الشريط الاخباريمساحة حرة

سقوط نظام آل سعود.. وصعود آل سلمان

أعطى الرئيس الاميركي دونالد ترامب كلمة السر خلال زيارته الأخيرة الى “السعودية” حين قال” أيها الملك سلمان، والدك كان سيفخر جداً برؤية أنك تواصل إرثه – وكما فتح هو الصفحة الأولى في شراكتنا، نبدأ اليوم فصلاً جديداً يحقق فوائد دائمة لمواطنينا”.
لم يكن حينها واضحاً تماماً كيف سيبدأ هذا الفصل الجديد الذي تحدث عنه ترامب لكن اليوم بات جلياً، فترامب اراد على ما يبدو أن يكون خطابه نهاية لعصر حكم ابناء عبد العزيز آل سعود، وبداية لحكم آل سلمان .
ولم تأتي استضافة ترامب في بيت الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة صدفة، ولم يكن تقليده وسام عبد العزيز الا بروتوكولاً ممهداً لصفقة اسقاط النظام السعودي “حكم آل سعود” وبدأ “حكم آل سلمان” بتكلفة باهظة الثمن أتت على شكل صفقات أسلحة تقدر بحوالي الـ5 مليارات دولار عدا عن الهدايا والعطايا التي قدمت للضيف وعائلته.
وسريعاً وكعادته يبادر الشباب الى تلقف التوجيه اذا ما تناسب مع ميوله وهذا ما ظهر في سلوك ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان الذي أبدى ميلا كبيراً في الأسابيع الماضية لجمع التراث المصور والموثق والمكتوب لجده الملك عبد العزيز، وتأمينه في مكتبه الشخصي بحرص شديد، فهل هذا شغف بالتراث أم أنه يحاول اجتثاثه، أو أن كلام ترامب لقي في نفس محمد صدى فصار الشاب متطلعاً لتقمص شخصية جده، كي يتناسب مع الفصل الجديد الذي وجه به ترامب؟؟؟
أيا يكن السبب فجمع كل الصور وأشرطة الفيديو التي يظهر فيها الملك عبد العزيز تفريغ ثلاثة موظفين في مكتبه لتنفيذ هذه المهمة، أمر غير عابر، وتكريس ساعات طويلة جداً لمراقبة الصور الملتقطة بكاميرا من اي نوع للجد والاطلاع على الأرشيف الشخصي له ونسخ عدة نسخ منه هي محاولة واضحة لإستلهام تجربة الملك الراحل.
اذا فكلمة السر التي ادخلها ترامب في اذهان سلمان وابنه أدت دورها وبات الفصل الجديد جاهزاً وربما يكون الملك سلمان الآن ينتظر الخبر بأن محمد انهى مذاكرة تراث وحركات جده عبد العزيز وبات جاهزاً لتقمصه بصيغ العصر الحديث كي يتنحى مفسحاً المجال لبدء الفصل الجديد الذي تباركه اسرائيل أو ربما هندست ترتيبات حصوله.
فصل جديد مع اميركا عناوينه تصفية القضية الفلسطينية وتحويل البوصلة نحو العداء مع ايران بدل “اسرائيل”، تطبيع العلاقات مع “اسرائيل” وحشد الدول الخليجية في تحالف “أمني – اقتصادي” مع الكيان الصهيوني سراً وعلانية، وربما تحقيق مطالب وزير الاستخبارات في “حكومة نتنياهو”، يسرائيل كاتس، الملك السعوديّ سلمان بن عبد العزيز لدعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى زيارة المملكة، كما حصل مع أنور السادات ومناحيم بيغن، بحسب تعبيره، أوْ إرسال ولي العهد محمد بن سلمان في زيارةٍ رسميّةٍ إلى إسرائيل وقيادة دول الخليج في مسار حقيقي للتحدث مع “إسرائيل”، ضمان استمرار تدفق المال الخليجي الى الخزائن الامريكية وبالتالي الى جيب اسرائيل، التحضير للحرب التي ربما تكون بعد فترة في منطقة الخليج “حرب الخليج الثالثة” سواء بمحاولة محتملة لاجتياح قطر ومن ثم الصدام مع ايران أو بصدام مباشر مع الاخيرة أو ربما استمرار الحرب في الوكالة على غرار ما يحصل في سورية واليمن وغيرها من المناطق التي تدعم السعودية ارهابييها، كل تلك وغيرها مفردات من الممكن ان تصف الفصل الجديد الذي بشر به ترامب في الرياض..

بلال ديب