الشريط الاخباريمحليات

شاب سوري يحول الإعاقة إلى طاقة بشرية وذهنية

إصراره على الحياة وطموحه الكبير دفعاه إلى التغلب على إعاقته البصرية التي صاحبته منذ الولادة ولم تقف عائقاً أمام إظهار إمكاناته المتميزة في مجال المعلوماتية ليتفوق ببصيرته ويقدم نفسه كأحد المكفوفين الذين يحملون في حياتهم عنوان التميز المستمد من إرادة وتصميم على الحياة رغم صعوباتها .

الشاب حاتم حسابا ذو الثمانية عشر ربيعا من محافظة السويداء يقول “إنه منذ دخوله معهد تأهيل المكفوفين بدمشق وعمره 6 سنوات كان يحب الحاسوب وتلقى فيه دروسا من قبل أساتذة المعهد ومهندسين في هذا المجال ليزداد اهتمامه به يوما بعد يوم شغفا وحبا بتعلمه” .

ويجيد الشاب حاتم العمل على أجهزة الحاسوب والخلوي بناء على حاسة اللمس لديه ومعرفته بتوضع الحروف مستفيدا أحيانا من بعض البرامج الناطقة اضافة إلى قدرته على الكتابة بشكل سريع على برنامج الوورد وتنزيل البرامج وفك وتركيب الأجهزة وإجراء فرمتة لها وتنزيل برامج ناطقة على أجهزة الخلوي خاصة بالمكفوفين فضلا عن تحويله أرصدة للزبائن من خلال المحل الذي افتتحه في مكان إقامته .

ويبدو طموح حاتم الجامعي واضحا في حديثه حين تنتفض مشاعره المرهفة بالحديث عن الهندسة المعلوماتية ليبوح أنه الفرع المحبب لديه وأنه يسعى عقب حصوله على شهادة التعليم الأساسي إلى نيل الشهادة الثانوية والدخول إلى الجامعة التي أحبها فضلا عن مساعيه للعمل في مجال البرمجة.

ولأنه يرى النور من قلب الظلام يعمل حاتم على تسخير إبداعاته وتميزه في مجال المعلوماتية في إضاءة حياة من فقد بصره والتعاون مع مجموعة أصدقاء له من خلال شبكة التواصل الاجتماعي لتقديم المساعدة فيما يتعلق بطلب برامج معينة أو توضيح شرح عن عملها .

وحاتم الذي أحب الحياة وجعلها أجمل حتى في عيون من يراها يمثل قدوة لأقرانه وعائلته ومحيطه وأخويه الصغيرين في التفاؤل والاندماج مع كل شرائح المجتمع والسعي الدائم نحو التفوق وبناء المستقبل .

ويؤكد رئيس لجنة المكفوفين في جمعية الوفاء الخيرية للمعوقين بالسويداء عهد أبو فخر أن حاتم لديه “قدرة عالية في مجال المعلوماتية وعقل الكتروني مميز” مبينا أنه أول شخص مكفوف على مستوى المحافظة عمل على تنزيل برنامج ناطق للمكفوفين على أجهزة الخلوي .

ويلفت أبو فخر إلى أن الشاب حاتم يدرس الحاسوب للمكفوفين حاليا في جمعية الوفاء مشيرا إلى أنه “ساهم بحل مشكلة في أحد البرامج الحاسوبية لدى الجمعية واكتشاف خطأ معين غفل عنه المهندسون”.

من جهته يرى عضو اتحاد جمعيات المكفوفين في سورية حسن العنداري أن حاتم من “الشباب الطموحين والمجتهدين واستطاع خلال وقت قصير التعلم على الحاسوب” مشيرا إلى “أنه رغم تهجيره من مكان إقامته في هذه الظروف التي تمر بها البلاد بقي متابعا لعمله وتميزه في مجال الحاسوب”.

ويصف الشاب حمزة مدور الذي يرافق ابن عمته حاتم معظم الأوقات بأنه “يستعمل أجهزة الحاسوب والخلوي بشكل يفوق الأشخاص العاديين وأنه شاب طموح و يحب مساعدة الآخرين وخاصة أصحاب الإعاقة”.

البعث ميديا / سانا