ثقافة وفن

فسيفساء فلسفية من تجربتنا الفكرية

استعرْضت كمَّاً كبيراً من المنشورات الأجنبية المقْتناة عندي منذ بدايات الثمانينيات حتى عام 1992 ولاسيما مجلات المجلات في مجال علم العلم HaykoBeDeHue والفلسفة وعلم الاجتماع (داخلياً وخارجياً) وكذلك إصدارات سلسلة «المعرفة» الفلسفية الشهرية، مع اهتمام خاص وتركيز على المقارَبة المركَّبة أو المنْطَلق المركَّب ـ
KomnlekcHblu nodxod ولاحظتُ غياب أي تعريف بذلك في أيّ مرجعية فلسفية مدرسية: قواميس ومعاجم أجنبية أو معرَّبة ـ موسوعات متخصصة مصغَّرة منذ عام 1975 وصولاً إلى عام 1987/1988 في قاموس التقدم العلمي ـ التقني، حيث تجد فقط البرنامج المركَّب KomnΛ.nporp. للإنتاج وفي الاقتصاد… إلخ، أما في مرجعيات الفلسفة فلا تجد شيئاً، وإن وُجدت، إحدى الحالات الاستثنائية ـ وقد شهدْتُها ـ ففي مجال الحديث عن العقدة komnΛekc أي العقدة النفْسية أساساً في التحليل النفسي ولدى فرْويْد بخاصة ولا شيء غير ذلك، فانظر أيّ تقْصير رهيب وتأخُّر عن ركْب العلم الجاري الفعلي، لذا احتفظْت برغبة معالجة الكراس الشهري الوحيد في هذا الموضوع من أعداد نهايات الثمانينيات من سلسلة المعرفة، وقدَّم له «نوفيك» المراجع الرئيس لأطروحتي في موسكو، وله أيضاً ذاتِه عام 1986 في هذه السلسلة كرَّاس في «نمط التفكير المنظومي» وكان أبدى صراحةً خلال دِفاعي إعجابَه الشديد والصريح لرسالتي الاحترافية عالية المستوى، رغم أنه يهودي (والشهادة هنا بعَشْرة)، وكثير من كتبِه مترجَم إلى الإنكليزية (در مير ودار التقدم). كراس آخر في السلسلة لفت انتباهي باقتباسِه العنوان الذي اقترحته بدايةً لأطروحتي ـ «تآثُر/ تفاعُل المشكلات الكوكبية للعصر» مما لقي اعتراضات غريبة ومشوهة على هذا التوصيف ـ BзauMoDeuctBue لكن أكثر المعترضين وأحدَّهم هو الذي أخذ التوصيف واقتبسه وتبنَّاه لصالحه الخاص في أطروحته ذاتِها ـ المشكلات الكوكبيّة ГΛ.np. قضايا التفاعل ودافع عنها تحت هذا العنوان المسروق مني: إنه سَمْويلوف اليهودي بدوره، ولكنه من عندنا من القسم الذي كنتُ فيه وليس مثل ذاك مِن معهد فنيئيسي الأكاديمي. وها أنا أحتفظ بكراس المعرفة المحتوي على معنى التآثر والتفاعل في المشكلات الكوكبية للمعالجة لاحقاً أيضاً.

منذ أيام أتصفَّح بعضَ الدوريّات (الكتيبات والبروشورات الدورية الشهرية) بالروسية لفترة ما بعد مغادرتي موسكو ـ أي منذ عام 1985 فَما بَعد، وقد تصفَّحت شيئاً مِن ذلك ضمن سلسلة الفلسفة التي تصدرها «المعرفة»، ومنها العدد الرابع لعام 1985 بعنوان «المشكلة البيئيّة في الغلوباليسْتيكا المعاصرة (الجوهر، وطرق الحلّ)»، دار نشر «المعرفة»، موسكو 1985 لعدة مؤلفين وهم: الأكاديمي فيدوسييف نائب رئيس أكاديمية العلوم السوفييتية، يانشين الأكاديمي أيضاً ونائب رئيس أكاديمية العلوم السوفييتية بدوره، والأكاديمي كازْنيْتْشيّيف في أكاديمية العلوم الطبية السوفييتية؛ وسمير نوف الدكتور في الفلسفة ورئيس قسم (شعبة) في معهد المعلومات العلْمية للعلوم الاجتماعية ـ إينْيون = UHUOH/ التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية. كل شيء في الكرَّاس يُشير إلى أن مرجعية الغلوباليْستيكا الأساسة سوفييتياً عندهم كما عند غيرهم، هي كما اكتشفْتُ بدوري حينها تدَشَّنتْ مع عملين تكامليَّين في مجال مشكلات العصر الغْلوبالية/الكوكبية تحديداً عام 1981 مع ابتداءِ اهتمامي ببحث هذه المسائل ودراستِها، وهذان العملان يحملان ذاتَ العنوان فعلياً مع تفرع التفاصيل:

