ثقافة وفن

فنون تجود بها موهبة الطفل علي النقري

علي سامر النقري طفل سوري يترجم بالرسم واقعه وأحلامه متجاوزا حدود الورق إلى أبعاد ثلاثية تجسد موهبته وقدرته بلوحات تجذب البصر وتبعث الدهشة.

وبعمره البالغ عشر سنوات استطاع علي أن يتذوق الفن ويلون أفكاره وتصوراته بموهبة بدأت ملامحها تتضح بعمر 3 سنوات حين ظهر شغفه للاكتشاف والمعرفة من خلال استفساراته واسئلته واهتمامه بالألوان والتفاصيل الدقيقة ما وجه والديه للاهتمام بموهبته وقدراته حيث التحق بمعهد رسم تحت اشراف اساتذة مختصين.

شخصية علي وطاقته الايجابية العالية تنعكس على أفراد عائلته بحسب والده الذي أشار إلى حبه لمدينته حمص وتعلقه بحارات دمشق القديمة حيث يستهويه الفن العمراني الموجود فيها، مؤكدا دور الأهل في تنمية موهبة أطفالهم وتوجيهها لتكون لهم بصمتهم المميزة في تاريخ وثقافة وطنهم.

ويحظى علي باهتمام والديه اللذين يحرصان على رعاية موهبة ابنهما من حيث التأهيل والمتابعة والتشجيع والتحفيز، ومنزل العائلة في مدينة حمص يستقبل الزوار بلوحاته الفنية بمواضيعها المتنوعة المعروضة على الجدران.

وتعني السماء لعلي لوحة تأمل يحب أن يستوحي منها لوحاته وأفكاره ويلجأ للموسيقا في كثير من الأحيان لخلق الهدوء والحصول على التركيز الذي يحتاجه أثناء عملية الرسم بحسب تصريحه .

ويدرس علي في الصف الخامس بمدرسة عكرمة المخزومي بحمص وتأثر بظروف الحرب القاسية التي طالت نيرانها مدرسته ومدينته ليقول “مدرستي مدرسة الشهداء وحاولت بموهبتي أن أقدم تحية لأرواح رفاقي الشهداء وأوجه رسالة للعالم عن صمود أطفال سورية وقدراتهم وابداعهم”.

وأضاف علي “أحب الرسم لدرجة العشق.. وصار شعاري الرسم غذاء الروح.. لدي مشاريع كثيرة أطمح لتحقيقها وأحلم أن أشارك في معارض خارجية وأرفع اسم بلدي عاليا”.

بين التعبيري والواقعي رسم علي لوحاته لكنه وجد لنفسه أفقا جديدا في الرسم ثلاثي الأبعاد الذي تعلمه بمجهوده الفردي حتى بات يصنع لنفسه كيان الفنان المستقل بتوقيع يحمل اسمه والعلم السوري في نهاية كل لوحة.

نال علي الجائزة الأولى على مستوى سورية بمسابقة موهبتي لجمعية حقوق الطفل وصدرت له قصة مطبوعة عن الهيئة العامة السورية للكتاب من رسوماته بعنوان الحافلة الزرقاء المزركشة كما شارك برسم غلاف رواية تمت طباعتها في الجزائر تتحدث عن عقوق الوالدين وأخرى في مصر للأطفال قيد الانجاز، إضافة إلى العديد من المعارض في حمص ودمشق.

يحضر علي حاليا لعمل يجمع معالم سورية الأثرية والحضارية بلوحات ينوي جمعها في معرض كما يتجه لرسم البورتريه.