الشريط الاخباريسورية

شركة لافارج: دفعنا مبالغ شهرية لتنظيمات بينها “داعش” لاستمرار عملنا في سورية

أقر مسؤولون سابقون في شركة لافارج السويسرية الفرنسية بأن الشركة دفعت مبالغ مالية بشكل شهري كـ “رشى” للعديد من التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم “داعش” لاستمرار عملها في سورية مؤكدين أن قرار البقاء في سورية جاء بطلب من الحكومة الفرنسية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤولين قولهم أمام المحققين.. “إن الخيار كان إما القبول بالرشوة أو الرحيل ووافقت الشركة على الرشى التي دفعها فرعها في سورية من خلال تقديم كشوفات مالية مزورة”.

وكان القضاء الفرنسي بدأ في حزيران الماضي تحقيقا بشأن أنشطة لمجموعة “لافارج هولسيم” المتخصصة في الإسمنت والبناء والتي كانت تعمل في سورية وتمويلها لتنظيم “داعش” الإرهابي مقابل الموافقة على السماح لها بالعمل.

وجاء ذلك بعد أن كانت الشركة أعلنت في نيسان الماضي أن رئيسها التنفيذي إريك أولسن سيغادر منصبه بعد أن أقر بدفع أموال إلى تنظيمات إرهابية كي يستمر عمل مصنعها في سورية فيما خلص تحقيق داخلي مستقل إلى أن الشركة قدمت مدفوعات للحماية إلى وسطاء لإبقاء مصنعها في شمال سورية مفتوحاً.

وشدد المساعد السابق للمدير التنفيذي العام كريستيان هيرو على أن السلطات الفرنسية وافقت على بقاء الشركة حتى في ظل وجود تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة التي تعمل فيها مبينا إن “وزارة الخارجية الفرنسية قالت إن علينا الصمود وأن الأمور ستستتب”.

وبدأت شركة لافارج في تشرين الأول 2010 بتشغيل مصنع للأسمنت في شمال سورية ومع قدوم العام 2013 سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على المنطقة التي يقع فيها المصنع ولكن وخلافا للعديد من الشركات قررت لافارج إبقاء مصنعها.

بدوره أفاد برونو بيشو مدير مصنع لافارج للإسمنت حتى عام 2014 بأن الشركة كانت تضمن أمن موظفيها بدفع ما بين 80 و 100 ألف دولار شهرياً توزع على العديد من التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم “داعش”.

إلى ذلك يشتبه المحققون أيضا في أن الشركة وتحت غطاء عقود مزورة مع مستشارين تزودت بالنفط من تنظيم “داعش”.

وأقر فريدريك جوليبوا مدير المصنع منذ تموز 2014 بأن الشركة كانت تشتري نفطا مما سماه “منظمات غير حكومية بشكل مخالف تماماً للقانون”.

وكانت صحيفة لوموند الفرنسية كشفت أن شركة لافارج الفرنسية للإسمنت عقدت اتفاقات تعاون سرية مع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية مكنتها من الاستمرار بتشغيل مصنعها في شمال شرق حلب حتى عام 2014 رغم انتشار الإرهابيين هناك.

يشار إلى أن فرنسا قامت إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية على مدى السنوات الماضية بالمال والسلاح وتوفير الغطاء السياسي لها.