1 ـ مشكلات العصر الغْلوبالية/الكوكبية، موسكو، دار «الفكر»،1981

2 ـ مشكلات العصر الغْلوبالية/ الكوكبية، موسكو، دار «العلاقات الدولية»،1981

الملاحظة البادية للعيان منذ اللحظة الأولى ومن عنوان الأكاديمي فيدوسيّيف (نائب رئيس الأكاديمية) وهي ملاحظة ليست عليه وحده بل على الفكر السوفييتي إجمالاً في هذه المسألة حينها ـ هي أنه يتكلم عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة بدل الكلام على المجتمع والطبيعة، لأن توصيف العلاقة مع الطبيعة في علاقة البشرية بها عبر مفردة الفرد الواحد أو الصفة الإنسانية المفْرَدة ـ الإنسان ـ فيه كثير من التجاوُزات والرمزية والافتراضية، فلا علاقة ممكنة في عصرنا أصلاً بين إنسان وطبيعة تجريداً، بل بين إنسان (اجتماعي) ومجتمع ـ من جهة، والطبيعة ـ من جهة أخرى (إذا ارتضينا بعد تدقيق هذا المفهوم بدوره إلى الوسط الطبيعي بدل الطبيعة لأن الإنسان يعيش دائماً في وسط وليس في الطبيعة كلها) بمعنى أن تدقيق المفاهيم والمصطلحات كان سيقودنا إلى عنوان آخر فيه: المجتمع والوسط الطبيعي بدل: الإنسان والطبيعة التعبير المتْخَم والزاخر بالمجازيّات (الأدبية أكثر منها العلْمية) والافتراضيات الرمزية بدل التعابير الواقعية، بعد هذه التدقيقات نستطيع التعامل مع عنوان فيدوسيّيف ص9: «الإنسان والطبيعة في ظروف الثورة العلْمية ـ التقنية». هذا في وقت كانت الفكريات والعقائديات السوفييتية تعترض على أي شيء في العالم في أي مكان أو زمان من زاوية مدى خلوِّه مِن أو تقصيره في رصد الجوانب الاجتماعية.

والغرابة والمفارقة في الموضوع أن هذا التركيز والإرجاع إلى الفرد والفردية ولو مجازاً ـ يصدر من جهات عقائدية اجتماعية في كل شيء بل ومن رعاة العلوم الاجتماعية كلها في الاتحاد السوفييتي كله في أكاديميته وهو الاتحاد س. الاشتراكي (الاجتماعوي) هذا مع العلم أن اجتماعيات الإنسان تعود إلى ماركس في طروحاته حول فيور باخ: «الإنسان في جوهره هو مجموع علاقاته الاجتماعية».

