مساحة حرة

خطاب القسم.. ضمير السوريين!

كان السوريون على موعد مع فجر جديد يعلنه خطاب القسم وتشرق من خلاله شمس ملامح سنوات سبع تنفض فيها سورية ركام عدوان لئيم أرادوه قبرا للدور السوري وتحطيما لمكانة سورية التي تبوأتها عربيا وإقليميا لكنه جاء كما تمناه الشعب بأطيافه المختلفة يوما مفصليا وتاريخياو يوما مشهودا وعظيما في حياة السوريين شاء اعداؤهم أم أبو .. إنهيوم القسم الدستوري الذي حوله خطاب القائد الأسد إلى يوم غير عادي وغير بروتوكولي  ..فيه حقائق انتصار الوطن بعد أكثر من ثلاث سنوات من معارك طحن الإرهابورعاته .. فرحتنا بيوم القسم  فرحتان وعزيمتنا به عزيمتان .. فرحة بانفتاح باب لأمل عريض وواسع جدا  نحو سورية تتعافى وتتخطى جراح أزمتها  .. وفرحة بقسم مكلل بنتائج انتخابات رئاسية أدهشت العالم .. وعزيمة أن ينهض السوريون كل السوريين متوحدين ومتحدين في وجه الأزمة وإرهابييها ومفاعيلها المريرة .. وعزيمة أن نكون على قدر خطاب القسم الدستوري ومعانيه ودلالاته المؤذن بولاية جديدة لها لون آخر وتاريخ آخر ومضامين مختلفة عما سبقها بالتأكيد ..

كانت عيون ملايين السوريين شاخصة نحو هذه المناسبة ومآقيهم طافحة بالرجاء وعامرة بالأمل وهي بكامل الثقة واليقين أن خطاب القسم خيرمن يجسد أحلامها وخير من يطلق أمانيها وسيد من يرسم علائم سورية المستقبل .. وصاحب القسم ربان مجرب امتحنوه فنجح وسقطوا واختبروه بالحديد والنار فاحترقت مشاريعهم وانسحقت  أدوات إجرامهم  وماتت في أفواههم عبارات التنحي والتخلي ورفعه شعبه بغالبية عظمى ليقود الركب الوطني و يشحذ الهمم العالية ويفجر الطاقات الكامنة و يحول الآلام والمعاناة وجروح الأزمة العميقة إلى آمال واعدة وفرص حقيقية تعيد سورية إلى ألقها السابق كواحة أمن وأمان وساحة نهضة ونهوض وإعادة إعمار وبناء تجعلها أقوى وأمنع ومضرب المثل في حالتي تحدي الأزمة و تحدي ما بعدها..

 خفقات قلوب السوريين النابضة بمحبة صوفية لصاحب القسم مؤمنة إيمانا مطلقا ان أسدها الثالث الخارج من أتون أصعب مراحل الأزمة مكتوب على جبينه الشامخ رايات النصر النهائي في هذه الحرب الإرهابية العاتية المفروضة على سورية وشعبها منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ومعقود على يديه إكمال هزيمة أطرافها ودحر إرهابهم التكفيري الظلامي الدموي وقبر أحلامهم وأطماعهم على وقع بطولات خارقة لجيش سوري سلاحه الأول عقيدة وطنية فولاذية وعلى إيقاع فداءات أسطورية لشعب سوري قدم و يقدم قوافل الشهداء بلا توقف في مسيرة أذهلت الأصدقاء قبل الاعداء ..

في خطاب القسم مشروع ينتصر ومشروع ينكسرمشروع يجدد عزائمه بولادة قوية مع النصر السوري ، هو مشروع المقاومة، وليس الذي بشّرت به غونداليسا رايس عام 2006، المشروع الإسرائيلي الوهابي ، والمشروع المقاوم يولد من جديد مع خطاب القسم ،  الذي  أعاد البوصلة الى اتجاهها الصحيح  إلى القضية العربية الإسلامية المركزبة فلسطين، فالبوصلة تبقى فلسطين، التي وافق على منحها لإقامة الكيان الغاصب على أرضها عرب التكفير وعبيد الدولار والنفط ، ويتمتع كلّ يوم بذبحها أصحاب العروش في ممالك الخنوع والخون السعودي الخليجي، وتآمر على المقاومة التي هزمت غاصبيها أنظمة عميلة ، والمملكةالسعودية أيضاً هيالتيتوجد المال والسلاح اللذين لم تجدهما لنصرة فلسطين عندما كان المطلوب تدمير الدولة العربية الوحيدة التي أخلص رئيسها وجيشها لفلسطين، ولأنّ البوصلة فلسطين فقتال «إسرائيل» ودحر احتلالها همّ دائم سوري كان وسيبقى ، وعقارب ساعة الانتصارات لن تعود الى الوراء ، فلا بديل عن النصر إلا النصر، وزمن الانكسارات قد ولى، وفلسطين ستنتصر شاء من شاء وأبى من أبى وسورية منتصرة لامحالة ومن راهن على غير هذا وقع في سوء أعماله وغرق في مستنقع  أوهامه ومحكوم على مراهناته اليوم وغدا وبعد غد بالفشل.

لم يتوقع أعداء الشعب السوري للحظة واحدة أن يأتي هذا اليوم الموعود وينقلب السحر على الساحر ويرتد كيدهم ومكرهم إلى نحورهم فيزخف ملايين السوريين شيبا ونساء وشبابا في مشهد قل نظيره لينتخبوا ويفوز الرئيس الأسد بأكثرية مطلقهوهو ما خططوا على ألا يكون أبدا وراهنوا على عكسه تماما فأسقط في يدهم وبهتوا مع كل الأعداء وعملائهم الذين توعدوا وهددوا أن يحرقوا البلد لئلا يعود الأسد ولئلا يطل الأسد في يوم للقسم جديد..  وعليه ليس ادعاءا ولا وهما ولا مبالغة  القول أن خطاب القسم  جسد ضمير الوطن وعبر عن وجدان السوريين فكان يوم اداء اليمين الدستوري يوما شاهدا على انتصار إرادة السوريين وعظمة تضحياتهم و وكان يوما اسود كظيما على اعدائهم وكسرا لإرادتهم وفشلا لمخططاتهم ورهاناتهم.. ألا بئس ما كانوا يخططون وبئس ما كانوا يراهنون..

تركي صقر