مساحات القرّاء

فراس بديوي — حدثيني يا غالية

حدثيني يا غالية

هل للحب مكان أم الأفكار لاهية؟

هل سأستوطن به أم تبقى القلوب خالية؟

دعيني أشاركك القرار اليوم، فالغد قوانيني هي السارية

سأستعمر القلب، واملك الروح والجسد وكلّ الصلاحية

سأكون الوصي والحارس وصاحب الأمر ومفتي الناهية

علَّ هذا يرضي غروي، فهل ستكوني أنتِ راضية؟

واستعذركي ملاكي، فروحي بتقمصات الدهر ملكت اسبانية

فسألي التاريخ عن أثأري وأفعالي وأبراج قصوري العالية

اسألي أعمدة وحيطاناً هي اليوم من الرخام عارية

كيف حكمتُ؟ وكيف عدلتُ؟ وكيف رضيتُ الطفلة الباكية

حدثيني يا غالية

هل أحرك جيوش حبي، أم تسلميني المفاتيح راضية؟

فأتيتك محارباً، سلاحي ورود الأرض وعبير الياسمين والاضالية

سأسلمكِ سلاحي لتكوني أنتِ الحكم والقاضية

مستعمر أنا وأرعن وبين يديكِ أكون لقمة سائغة

أتلبك وأتلعثم محاولاً عبثاً المحاورة والمناورة

لكن بسواد عيناكِ قدراتي دائماً ضائعة

وبضحكتكِ وبالشامة تحت شفتيكِ أفكاري دائماً ساهية.

 

فراس بديوي