وفي ص16 يشير فيدوسييف في حاشية أسفل الصفحة إلى ما يفيد ـ تعريفاً بنادي روما ـ بأن هذا النادي يدرس «مشكلات العصر الغلوبالية/ الكوكبية» المختلفة، وستجد في نص مقالة فيدوسييف كل ما يشير إلى أن ماركس وانجلس ولينين قد عالجوا هذه المسائل جميعاً حتى الثمالة وكأن العلم قد انتهى وانغلق عندهم مذْ تلك الأيام، وأن أحدث ما حرر حديثاً جداً في العولميَّات وفي البيئة وفي عولميّات البيئة هو مِن أفضالِ هؤلاء لا أكثر؛ ذلك أن الإشارات المرجعية والإسنادات والهوامش هي جميعاً لهم لا غير تقريباً، أردتُك من هذه الإشارة أن تفهم معي استفحال الإشكالية الأكاديمية الاجتماعية والمجتمعية برمتِها قبل أن تنتهي إلى الإطاحة بالاتحاد السوفييتي وكيان المعسكر الاشتراكي كله وما هي الأسباب الخفيّة وراء ذلك. ولك أن تقارن ذاك الذي كان يحصل هناك مع أيّ عتوّ أو طغيان إيديولوجي في عالمِنا السابق والحالي معاً، ومع أي استبدادية إيديولوجية عقائدية لاهوتية وغير لاهوتية من تجربة محاكم التفتيش وصولاً إلى القراءات والإحالات الأصولية ـ عندنا أيضاً ـ التي تحيل أيّ كشْف علمي ومعرفي جديد أو أيّ اتجاه أصيل حديث أو معاصر ـ تحيله إلى الكتب الدينية المقدسة المكتنزة معرفةً في كل شيء إلى أبد الآبدين، وربما كان التزلف ومجالات استرضاء الجهات الأعلى وليس القناعة وراء بعض التقديسات المفتعلة. وستجد شيئاً من بقايا العلم والمعرفة «الدنْيوية» في هذه «البروشورات» السوبر دنْيوية أساساً من حيث الموضوع لدى الأكاديمي في العلوم الطبّية كازناتْشيّيف، لأنه في الصفحة 34 يشير إلى مقالِه المشْتَرك مع «ماتْروس» حول المنْطلق/ المدخل المركّب (أو المقاربة المركَّبة/ التكاملية) في مجال اختصاصهما، اِقرأْ: «حول المدخل المركَّب لبحْث الصحّة ـ الرعاية الصحِّية السوفييتية، 1977، العدد 10».

وبخلاف رؤية فيدوسييف غير الاجتماعية (أو غير الاجتماعوية) في طرحه عناوين غير منهجية أو ممنهجة في هذا السياق، مع أنه عنتر الأكاديموية الاجتماعية (أو الاجتماعوية) سوفييتياً حينها، كما يفترض ذلك موقعُه، سنجد لدى كازْناتْشيّيف (المختص طبياً وصحياً) استلام دور هذه الرعاية الواجبة (اجتماعياً فاجتماعياً ـ صحياً) عن أهل الكار ورعاة القضية الأصليّين المفْتَرضين فيقوم عنهم بواجبهم أكاديمياً وصولاً إلى اعتماد المرجعيات والإسنادات الصحية القويمة الماضية في هذا الاتجاه الدامج للبيئة مع المجتمع، المتحدث عن الإيكولوجيا الاجتماعية (علم البيئة الاجتماعي) وعن المشكلات الاجتماعية للبيئة، اقرأ معي الإشارة الإرجاعية/ الإسنادية في الهامش:

ورد في الصفحة 35: «انظرْ، مثلاً: فاديّيف ي. ت. الثورة العلْمية ـ التقنية وبعض مشكلات الإيكولوجيا الاجتماعية. ـ في كتاب: المشكلات الاجتماعية للإيكولوجيا والعصْر. موسكو، العلم، 1978، ص120».

وستجد في ص36 مصطلحاً هاماً يُعبِّر عن ما أسميتُه عربياً (وتعريبيَّاً) منذ زمنٍ طويل قد يعود إلى منشوراتي الدوريّة نهاياتِ السبعينيات في المجلات المحلية والعربية ـ أسميتُه التبْييْء/ الأكْلجة، ثم وسَّعْتُ احتمالاتِه لاحقاً: «التبيْيء/التبْيئة (الأكلجة) والله أعلم…»، إنه المفهوم/ المصطلح الجديد على اللغات الأوروبية والعالمية ذاتِها والذي يعكس توجهاً علْمياً منهجياً وتطبيقياً جديداً في العلوم والمعارف والممارسات والتطبيقات المعاصرة ألا وهو مفهوم/ مصطلح «إيكولوغيزاتْصيا = ЭKOΛOΓUзaцuЯ وهو ذاتُه تقريباً في الإنكليزية ـ كما أرى ـ أي أنه Ecologization وهكذا تجد في ص36 من البروشور المذكور هذا العنوان الفرعي الدّال: «مسائل أكْلجة (…) العلْم» [أكلجة مختارة هنا للتسهيل والتوضيح بالاقتراب من الجْذر أو الأصل الأجنبي (إيكولوغيزاتْصيا = إيكولوغيزيشين)] وهي، كما رأينا، عندنا هي ذاتها التبيْيْء أو التبْيئة.

