دولي

فرشي لـ”البعث ميديا”: لا التزام باتفاق نووي لا يحمي مصالحنا النووية والاقتصادية

تسارعت الأحداث بعد إعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران، ولاسيما فيما يتعلق بالضمانات التي طلبتها طهران من الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق وروسيا والصين، هل ستتمكن من تقديمها لبقاء استمرار الاتفاق أو انهياره، في المقابل كانت الجمهورية الإسلامية في إيران واضحة بأنها إن لم تحصل على ما تطلبه فإنها لن تلتزم باتفاق لا يضمن مصالحها الاقتصادية وحقوقها النوویة.

البعث ميديا، ولتسليط الضوء على الموقف الإيراني، التقى الباحث “أمجد فرشي” الذي قال: ما حدث بالنسبة لانسحاب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من الاتفاق النووي كان متوقعاً بالنسبة لنا، ف”ترامب” ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض خرج من معظم الاتفاقات التي أبرمتها إدارة الرئيس “بارك أوباما” في الداخل الأمريكي وحتى الاتفاقيات الخارجية التي أبرمتها مع الدول والمنظمات، ومنها الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران، واتفاق المناخ، وكذلك الان الحديث عن خروجها من مجلس حقوق الانسان، ترامب وصل به الحال بحيث حتى أنه يبحث أي مشكلة في المنطقة لإلصاقها بإيران لتبرير قراراته، مستنداً إلى فبركات ومعلومات إسرائيلية مضللة ومنها المعلومات والوثائق التي ادعا بكشفها رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” عن نشاط إيران النووي، والتي كانت أساس القرار الأمريكي أو حجتها للانسحاب من الاتفاق النووي.

وبين “فرشي” إن إيران كانت ملتزمة بالاتفاق النووي وهذا بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب النشاط النووي وفق وثيقة العمل المشترك الذي اعتمدته الدول الموقعة على الاتفاق النووي ومنها “واشنطن”، ولكن “ترامب” رفض ذلك وانسحب، وعليه فإن الجمهورية الإسلامية في إيران ستکون علی ماکانت عليه قبل الاتفاق، أي تخصيب اليورانيوم المخصص للأغراض السلمية..

لأنه ما فائدة من اتفاق لا يحظى برضا جميع من اتفق عليه، ولا يوجد أي فائدة من هذا الاتفاق الآن ولا يوجد به أي شيء يحمي حقوق إيران النووية، وطهران بالفعل، وبتوجيهات مباشرة من المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في ايران السيد القائد علي خامنئي لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية، بدأت بالعمل لاستئناف البرنامج النووي وفق الاتفاق، كما تم بدء العمل حالياً بإنتاج غاز رباعي وسداسي فلوريد اليورانيوم (UF6- UF4).

وأوضح “فرشي” أنه في ظاهر الأمر فإن خروج أمريكا الأحادي من الاتفاق يجب أن لا يكون ذا أهمية، لاسيما وأن الاتفاق محصن بقرار مجلس الأمن الدولي، ولكن الدولة الوحيدة التي يمكنها فرض عقوبات ثانوية على إيران هي الولايات المتحدة، والعقوبات شهدنا آثارها من قبل على بعض البنوك التي كانت تتعامل مع طهران، غرموا وأدينوا بمليارات الدولارات، بسبب تعاملهم مع إيران، لذلك أتصور أن قرار واشنطن سيؤثر على أصل وشاكلة الاتفاق النوى ككل… مع التأكيد أن دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا يرفضون القرار الأمريكي الخاص بالانسحاب من الاتفاق، ولكن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق يعنى خروج كل هذه الدول شئنا أم أبينا.

وأضاف: هم غير قادرين على تقديم ضمانات للحكومة الإيرانية للاستمرار في الاتفاق فنظام العقوبات الذي فرضته أمريكا معقد ويكبد الشركات والأوروبية خسائر بملايين الدولارات، وعليه فإننا غير ملزمين بالبقاء في اتفاق لا يحمي حقوقنا الاقتصادية والنووية، والعقوبات مسلطة علينا.

وعن موقف طهران من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن حرب عليها، بين الباحث “فرشي” أن إسرائيل هي من تخشى الحرب وليس إيران، ونحن خلال الأربعين سنة الماضية لم نعتدِ على أي بلد، ولكن حصلت اعتداءات مختلفة علينا من النظام العراقي السابق والولايات المتحدة، تحملنا ما لم يتحمله أحد، ولن نهاجم أحداً، ولكن جاهزين للرد على حماقة إسرائيلية مهما كانت بل وسيكون ردنا مؤلم.

 

البعث ميديا|| سنان حسن