ثقافة وفن

في زمن الحرب .. أغاني فيروز جرعات عاطفية في “حكم الهوى”

منذ أيام قليلة، أدار المخرج السوري محمد وقاف كاميراته لتصوير مسلسل جديد بعنوان ” حكم الهوى” تأليف ريم عثمان وإنتاج شركة “قبنض” وبمشاركة العديد من نجوم سوريا، واعداً المشاهد السوري بجرعات عاطفية جميلة يحتاجها مجتمعنا بعيداً عن سلبية الحرب، رغم أنها قصص حب من صلب واقعنا ومن رحم الحرب التي نعيش.

وقال المخرج السوري محمد وقاف، في حديث خاص مع “البعث ميديا”، أن العمل اجتماعي رومانسي يطرح فضايا الحب ضمن الريف والمدينة، وهناك عامل مشترك بين قصص الحب أن معظم الأبطال لهم الذائقة الفنية نفسها فهم يحبون السيدة فيروز، موضحاً أنها قصص عاطفية بعيدة عن الطفرات أو الحالات السلبية أو جرائم الشرف، بل هي قصص نبيلة في مجتمعنا ضمن الأزمة، إذ يتأثر بها لكن دون أن تظهر بشكل فعلي، مؤكداً أن العمل يحمل مضامين معينة تفيد ليس فقط المجتمع السوري بل المجتمع العربي كاملاً.

hjhjhjhjhjوأضاف وقاف أن رغم ما ينتج عن هذه الأعمال من صعوبات سواء من ناحية أن لكل تمثلية كادرها الخاص ومواقع تصوير مختلفة، إلى جانب العناء والتكلفة بالنسبة للشركة المنتجة، إلا أنها أعمال جميلة جداً نظراً لابتعادها عن النمطية فخلال ثنائية أو ثلاثية قادر المشاهد أن يرى قصة كاملة وأن يحصل على رسائل مختلفة.

كما أشار وقاف إلى أن كاتبة العمل ريم عثمان هي انسانة مثقفة، كما أنها تمتلك طريقة مختلفة في الكتابة. وعن مشاركتها في “حكم الهوى”، أعربت الفنانة السورية وفاء موصلي عن حبها لهكذا نوع من الأعمال، وأضافت: أراها بديلاً عن الأفلام فنحن بعصر السرعة والمشاهد لم يعد طويل البال لمتابعة ثلاثين حلقة لمعرفة ما سيحدث، لا سيما أنه في زمن المسلسلات التركية التي تقارب 90 حلقة من الجيد جداً تقديم قصة كاملة ومتكاملة بثنائية أو ثلاثية.

وأشارت موصلي إلى أنها تشارك في ثنائية “جيران القمر”، حيث تؤدي شخصية أم مثقفة وإنسانة محبة لديها ثلاث أبناء، ابنة تجمعها علاقة حب مع ابن الجيران مع وجود مشكلة ما تعرقل هذه العلاقة، إضافة لشابان مختلفان في الرأي إذ يحب كل منهما الوطن بطريقته، في حين أنها تعتبر الاختلاف حق لكن دون أن يهدد أمن الوطن. وعن طبيعة الطرح، أكدت موصلي أننا أحوج ما نكون للحب والدفء وأن نخلق هذه المشاعر وننعشها، ولا يجب أن نقول على الإطلاق أن لا حب في زمن الحرب بل على العكس، فالحب يداوي الجراح ويخغف الآلام. من جهتها أعربت كاتبة العمل ريم عثمان أن المسلسل عبارة عن ثلاثين حلقة، يتناول في كل ثلاثية منه مشكلة قد تواجه أي حبيبين في المجتمع السوري، ويحكم على هذه القصص بالنجاح أو الفشل حسب ظروف كل طرف وهنا محور العمل، إذ يطرح المشاكل التي قد تعترضها إن لجهة الأهل أو المجتمع أو الشرع أو حتى الواقع الصحي. وأشارت عثمان إلى أن القصص بمجملها يجمعها قاسم مشترك وهو أغاني السيدة فيروز، إذ كل قصة وسيمة أغنية من أغاني السيدة فيروز، وتدور أحداث القصة في إطار كلمات الأغنية.

وأوضحت عثمان أن هدفها من هذا العمل هو طرح مشكلات الشباب وتسليط الضوء على بعض الأفكار الخاطئة، وتابعت: بعد أن أصبحنا في عصر تسود فيه الأغنية الهابطة والأصوات المفلترة وجدت أنه من واجبي كواحدة من معجبي السيدة فيروز والفن الرحباني أن أعيد البوصلة إلى ذاك الفن وتوجيه جيل الشباب إليه من خلال قصص الحب الأقرب إليه، مضيفةً أن العمل لا يخلُ من بعض الحوارات المرتبطة بالأزمة السورية فهو يتناول إفرازاتها على المجتمع لكن بطريقة غبر مباشرة والهدف ألا يكون العمل منفصم عن الواقع وللإضاءة على الأزمة بصورة غير ثقيلة على كاهل المواطن السوري الذي يعيش تفاصيلها.

ريم عثمان

واستعرضت عثمان أبرز المشكلات التي يعرضها العمل بدءً من مشكلة العنوسة كما يحلو للبعض تسميتها، حسب قولها، ومشكلة استمرار الزواج الثاني والزواج من غير طائفة، وقصص غير مطروحة في الدراما منها قصة حب تجمع بين أخ وأخت بالرضاعة وأخرى تتحدث عن الانفصال بين حبيبين لعدم تطابق زمرة الدم بعد تحليل الدم لعقد الزواج. أما عن عنوان العمل ” حكم الهوى”، قالت ريم عثمان: وددت منه أن أوصل رسالة تقول بأن حكم الهوى دائماً عادل، لأن المشاعر هي التي تحكم قلوبنا وعقولنا وتجعلنا نتصرف بنقاء عندما تحتلنا، بينما حكم المجتمع والقانون والشرع يُدخل الحب في بازارات الحسابات الدقيقة وللأسف ترجح كفته في مجتمعنا، رغم أنه لا ينصف قصص الحب، وإن كان الأمر نسبياً.

البعث ميديا || غوى يعقوب