منوع

رائحة خبز الصاج تفوح في معرض دمشق الدولي

ملبية دعوة وزارة السياحة قدمت سامية سلام من قريتها الشريحي 36 كم شمال مدينة السويداء للمشاركة في معرض دمشق الدولي في دورته الـ 59 لتصنع خبز الصاج من قمح القرية التي مازال أهلها يزرعونه ويحصدونه بأيديهم ثم يخبزونه على التنور محافظين على مهنة قديمة قدم الإنسان على هذه الأرض.

تفوح رائحة الخبز الزكية أمام جناح سوق الحرف اليدوية حيث نصبت سامية التي ما زالت تحتفظ بجزء كبير من نضارة شبابها على الرغم من أنها جدة موقدا عليه صاج وراحت برقة محنية الرأس تدلك قطع العجين بعد تكويرها وترقها بخفة قبل أن تضعها على الصاج وتعد مجموعة من الفطائر الشهية.

كل شيء صنع في المنزل من الجبنة إلى الزعتر وعجينة الفليفلة الحمراء.

تؤكد سامية لعدد من زوار المعرض الذين يطلبون الفطيرة التي يحبونها وتقول في “أصنع الخبز في البيت منذ 20 سنة من القمح الذي نزرعه في أرضنا. اضافة إلى فطائر اللحمة والجبنة والزعتر والمحمرة”، و قالت لكن “في الضيعة لا أستطيع البيع لأنه لا يوجد طلب عليه.. كل أسرة لديها اكتفاء ذاتي”.

وتؤكد سامية أن الرغيف الذي تخبزه هو نفسه المصنوع من طحين حبة القمح الأسمر بقشرها دون إضافات على طريقة الآباء والأجداد لكن في الماضي كان “يحضر على التنور المصنوع من الطين ونار الحطب بينما حاليا على الصاج باستخدام نار الغاز”، مشيرة إلى أنه في قريتها الشريحي لا زال أهلها يجنون محصول القمح بطريقة تقليدية “نحصد غمائر القمح بأيدينا ونكومه في مكان واسع ثم تقوم آلة الدراسة بتكسيره ثم نعزل القمح عن القش ونغسله جيدا بالماء قبل نقله الى الطاحونة ونخزنه في مكان جاف” لكنها تضيف مبتسمة لم أعد أذهب إلى الحقول “ابني الوحيد يقوم بذلك بينما أبقى في البيت لرعاية طفليه حتى يعود وزوجته”.

ولفتت سامية إلى أن حشوة الفطائر كلها “بلدية” من صنعها “أشتري الحليب وأحضر الجبنة كما أحضر الزعتر مع زيت الزيتون وكذلك المحمرة”.

تعمل سامية في هذه المهنة كمعظم سيدات قريتها إلا أنها حققت حلمها بالمشاركة بمعرض دمشق الدولي الذي يشكل فرصة لها للترويج “للخبز الصحي باستخدام حبة القمح بالكامل”، خاصة انه في قريتها لا توجد فرصة لبيع الخبز باعتبار الجميع يحضرونه بأنفسهم، وقالت “إن الإقبال في معرض دمشق الدولي شجعها على اللمشاركة بصورة دائمة”.

وتربط سامية عند حديثها عن صناعة خبز الصاج أو التنور بين هذه المهنة التي تزاولها “استمرارا لعمل جدتها ووالدتها” وتشاركها في ذلك معظم جاراتها وبين الأصالة والبساطة والألفة حيث تقدم نفسها قائلة “إنني من قرية الشريحي بمنطقة شهبا انهم طيبون وكرماء وبعضهم يحب بعضا”.

وتصف عودة معرض دمشق الدولي “بأنه عرس لكل السوريين” والإقبال على ما تصنعه يديها من خبز بلدي “بالمقبول”.