سلايدسورية

ريف حماه.. أسرار المعركة التعويضية؟

معارك شمال حماه هي جزء من الحرب في الاتجاه الإستراتيجي الشمالي.الذي يضم أربعة اتجاهات عملياتية هي: حلب المدينة، واتجاه ريف حلب الشمالي والشرقي، واتجاه مدينة وريف ادلب الشمالي والشرقي، واتجاه ريف إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي وريف حلب الجنوبي الغربي.. وهذه الاتجاهات تشكل وحدات جغرافية متكاملة.
أما عملية الربط فقد تمت بقرار المشغلين لتلك التنظيمات منذ الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات جيش الفتح وإنشاء تحالف بين كل المكونات العسكرية في تلك المناطق.
وانطلاقاً من الترابط الجغرافي بدأت معركة شمال حماه بالتزامن مع عملية تحرير الكليات من قبل الجيش العربي السوري وحلفاءه، وهدفت لإفشال تلك العملية وإشغال الجيش بجبهة جديدة وتوسيع مناطق السيطرة.
بدأ الهجوم على جبهة واسعة وبشكل مفاجئ وتمكن من تحقيق نجاحات معقولة ووصل إلى خط معان… كوكب…معردس …خربة الحجامة… طيبة الإمام… حلفايا.. وكان الهدف الوصول إلى قمحانة وخطاب ومحردة، كمرحلة أولى للهجوم. بعد ذلك يتم التقدم باتجاه مطار حماه العسكري واجتياح المدينة.
ونتيجة الدفاع الصلب والمناورات السريعة تمكن الجيش العربي السوري من إيقاف جيش العدو الإرهابي على الخط ..معان… حلفايا. وفور انخفاض وتيرة تقدم العدو بدأ الجيش السوري وحلفاءه بإجراءات متعددة شملت:
1- احتواء الهجوم وتمكن من ذلك.ونجح بإيقاف الهجوم بشكل كامل.
2- تعزيز الدفاع على خط.. قمحانة ..خطاب..محرده.
3- البدء باستهداف ناري جوي ومدفعي كثيف ومستمر لمناطق انطلاق ومحاور تحرك وإمداد العدو الإرهابي.
ونجحت بالفصل الناري بين الخط الأول والعمق التكتيكي القريب والعملياتي في ريف ادلب الجنوبي وريف حلب الجنوبي الغربي، حيث الاحتياطات البشرية والمادية.
4- كل ذلك كان يتم بالتوازي مع عملية حشد لم تشمل سحب أية قوات من جبهة حلب.
5- عند هذه المرحلة بدأت معركة تحرير شمال حماة بتمهيد ناري صاعق نفذته عشرات القاذفات ومئات وسائط الرمي البعيد والمباشر .
وتم التقدم لأطراف معردس في عملية أقرب للاستطلاع بالقوة، وتم تحييدها عسكرياً، بعد ذلك تم وبعمل مفاجئ اقتحام الكبارية وتحريرها مع بعض التلال المحيطة، لتشكل منطقة انطلاق قريبة فتم اقتحام معان وكوكب.
وبذلك يكون الجيش السوري قد حرم قوات الإرهاب من مواقعها المتقدمة. واستكمل إنشاء منطقة انطلاق ملائمة عسكرياً للانطلاق لاحقاً باتجاه صوران وطيبة الإمام وحلفايا.
أما أهم نتائج العملية حتى هذه الساعة:
– خسائر فادحة معنوياً وبشريا ومادياً بالعتاد والسلاح.
– تحطيم وإسقاط خط التحصين الأول لقوات الإرهاب، وهذا مقدمة لإسقاط الخط الثاني على امتداد عطشان – صوران – البويضة – طيبة الإمام – اللطامنة – وحلفايا، وذلك بالاستفادة من النجاحات الأولية المتحققة.
– فشل غرفة عمليات جيش الفتح في إعادة تشكيل قواته بعد خسائره الكبيرة. وتحول عملية الجبهات المتعدده من فرصة له الى فشل بالمعنى الإستراتيجي لنجاح الجيش السوري في الحشد من خارج جبهات حلب.
– زيادة الخلافات بين مكونات جيش الإرهاببن وانتقالها من السر الى العلن ومن النقاشات الى الصراع المسلح وأكثرها ضراوة المعارك بين جند الأقصى وأحرار الشام. وتبادل الإتهامات بالخيانة والمسؤولية عن الهزائم وهذا أدى لزيادة الخسائر وانخفاض فعالية غرفة العمليات وظهور بوادر انهيارها.
كل ذلك ترافق مع تحسن في التنسيق بعمليات الجيش السوري وحلفائه قيادةً وعمليات وتأمين انعكس تحسنا بالحالة المعنوية، وبالتالي بوتيرة العمليات العسكرية الهجومية.

البعث ميديا || الخبير العسكري العميد هيثم حسون