وبدل اهتمامات الأكاديميين العرب بِشكلانيات الابِستمولوجيا واستعراضاتِها الفارغة الزاعمة المدّعية لشمول كل ما في العلم، اقرأ معي هذا الهامش الدالّ في صفحة 37 الذي يشير إلى رحابة وسعة طيف المداخل إلى العلم وعوالم منهجياته وفلسفته وعلومه. «العلم في جوانبه/أطيافه الاجتماعية، والغنْوسيولوجية (التعرفية)، والقيمية، موسكو، العلم، 1980، ص343». حمداً لله أن لا ذكْر حتى للابستمولوجيا هنا.

وسنجد هذه المرجعية المسْنَد إليها ذاتها في الصفحة التالية أيضاً ـ ص38.

ونجد في صفحة أخرى ـ ص40 ـ كلاماً هاماً ومبكراً نسبياً عن «أسس التربية والتعليم البيئيَّين» ضمن عنوان فرعيه في رأس الصفحة عن إيكولوجيا الإنسان.

وفي نهاية المقالة في ص46 (والتي غاب رقمها فعلياً عن الصفحة) ستجد تذكيراً بالمدْخليَّة المركَّبة منْهجياً في الحديث عن إدخال وإنجاز التخطيط الاجتماعي ـ الاقتصادي المركَّب في كلّ مكان، مما يجعل مؤلِفيّ هذا الفصل يَعتبران البلاد وقد تحوَّلت من البيوسفيرا إلى النوسفيرا (هذا المفهوم الجديد نوعياً الذي عرَّفتُ به جيداً ومِراراً في كتاباتي ومنشوراتي الدورية وفي كثير من كتبي أيضاً على مدى العقود الأخيرة، وهو عائد لكل من فيرنادْسْكي الروسي، وَدي شاردان الفرنسي ـ إنه الغلاف المعْرفي).

أريد التنبيه أن الفصل تأليف مشترك: كازناتشييف بمعية الأكاديمي يانْشين وبعنوان: (التقدم العلمي ـ التقني، الإيكولوجيا والتعليم الإيكولوجي) أصِل أخيراً إلى د. سميرنوف وفصلِه ذي العنوان اللافتِ:

«المشكلات الغْلوباليّة/ الكوكبية في ارتباطاتِها المتبادَلة وتبعياتِها المتبادَلة» ضمن بروشور 4/1985 المذكور.

واللافت هنا أنَّ هذا هو ما كنت أزمع أن يكون عنوان أطروحتي منذ نهاية عام 1981 وبداية عام 1982 وكتبتُ هنا عن ذلك وعن سَمْويلوف المعارض لهذا العنوان، والذي بعد انحسار خياراتي عنه نتيجة الإعاقات عاد هو ليدافع عن أطروحة له بهذا العنوان ذاتِه بعد حين، وهاهو الدكتور سمير نوف ـ D. Sc. في الفلسفة ـ بدورِه يكتب عن الترابط والاعتماد والمتبادل للمشكلات الغْلوبالية/الكوكبية فيما بينها أي عن تفاعلها الذي قصْدتُ أيضاً ـ فْزاييموديسْتْفيي BзαuMoDeucTBue، بالمناسبة فإن قمة شنْغهاي في الأيام الأخيرة عوضتْنِي تفاعلياً، رمزياً ومعنوياً، في سياق متابعتي للمسألة وتزامناً وترابطاً معها، فأطلقتْ على اللقاء ـ القمة في شنغهاي ـ صفةَ التفاعل. وللتذكير بالوقت والأزمان أُشير إلى أن ترابطيات وتفاعليات وتبادلية الاعتمادات بدءاً منّي، في خصوص المشكلات الكوكبية تَحقَقت وأُنْجزتْ عند سمْويلوف قبل عام 1984، وربما عام 1983 أو قبْله أيضاً، أي بأقرب مسافة زمنية من منظوري، لأنه عندنا في القسم ولأنه أيضاً بمثابة مشرف ثانوي غير مباشر، وأمَّا ما أستعرضُهُ من سمير نوف الآن فهو من بروشيورا نيسان 1985 (ع4/1985).

