الشريط الاخباريسلايدسورية

سورية.. “دساتير” أم سيناريوهات تقسيم؟

يُسمع همس في كل زاوية ربما عن “مشروع دستور” هنا أو هناك… وخطط وسيناريوهات “معقدة” أطرافها قوى خارجية وقوى داخلية، ولجان، وسفراء… وعسكريون.. وفي السعي لفرضها أحيانا تأخذ شكل معارك. وجميعها تتحدث عن مستقبل سورية، فيما السوريون يحاربون كل قذارات العالم التي قررت القوى الكبرى صبها في سورية، ولازالوا يصبرون ويصابرون.
آخر ما نشر، كان مقالا بالأمس لصحيفة الأخبار بعنوان “دستور روسي لسوريا: صلاحيات من الرئيس لمجلس الوزراء و«جمعية المناطق».
ارتبك كل من قرأ التسريبات التي تضمنتها مادة الأخبار عن هذا “الدستور” المزعوم، أو المقترح في أحسن الأحوال.
ربما هو رد فعل طبيعي من قبل شعب انضم معظم شبابه الفقراء إلى الجيش وأرسلوا إلى الجبهات دفعات خلف دفعات تقاتل كي تبقى سورية موحدة.
ولكن، لنترو قليلا. لنفكر قليلا، ونستذكر أن شعبا يحارب منذ أكثر من 5 سنوات لا يمكن أن يفرض عليه شيء من الخارج، حتى لو كان هذا الشعب متعبا أو منهكا، أو أصابه الملل من تكرار الروايات وغياب المصادر، وناله منه الوهن جراء قسوة الانتظار.
وعند الحديث عن التقسيم وما شابه من المشاريع، علينا ألا ننسى فعالية الجيش العربي السوري في صياغة مستقبل البلاد، فليس عبثا أن يحافظ هذا الجيش، على سبيل المثال، على تواجده في أقصى الشمال الشرقي.. في القامشلي، وفي الحسكة، كما في عمق البادية السورية.. في تدمر ودير الزور، عدا عن كل المناطق الأخرى.
المعركة لم تنته بعد، ورؤية الخارطة السورية كاملة وخاصة الخارطة الميدانية، أساس علمي وعملي لقراءة الأحداث والأخبار وتحليلها والتفاعل معها
هي مجرد سيناريوهات مطروحة، بحسب مصدر مطلع، ولا تعني بالضرورة أنها محققة أو باتت أمرا واقعا.
وأضاف أن هناك طروحات كثيرة ومشاريع أكثر قدمت منذ بداية الحرب، لكنها جميعها تخفي وراءها “أفخاخ” سياسية أو مشاريع تقسيم. ولهذا تم رفضها جميعا، وأصرت القيادة على أن الشعب السوري هو من يقرر.
إن الأساس الذي علينا فهمه والتركيز عليه هو أن أي سيناريو لدستور يتم الحديث عنه لن يمر أو يطبق إلا باستفتاء وقرار من الشعب السوري. هذه قاعدة كرسها الرئيس بشار الأسد في أكثر من مناسبة وأكثر من لقاء. بالتالي، فإن ما طرحته صحيفة “الأخبار” وما قد نسمعه أو نقرأه أو نقرأ عنه في قادم الأيام، لا بد من تناوله من هذا المنطلق، وعدم التعامل معه وكأنه حقيقة مطلقة.
وأكد المصدر أن الدستور السوري لعام 2012 هو الدستور القائم والمعتمد، متوقعا أن يتم في المستقبل القريب إعداد دستور بديل.. في دمشق، وسيعرض حينئذ على الشعب السوري لإجراء استفتاء يقرر فيه الموافقة أو عدم الموافقة عليه، وكل ما عدا ذلك هو مجرد سيناريوهات أو “أفخاخ تقسيم” أو تمنيات واجتهادات، لكن قرار الدولة السورية ما كان ولن يكون إلا مستقلاً وسيادياً وتعبيراً أميناً ودقيقاً عن طموحات وآمال ومصالح الشعب السوري.
وختم المصدر بالقول إن السوريين هم أصحاب القرار. وإذا ما أصاب سوري ما الارتباك جراء قراءة مثل هذه الأخبار، ليتذكر أنه في يوم ما، عاجلا أم آجلا، سيكون له صوت يقرر شكل سورية التي يريدها ويريد لأبنائه أن يعيشوا حياتهم فيها… ففي لحظات المصير، لا تقاد الشعوب العاقلة إلا بقواها الداخلية، بغض النظر عن أي كلام صدر أو من الممكن أن يصدر من عدو أو صديق أو أي طرف آخر.

البعث ميديا || ريبال زينون