مساحة حرة

عقلية “منفتحة” .. أم دور منتهي؟؟

فصيل واحد تسعى فصائل “جيش الفتح” الإرهابي ، وأبرزها “أحرار الشام”، و”فتح الشام”، و”الحزب التركستاني”، و”فيلق الشام”، و”أجناد الشام”، و”جيش السنة”، و”لواء الحق”، للاندماج فيه ليكون جامعاً لها والذي ربما يكون الأكبر على الساحة السورية لو تم تحقيقه من حيث العدد لكنه سيكون الأقل قدرة وفعالية…

إنه “عام الجماعة” كما يحلو لشيخ الإرهاب عبد الله المحيسني أن يسميه، العام الذي سيشهد ذوباناً واضمحلالا لكل تلك الفصائل المتعلقة بحبال الوهم والمستندة إلى عقائد مشوهة ومشبوهة النشأة.

فصائل مسلحة متعددة التسميات تنتشر على الساحة الجغرافية في سورية تتقلص يوماً بعد يوم بفعل فاعلين، أبرزهم وأولهم الجيش العربي السوري بتحالفاته الإقليمية والدولية، ما ينعكس سلباً على أداء تلك الفصائل ويجعلها تلجأ إلى التحامي ببعضها لا بسبب الصدفة أو اختيار هذا الفصيل أو ذاك، بل سعياً للحفاظ على ما تبقى منها.

فما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات القادة الميدانيين لتلك مجموعات الإرهابية ينبئ وبوضوح بأن كل تلك المجموعات باتت تتحسس الخطر الشديد إلى حد أنها تنازلت جميعها عن تلك الشوفونية والتعنت الذي كانت تبديه تجاه أي محاولة لتوحيد الجهود في السابق، وباتت كلها جاهزة للدخول في اندماج لطالما نادى به شيخ الإرهاب المحيسني والذي أطلق عبر حسابه الرسمي في “تويتر” حملة بعنوان “عام_الجماعة”، في إشارة إلى أن العام 2016 سيحمل في طياته كبرى الاندماجات بين الفصائل الإرهابية على الساحة السورية.

فيما يتساءل المتابعون كيف للطريق التي كانت مسدودة بوجه من يسعى لدمج تلك الفصائل أن تفتح فجأة وكيف زال العذر المانع للاندماج والارتباط فجأة الآن.

ولا يبدو الجواب صعباً إذا ما قرأنا الواقع الميداني لتلك الجماعات والذي ينعكس من خلال ما جاء على لسان شيخ الإرهاب المحيسني الذي يقول: “ندعو لجسم جديد ينقذ الساحة قبل غرقها في بحر التفرق والنزاع”.

تفرق ونزاع وخسارات متتالية وغرق في وحل الإرهاب الذي فاضت على جوانبه الدم حتى باتت لحى داعميه في دول الخليج وعلى رأسها السعودية تتبلل به، وفك ارتباط بين الداعم والوكيل يظهر جلياً في التعليمات التي تلقتها “جبهة النصرة” لتغيير اسمها في محاولة للالتفاف على وسمه بالإرهاب وتصنيفه تحت هذا البند لتتخذ اسم جديد هو “جبهة فتح الشام” كل ذلك وغيره من الانتكاسات أدت لنتيجة مفادها أن الخطر بات قريباً من كل تلك الفصائل أكثر من أي وقت مضى الأمر الذي دفع المتحدث باسم “جبهة النصرة” الإرهابي حسام الشافعي لإبداء ارتياحه لحملة “عام الجماعة” في تويتر، عاكساً رغبة فصيله في هكذا مشروع، وإلى درجة جعلت المغرد الإرهابي المسمى “مزمجر الشام” ينشر عبر موقع تويتر أن الإرهابي “أبو محمد الجولاني”، أجرى جولة مكوكية على قادة الفصائل في الشمال السوري، وأظهر حرصاً على توحيد الفصائل، مؤكداً أنه تنازل شخصياً عن إمارة الكيان الجديد، ما يدل بالدليل القاطع على حجم الإفلاس الذي تعاني منه تلك الفصائل معنوياً نتيجة توسيع التحالفات الإقليمية والدولية في مواجهة الإرهاب، ونتيجة لضعف الدعم الذي تتلقاه تلك الفصائل نتيجة للضغوط الدولية على الداعمين في الخليج وتركيا، إضافة فشل تلك الفصائل على الأرض وخساراتها المتتالية، أمام قوات الجيش العربي السوري وحلفاءه.

الأمر الذي يعني أن ما يحصل ليس عقلية منفتحة ومرونة كبيرة في مناقشة المسائل المثيرة للجدل من قبل “الجولاني” وغيره كما يقال بل هو خطاب جديد مفاده أن الدور الذي كان من المفروض عليهم لعبه قد انتهى.

بلال ديب