هنا عند سميرنوف أيضاً ومنذ واجهة الفصل وصفحته الأولى تجد أسفل الصفحة هامشاً/ إحالةً إلى مرجعية وحيدة لمؤلفَين بمنظور واختصاص فلسفي فتجد المألوف العرفيّ التالي:

زغلادين ف. ف.، فرولوف ي. ت. مشكلات العصر الغْلوبالية/الكوكبية. الجوانب العلْمية والاجتماعية، موسكو، العلاقات الدولية، 1981…

وفي ص51 تجد فكرةً في تصنيف الثورة العلمية التقنية HTP غلوبالياً/كوكبياً لم تكن قبْلي ولم تبدأ إلاّ معي قبل ذلك بسنوات، وكان معهد الدراسات المنظومية BHUUCU فعلياً أسرع وأول مَنْ تبنَّاها مباشرةً في حينها وهي أن الثورة العلمية التقنية ـ ث. ع. ت HTP ليست فقط مولد المشكلات الغلوبالية/الكوكبية وأمل حلها، بل هي ذاتُها ـ وإضافة إلى ذلك ـ مشكلة غْلوبالية/كوكبية، أي أنَّ ث.ع. ت تدخل ضمن منظومة الكوكبيَّات/الغْلوباليستيكا وضمن المشكلات الغلوبالية/الكوكبية ذاتها أيضاً، ولا فرق كبيراً أو نوعياً في الحديث هنا عن الثورة ع. ت أم عن التقدم ع.ت HTȠ/التقدم العلمي التقني. وهكذا تجد في الصفحة 51 من البروشورا المرصودة هنا عبارة نادرة في توصيف كهذا، وكما يلي توثيقاً: «الثورة العلمية ـ التقنية ث.ع. ت ـ HTP باعتبارها مشكلة غلوبالية/كوكبية…»

ويلفت الانتباه أيضاً تميُّز سميرنوف عن كثيرين في ذكْر وتقدير إقامة النظام الإعلامي/المعلومي الدولي الجديد ـ H.M.U.Ƞ [الإعلامي/المعلومي هو إينْفورماتْصْيونّي UHфopMaцuoHHblu ، كما يلفت الانتباه حديثه ليس فقط في الغلوباليستيكا، كالعادة، بل وعن الغلوباليسْتِييِّن/الاختصاصيِّين بها ـ غْلوباليْستي ـ ج. ΓΛOƃaΛUCT، وهي المفردة الأكثر ندرة حينها في منظومة مصطلحات الغلوباليستيات/الكوكبيات.

ويتحدث أيضاً في ذات الصفحة ـ مع كل ما ذُكر ـ أي ص52، عن ظهور المشكلات الغْلوبالية/الكوكبية (كواقع اجتماعي ـ تاريخي) خاصّ، ويعيد هذا التوصيف ثانيةً في الصفحة التالية ـ ص53. وتتسق توصيفات هذه المشكلات ترابطياً وتفاعلياً واعتماداً متبادلاً اتساقاً تاماً مع منظوري التفاعلي الترابطي..إلخ المطابق لذلك منذ الانطلاقة الأولى نهاية 1981 وبداية 1982، بما في ذلك مع ما كتبتُه حينها عربياً وروسياً: 1 ـ حول المشكلات الغلوبالية وصلتها بنمو المعلومات والعملية ـ التكاملية العلمية ـ العامة، 2 ـ دور الفلسفة في دراسة هذه المشكلات منهجياً وتَنهْيجاً، 3 ـ المدخل المنّهجي المركب لدراسة مشكلة الطاقة غلوبالياً/كوكبياً، وهو هنا يركز عليها إضافياً كحالة (_وكنت كتبت ما يشبه الكتاب في الطاقة حينها بالروسية بداية عام 1983)، وهكذا يصرح في ص55 أن المشكلات الغْلوبالية/الكوكبية تحمل طابعاً بشرياً عاماً، ومركَّباً/تكاملياً، وعلْميّاً عامّاً؛ ويؤكد ذاتَ تأكيداتي السابقة حينها أن كل مشكلة غلوبالية/كوكبية مفردة، كما مجموعة هذه المشكلات، لها ذاتُ الصِفات وتتميز بالصِفة/ السمة بين الاختصاصية العلْمية ـ العامة.

 

د. معن النقري