ثقافة وفن

رضوان نصري.. الموسيقا السورية تملك طاقات مبدعة ولا خوف عليها

استفاد المؤلف الموسيقي رضوان نصري من الدراما السورية لتسويق مشروعه الموسيقي والتي بدورها استفادت من ابداعاته لتكون أقرب للناس، حيث باتت الموسيقا التصويرية تأخذ أبعادا فنية تتجاوز الحالة الدرامية نحو عمل فني متكامل قادر على البقاء في وجدان الناس لسنوات.رضوان-نصري

وعن الأعمال التي يعتبرها الأكثر تأثيرا ضمن مشروعه الموسيقي يقول نصري: هما عملان أولهما مسلسل أسرار المدينة الذي انتقلت معه من وضع الموسيقا للمسلسلات الكوميدية إلى الأعمال الاجتماعية التراجيدية فضلا عن كونه أول عمل يخرجه هشام شربتجي في التراجيديا بعد سنوات طويلة قضاها مع الكوميديا، أما العمل الثاني فهو مسلسل نزار قباني الذي حقق شهرة عربية وعالمية وكان التعاطي فيه مع الموسيقا بطريقة مختلفة عن المعتاد، حيث سوقت موسيقاه عالميا ما حقق حسب رأيه نقلة نوعية في الموسيقا التصويرية للدراما السورية.

ويحضر صاحب موسيقا مسلسل عناية مشددة حاليا لعروض موسيقية عالمية ضمن مشروع فني يعتبره الأهم بالنسبة لمسيرته الموسيقية حيث أطلق قبل الأزمة مشروع تقديم موسيقاه للدراما برؤية بصرية على طريقة الفيديو كليب لكنه توقف عن إكماله بسبب الظروف الصعبة وما تعرض له بلدنا من حرب عدوانية.

وعن عدم توجهه لتلحين الأغاني لنجوم الغناء يرى صاحب موسيقا مسلسل وشاء الهوى أن الموسيقا التصويرية مادة فنية لا تحتمل التنازلات، وهذا ما تعلمه منها وتمسك به في كل ما يقدمه من أعمال، بينما يتطلب العمل في سوق الأغنية تقديم تنازلات من قبل الملحن من خلال تتبع مزاج السوق والجمهور وتحكم شركات الإنتاج.

ويرى نصري أن الأزمة أثرت جدا على الموسيقا التصويرية كونها مادة حساسة تتأثر بالمحيط والواقع الذي يعيشه المؤلف الموسيقي، ويقول: هذا النوع من الموسيقا يعتمد على حس المؤلف الذي يطغى على تفكيره العقلي ويحتاج لثقافة توجه هذا الإحساس بشكل صحيح: مبينا انه توقف لعام ونصف العام في بداية الأزمة نتيجة الحزن الذي كان يشعر به وحتى بعد عودته للموسيقا ظل الحزن يرافقه فيما يقدمه من أعمال.

ويوضح نصري أن الموسيقا تحتاج لانفتاح حضاري غير محدود كي تتطور وتزدهر كما تحتاج الأعمال الموسيقية لدراسة وتخطيط وتسويق وترويج عبر وسائل الإعلام لتصل للناس وهذا ما يجب التنبه له للنهوض بالموسيقا في سورية.

وعن قدرات وواقع الملحن السوري يقول نصري: يتمتع الملحن السوري بالحس الموسيقي المرهف إلى جانب ثقافة موسيقية عميقة ولكنه غير متواجد بقوة على الساحة الموسيقية العربية بقوة لأن كل بلد عربي يروج لملحنيه حتى لو كانوا لا يملكون الثقافة الموسيقية اللازمة، مؤكدا وجود عدد كبير من الملحنين الموهوبين السوريين ولكن لا يوجد من يروج لأعمالهم ولأسمائهم ما يتطلب إطلاق برامج فنية ضخمة وقنوات فضائية لإظهارهم للعالم بأسره.

ويعبر ملحن أغنية اسمها شآم عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية، قائلا: تخلف الأزمات نهضة بعد زوالها في مختلف المجالات ليظهر فن جديد يقدمه مبدعون جدد، ولا خوف على الموسيقا السورية لوجود طاقات موسيقية مبدعة ومهمة وكل ما ينقصها هو المناخ الحضاري الآمن والمناسب لتصل للعالمية.