ثقافة وفن

سندس برهوم في سنويّة نضال سيجري.. والحديث عن «غيوم زكريا»

“الحبّ هو الخلاص يا أولاد أمّي … الحبّ هو الحلّ يا وطني”.. بهذه الكلمات عُنّوّنت سنوية الفنان المرحوم (نضال سيجري)، والتي نطقها بصوته المبحوح قبل أنّ يغادرنا، وبعد مرور عام على وفاته تقدّم زوجته (سندس برهوم) لنا في لحظات عاصفة بعض الأسرار المشتركة بينها وبينه، وبينه وبين محبيه كفنان سوري ترك بصمة مميزة لدى الكبير والصغير منّا.

عن التحضير لسنويّة المرحوم نضال سيجري، وعن الصعوبات التي اعترضتها تقول سندس برهوم: “بدأت التحضير للسنويّة من اليوم الأوّل لرحيل نضال، وكان ذلك من خلال كتابة قصّة لتقديمها هدية لروحه بعد مرور سنة من الغياب، وفعلاً أنجزت القصّة لكن لم يكتب لها أنّ ترى النور!!. وبوجه عملي بدأ التحضير للسنوية قبل شهرين أو أكثر بقليل، فتمّ الاتصال بمديرية المسارح والتنسيق معها لتجهيز مكان المناسبة – مسرح الحمرا – والتحضير لها، ومن جانب آخر بدأت العمل على إنجاز فوتو مونتاج خاصّ بالسنويّة. أمّا الصعوبات فتعلّقت بحساسيّة ما أفعل، فقد كان هناك تأخير بإنجاز أيّ شيء خاصّة لدى اضطراري للبحث بين أوراق نضال، وصوره، وأعماله..أيضاً عدم معرفتي بتفاصيل الحالة الفنيّة كالمسرح وأدواته، وكيف يتمّ إخراج العمل، وجهلي بالأشخاص المناسبين للتعاون معهم، لكن مع ذلك كان هناك ثلّة من الأصدقاء الذين تطوعوا ليقدّموا كلّ ما لديهم، وهذا ما أنقذ الموقف فأوجه شكراً كبيراً لهم”. بعد إنجاز مشروع السنوية وحضور الناس مشاركين ومعزين كان هناك وقعٌ خاصّ وفي ذلك تضيف سندس: ” كنت أميلُ للاختصار في كلّ ما نفعل، كي لا نغرق الحضور بالحزن ليفاجئني أشخاص عدّة بمطالبتهم لي بإطالة العرض وفقرة العزف. وعن رؤيتي لما حصل تمنيت أنّ تكون السنويّة في بعض جوانبها أفضل، وشعرت بضرورة عمل أشياء مغايرة لما فعلنا، ومع ذلك كان الجو مقبول بالنسبة لي، ولم يخرج كثيراً عن توقعاتي، أمّا الحضور فكانوا عاطفيين تجاه الحدث “.

فيما يتعلق بتوزيع قصّة أخذت مسمى (غيوم زكريا) وعن مشروع الكتابة تجيب سندس: “طبعاً لديّ تجارب في عالم الكتابة منذ سنوات، وذلك على مستوى المقالة، وهناك بدايات في القصّة والرواية وفي الحقيقة لم أنتهي منها بعد، ولكن لقصّة ( غيوم زكريا ) خصوصيّة إذّ أنّني كتبتها في الفترة الأخيرة من حياة المرحوم نضال، وأنا أعدّ نضال شريكاً حقيقياً فيها كقارئ، وناقد، وملاحظ .. من جانب آخر في القصّة بعض الملاحظات التي أضفت فيها شيئاً من روح نضال، والغريب فيها أيضاً أّني كنت قد كتبت الإهداء له سرّاً عنه، والهدف هو مفاجئته عند النشر، ولكن لاحقاً وبينما كنت أبحث بين أوراق نضال، وبعد رحيله، وجدت بالصدفة رأيّه بالنصّ الذي كتبته! فكانت المفاجئة منه لي! لذلك تعمدّت أنّ أضع القصّة كما قرر لها أيّ الإهداء في البداية ورأيه على الغلاف، وفي كلّ ما كان ( إهدائي له، ورأيه لي في القصّة ) اعتقد أنّ ذلك يلخص شيئاً في جانب من جوانب علاقتنا معاً “.

للمستقبل مشروع كتابة مخبأ هذا ما أوضحته لنا سندس برهوم قائلة: ” بخصوص الكتابة حتماً لدي مشاريع كتابيّة في المستقبل، فبالإضافة إلى المتعة التي أجدها في الكتابة، فإنّ هذا المجال يساعدني على استحضار نضال، وإبقائه مزيداً من الوقت معي، أمّا عن مؤلفي الجديد فهو بعنوان ( عتبة الباب ) وقد تمّ تحضيره ليكون أيضاً إهداءً لروح نضال في هذه السنويّة، لكنّه مُنع من النشر لأسباب رقابية بحتة، فاتحاد الكتاب لديهم خطوط حمراء عريضة تلتصق بجانب العقل والمخيّلة، وتمنعها من التحليق، وهم جاهزون للدفاع عن أنفسهم من خلال كيل الاتهامات بما لا يخطر على بال، وفي كلّ الأحوال أنا على استعداد تامّ لعرض القصّة على أية جهة رقابيّة أو أدبيّة أو نقديّة والدفاع عنها، وفي نفس الوقت مصرّة على نشرها هنا داخل سوريا، وليس خارجها “.

 عن تغطية وسائل الإعلام لحدث سنوية نضال سيجري علّقت سندس برهوم: “كانت تغطية وسائل الإعلام رائعة، وأريد أنّ أشكر جميع من اهتم من الأصدقاء إعلاميين وغير إعلاميين لتغطية هذا الحدث بشكل لائق ولطيف، كما كان لوزارة الإعلام اهتمامها الخاصّ أيضاً فجميع وسائل الإعلام التابعة للوزارة كانت مهتمة وحاضرة لتغطية الحدث … وفي النهاية لا بدّ لي من توجيه الشكر لكلّ الناس الذين حضروا، والذين شاركوني صلاتي لنضال سيجري بحبّ، وهذا الحبّ الذي حكى عنه نضال ليس خياليّاً ولا بعيداً بل أعيشه كلّ يوم … شكراً” .

البعث ميديا – عامر فؤاد عامر

لا

تت