أخبار البعث

قراءة في خطاب القسم في ملتقى البعث للحوار بجامعة تشرين

عقدت الجلسة الثالثة لملتقى البعث للحوار في فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان ” الرؤى الإستراتيجية في خطاب القسم للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد” يوم الخميس الواقع في14/8/2014 وذلك في صالة المكتبة المركزية في الجامعة.

افتتحت الجلسة الرفيقة سلوى محمد رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي مرحبة بالحضور وبضيف الملتقى وأشارت إلى أنّ خطاب السيد الرئيس اتصف بالشمولية والغنى, وغطي كل مناحي الحياة, وشكّل خارطة عمل لنا جميعا في المرحلة المقبلة تركزت على الإصلاح الإداري, ومكافحة الفساد,وإعادة إعمار سورية على جميع المستويات للوصول إلى سورية المتجدّدة.

وأكدت الرفيقة محمد أن خطاب السيد الرئيس عبّر عن هموم المواطنين وآمالهم في بناء مجتمع قويّ شامخ يعتزّ بتضحيات أبنائه، ولا يتهاون في موضوع السيادة والقرار الوطني المستقلّ، ومحاربة الإرهاب والتطرّف، حتى يعود الأمن والاستقرار إلى كلّ ربوع الوطن .

ثم تحدّث ضيف الملتقى السيد الدكتور حيان سلمان مستهلّا كلامه بتوجيه تحية الإجلال والإكبار لأرواح الشهداء الأبرار،والدعاء بالنصر لجيشنا الباسل والشفاء العاجل للجرحى، وإطلاق سراح المختطفين.

وأشار الدكتور سلمان إلى أن خطاب السيد الرئيس حافل بالرؤى الإستراتيجية والعناوين المهمة التي تعكس معاني الشموخ والاعتزاز والكرامة والانتصار والصمود الأسطوري والتضحيات والبطولات الفذة لجيشنا ومقاومتنا الشعبية والوفاء لأصدقاء سورية, انطلاقا من استقلالية القرار السوري ورفض مخططات الاستعمار والصهيونية وعملائهم من الأنظمة الرجعية العربية والإقليمية وعلى رأسهم الأنظمة السعودية والقطرية و التركية، وأدواتهم من التنظيمات الإرهابية التكفيرية. أما مكان الخطاب فهو في أقدم عاصمة بالتاريخ حاضنة الجامع الأموي أمام ممثلين عن كامل مكونات المجتمع السوري. وأوضح الدكتور سلمان أن الخطاب انطلق من رؤية واقعية تقوم على تحليل الواقع، ورسم معالم المستقبل. وأشار فيه السيد الرئيس إلى أن كلمة( حرية )هي من أكثر الكلمات التي يتم تداولها في زمن الدمار العربي هي حرية أرادوها على قياس نظام آل سعود الذي لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة أو استلام مناصب حكومية, أو على نمط حرية نظام آل ثاني الذي يتدخل فيه الأمير بكل شيْ , أو الحرية التي حولت كلا من تركيا ومصر لأكبر سجن للصحفيين والمفكرين. فالحرية بنظرهم إلغاء فلسطين من الذاكرة، أما الديمقراطية فتمثلت بالصدمة التي أصابت العالم بإقبال السوريين على صناديق الانتخابات رغم كل التهديدات من قبل الجماعات الإرهابية, وهذه الانتخابات وجّهت رصاصة إلى قلوب المتآمرين على سورية, وكانت بمثابة استفتاء على الدولة السورية.

وأشار الدكتور سلمان إلى تساؤلات السيد الرئيس:أين موقف المتأسلمين من تهويد فلسطين وتدمير غزة ؟! وأين فتاوي القرضاوي و آل سعود؟ وهل يوجد دين في العالم يُبيح قطع الرقاب وأكل القلوب تحت شعار الله أكبر ؟ وأكد سيادته أن استغلال الدين والإرهاب وجهان لعملة واحدة وكذلك الصهيونية والوهابية.. وحول تغير موقف المتآمرين أشار إلى أن احتضان سورية لمحور المقاومة دفع بالمتآمرين لمحاولة الفصل بين القيادة والشعب وابتدعوا تسميات مختلفة للائتلاف القزم الذي ولد ولادة قسرية في الأحضان القطرية برعاية تركية ، وبعد فشلهم نُقل إلى الأحضان السعودية برعاية صهيو غربية , موضحا أنهم لم يتركوا وسيلة قذرة إلا استخدموها, إلا أنّ التلاحم الأسطوري للشعب مع قيادته وجيشه أجبر العالم على رؤية الحقيقة وبأن أعداء سورية يكذبون في كل ما يّدعونه.

