الشريط الاخباريمنظمات أهلية

في يومهم العالمي… جهود حكومية وأهلية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم في المجتمع

تحتفل دول العالم في الثالث من كانون الأول باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام 1992 بهدف زيادة التوعية بمفهوم قضية الإعاقة وضمان حقوق الأشخاص المعوقين وإشراكهم في مختلف مجالات الحياة من خلال بناء قدراتهم وتأهيلهم ليكونوا أشخاصاً منتجين.

وفي سورية تعمل جهات حكومية وأهلية في دعم هذه الفئة وتلبية احتياجاتها وفق قوانين وتشريعات ضامنة منها القانون 34 لعام 2004 والمجلس المركزي لشؤون الإعاقة الذي تأسس عام 2009.

ونوهت خولة حنا أمين المجلس المركزي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بعدد من القرارات التي اتخذت خلال عامي 2017 و2018 وكان لها كبير الأثر في خدمة الشخص المعوق وتأمين رعايته بشكل أفضل ومنها إعلان التصنيف الوطني الجديد للإعاقة مع الدليل التوضيحي له، مشيرة إلى أنه “منذ تطبيق التصنيف الجديد للإعاقة قل عدد الشكاوي الواردة وهذا مؤشر على جودته”.

وتابعت حنا: “منذ بداية العام الجاري تم البدء بتطبيق زيادة قيمة الإعانة المالية التي تقدم لأسر الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بنسبة 40 بالمئة، إضافة إلى تقديم منح مالية قيمتها 50 ألف ليرة سنوياً للطلاب من ذوي الإعاقة الراغبين بمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات والمعاهد الحكومية، وبلغ عدد المستفيدين منها وفق جداول وزارة التعليم العالي نحو 300 طالب وطالبة كما يمكن أن تشمل طلاب الدراسات العليا”.

ولفتت حنا إلى أنه يتم العمل على إنجاز السجل الوطني للإعاقة بالتعاون مع وزارات الصحة والتربية والتعليم حيث يسهم ذلك بتعزيز الخدمات وحصر نسب الإعاقة والإضاءة على كل نوع منها ونوع الخدمات المقدمة لها والكشف المبكر عنها، إضافة إلى رصد التطبيق الفعلي لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة عامي 2017 و2018 وشروط تعيينهم لدى الجهات العامة حيث يتم وفق القانون تعيين 4 بالمئة من كوادر المؤسسات العامة من الأشخاص ذوي الإعاقة.

وأشارت حنا إلى أنه تتم أيضاً متابعة تطبيق مساهمة وزارة التعليم العالي بتوفير الكتاب الجامعي مجاناً للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال إعفائهم من كلفة الكتب الدراسية و25 بالمئة من رسم التسجيل ومتابعة دراسة مقترح رفع قيمة الطابع المالي للإعاقة.

من جانبها أكدت عضو المجلس المركزي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة رغدة عمورة أهمية التركيز على دعم أسر الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم لمتابعة تأهيل أطفالهم بشكل مناسب يعزز الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والأهلية.

ولفتت عمورة وهي عضو مجلس إدارة جمعية زهرة المدائن التي تعنى بجزء من خدماتها بالأطفال ذوي الإعاقة من عمر يوم حتى 14 عاماً إلى أن التشريعات السورية كفلت بشكل جيد حقوق هذه الفئة ويكمن الأساس في آلية التطبيق، إضافة إلى أهمية التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في مجالات الدعم.

و أشارت عمورة إلى أن أهم تحد واجهته الجمعية هو متابعة عملها بعد أن خسرت مراكزها في منطقتي مخيم اليرموك والحجر الأسود بسبب ظروف الحرب الإرهابية على سورية حيث انطلقت من جديد بداية عام 2013 في مبنى صغير بحي الميدان.

وأوضحت عمورة أن المركز يقدم خدماته في مجال العلاج والتأهيل الفيزيائي لمختلف الإعاقات وأهمها الشلل الدماغي ومعالجة صعوبات النطق والتعلم وحالات التوحد والتدخل المبكر ويصل عدد الحالات التي يخدمها يومياً إلى 60 طفلاً وطفلة عبر خطة علاجية توضع من اختصاصيين وتنفذ عبر مشرفات المركز وهن 20 مشرفة تم تدريبهن عبر برامج التدريب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة آمال ومنظمة إرمديلا التي تشرف منذ عام 2004 على برنامج تدريب كوادر المركز لبناء قدراتهم.

ولفتت عمورة إلى أن عمل المركز في خدمة هذه الشريحة يركز على إعادة دمجهم في المدرسة والمجتمع بشكل منهجي، مؤكدة أهمية دعم أسرهم وتمكينها حيث تقدم الجمعية دورات محو أمية للنساء وتدريباً مهنياً ودورات توعية ودعم نفسي إضافة إلى الرعاية الصحية عبر مراكز أخرى تابعة للجمعية.

وأوضحت المشرفة هالة عبد الوهاب أن تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاج إلى صبر وخبرة وبقدر ما نقدم لهم من خدمات يعطي نتائج متميزة كما أن للأهل والمدرسة والمجتمع دوراً متكاملاً في رعايتهم، معتبرة أن أي نجاح يحققه المركز هو فخر ونجاح لها كمشرفة تقطف نتاج عملها.

وبحسب مدربة النطق والتواصل نجوان بياري يتم العمل مع الأطفال الذين يعانون هذه الصعوبات التي تزداد مع حالات نقص السمع والتخلف العقلي وفق جلسات فردية أسبوعية، مشيرة إلى أنها أم لطفلة من ذوي الإعاقة لذلك تجد سهولة في تقديم هذه الخدمات والإحساس بالطفل وأسرته وتعمل على متابعة الطفل وتعليمه بحسب مقدراته.

من جانبها بينت والدة الطفلة ماريا أن ابنتها المصابة بحالة استسقاء دماغي تتلقى معالجة فيزيائية بالمركز منذ ثلاث سنوات وتشهد تحسناً ملحوظاً، مشيرة إلى أن ذلك وفر الكثير من التكلفة المادية على الأسرة، كما أن الجمعية أسهمت بنشر ثقافة التوعية للأم من خلال جلسات وندوات خصصت لهم بينما لفتت والدة الطفل محمد سحلول إلى أن ابنها يعاني شللاً دماغياً وتأخر نمو ويتابع معالجته في المركز إضافة إلى تقديم خدمات متكاملة للأسرة في مجالات الصحة ودورات الخياطة والأهم تدريب الأم لتتابع معالجته في البيت من خلال حضور جلسات المعالجة معه.

وأشارت سناء مهرة والدة طفلة تعاني نقص العمر العقلي وصعوبة النطق إلى أن مركز الجمعية كان له دور في تطوير حالة ابنتها لتصبح بمساعدتهم من طلاب المدرسة العادية، كما أتقنت كأم الآلية الصحيحة للتعامل معها بالبيت ودمجها بالمجتمع عبر جلسات دعم نفسي، إضافة إلى دورات في الزراعة المنزلية التي أسهمت بالكثير في دعم الأسرة.

يشار إلى أن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2006 ووقعت عليها سورية عام 2007 شكلت قفزة نوعية في طريقة التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة لتصبح قضيتهم وحقوقهم جزءاً من حقوق الإنسان.