الشريط الاخباريدولي

زمن الاغتيالات يعود إلى تركيا؟!

أعادت الاغتيالات المتتالية، التي تشهدها مناطق شرق وجنوب شرق تركيا حاليًا، إلى الأذهان عقد التسعينيات المظلم الذي طالما ارتبط في ذاكرة الأتراك بجرائم القتل المقيدة ضد مجهول.

وشهد الشهر الأخير، على وجه الخصوص، العديد من العمليات الدامية والاستفزازية، فقد لقي 46 شخصًا مصرعهم في الاحتجاجات ضد هجوم تنظيم داعش الإرهابي على بلدة عين العرب في شمال سوريا، والتي اندلعت الأسبوع قبل الماضي، ثم وقعت جرائم استفزازية لتزيد هذا الوضع المؤلم سوءا.

وتم اغتيال قادر باغدو، موزع صحيفتي “أوزغور غوندام” و”أزاديا ولات” الكرديتين، وتبين أنه قتل بالرصاص في رقبته في مدينة أضنة، جنوب البلاد، كما قتل محمد لطيف شَنَر (66 عامًا) بطلقات رصاص من قبل مجهولين ويقال إنه كان مقرباً من حزب الدعوة الحرة “الإسلامي الكردي.

وفي منطقة سوروتش بمحافظة شانلي أورفا، الحدودية مع سوريا، وقع حادثان بفارق ساعة واحدة بينهما على أحد الطرق، حيث تم اغتيال الرئيس السابق للبلدية صالح تكين ألب وابنه، ثم لقيت الصحفية من أصول إيرانية سيرينا شيم مصرعها في حادث مروري غامض، والتي سبق وأن اتهمها جهاز المخابرات التركي بالتجسس والعمل مع المعارضة التركية.

وفي مدينة بينغول وقعت محاولة اغتيال لمدير الأمن بالمدينة، وقتل نائبه عاطف شاهين ومدير أمن يدعى حسين خطيب أوغلو، وقتل الأشخاص الأربعة الذين قاموا بهذه العملية أثناء مطاردتهم بعد الحادث بساعة واحدة، ولم يكشف النقاب عن تفاصيل الحادث.

وقبل ذلك، نُصب فخً لشرطيين أمام منزليهما في ديار بكر وتم قتلهما، ولم يتم حتى الآن القبض على مرتكبي الجريمتين.

وبينما تعصف هذه الأحداث بالبلاد اتخذت الحكومة خطوة أثارت الجدل والنقاش، حيث أعطت إشارة البدء في حزمة تعديلات قانونية تذكر الجميع بالأحكام العرفية وتقلص من الحريات وتفتح الباب أمام إدارة استبدادية وتحمل خطر تحول تركيا إلى دولة بوليسية، وهو ما دفع إلى التساؤل “هل يتم الإعداد لبنية تحتية لتأسيس نظام استبدادي من خلال هذه الأحداث؟”.

صحيفة “زمان” التركية

البعث ميديا-ترجمة: أسامة شحود