع كل من عرفوه”.
أما الشاعر بديع صقور عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب فألقى نصا نثريا ذهب فيه إلى مشاعر الحب التي يكنها للفقيد
ويعد الراحل أحد النقاد الذين عاصروا الحركة الأدبية في سورية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث ولد في الرقة عام 1949 وحصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق وحاز شهادتي دكتوراه الأولى من الاتحاد السوفييتي السابق في العلوم اللغوية والأدبية والثانية من جامعة دمشق في النقد ونظرية الأدب وكان عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب “جمعية القصة والرواية” ورئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي وجريدة الأسبوع الأدبي الصادرتين عن الاتحاد.
للراحل عشرات المؤلفات منها “موتى الأحياء” و”هواجس غير منتهية” في القصة و”فكرة القصة” و”الأدب العربي وتحديات الثقافة” و”عن التقاليد والتحديث في القصة العربية” في النقد و”الفكر العربي والشرق أوسطية” و”الفكر العربي والتطبيع” في الفكر السياسي.