وأشار ضيف الملتقى إلى رؤية الرئيس الأسد للمنتظرين في المنطقة الرمادية باعتبارهم أشد خطرا من الواقفين في المنطقة السوداء الذين يجاهرون بعدائهم للوطن، وتأكيده أنّ الوطن ليس فتدقا نغادره عندما تشتد النوائب, بل هو عقيدة وانتماء وهو أغلى من الزوج والزوجة والأبناء. و حول رؤية الرئيس الأسد للإرهاب الدولي بيّن الدكتور سلمان أن الإرهاب كما يراه سيادته لا دين له, ولا دولة, ولا حدود, فهو ككرة النار يتوسع ويحرق كل شيء , والتساهل مع الإجرام في سورية هو الذي أدى إلى زيادة قوة (داعش) الإرهابية وتساءل سيادته: كيف يتم دعم داعش في سورية ومحاربتها في العراق ؟! وحول رؤية السيد الرئيس للفساد فقد شبهه ببرميل النفط المثقوب , وأكد أنه مدمر لمرتكزات الدولة , ولا بد من وضع آلية لمكافحته من خلال تحسين المنظومة الإدارية, وتطوير المناهج التعليمية ولاسيما أن مكافحة الفساد تعد معيارا من معايير الأخلاق الاجتماعية ، وبأن هناك دورا لرجال التربية والإعلام والدين وللأسرة ولكل مواطن في محاربة الفساد وتطويقه إضافة لدور الدولة ومؤسساتها.

وأشار ضيف الملتقى إلى رؤية السيد الرئيس للحاضر والمستقبل , وتأكيده استمرار الدولة في توسيع المصالحات الوطنية والانفتاح على كل الأفكار والحلول المناسبة بالتزامن مع ضرب الإرهاب أينما كان , ورؤية سيادته أنّ الحاضر يستند على الماضي ويؤسس للمستقبل , مع تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات, والتأكيد على البعد الأخلاقي في احترام القوانين , و تعزيز الإحساس بالواجب الوطني والانتماء للوطن .كما قدّم السيد الرئيس رؤيته لسورية المتجددة انطلاقا من تمسكها بالثوابت الوطنية , ومن التشاركية والمحبة والإخلاص وتضافر الجهود لإعادة إعمار سورية كما يريدها أبناؤها الشرفاء , وحدد سيادته الأولويات وعناوين المرحلة المقبلة , ولم ينس أصدقاء سورية الحقيقيين كحزب الله وإيران وروسيا والصين والهند وفنزويلا , وأكد على مبادلتهم الوفاء بالوفاء , حاضرا ومستقبلا .

وفي الختام أكد الدكتور سلمان بأن سورية ستتعافى بالرغم من جراحها وستعطي درسا في الصمود والكرامة والقيم العليا لأنها دولة استثنائية وقائدها استثنائي وشعبها استثنائي .

وركزت المداخلات والأسئلة على النهوض الوطني لترجمة هذه الرؤى الإستراتيجية لخطاب القسم والعمل بجدية لتحويلها إلى واقع ملموس , وعلى ضرورة الاهتمام أكثر بالتعليم والتربية , ومكافحة الفساد , والعمل لوضع إستراتيجية لمواجهة الفساد المالي والإداري الناشئ عن الفساد الأخلاقي , لأنه يمثل إحدى المرتكزات التي اعتمد عليها الإرهابيون في عدوانهم على سورية .

وفي ردّه على الأسئلة والمداخلات أشار الدكتور سلمان إلى أن محاربة الفساد تحتاج تضافر جميع الجهود , وإلى برامج وخطط وآليات تنفيذية , وأن سورية قد منحت كثيرا من التسهيلات للشركات الروسية والإيرانية والصينية وفاء منها لأصدقائها , وأن إعمار سورية لن يتم إلا بأيدي سورية وبالتعاون مع الأصدقاء , كما أشار إلى تفعيل نظام المقايضة مع الأصدقاء , مؤكداً أن حركة الميزان التجاري زادت مع روسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية, وأن التوجه شرقا لم يعد شعاراً بل واقعا, إلّا أن الخطط الاقتصادية تحتاج إلى فتره زمنية لكي نقطف ثمارها، كما أشار إلى تأكيد السيد رئيس مجلس الوزراء أن حكومة المرحلة القادمة ستكون حكومة إعادة إعمار

وعقد الملتقى بحضور الدكتور صلاح داوود أمين فرع الحزب في الجامعة ، والدكتور هاني شعبان رئيس الجامعة , وأعضاء قيادة الفرع ,وعضو مجلس الشعب السيدة ميساء صالح, ونواب رئيس الجامعة , ورئيسي فرعي نقابة المعلمين واتّحاد طلبة سورية في الجامعة , وأمناء وأعضاء قيادات الشعب والفرق الحزبية الجامعية, ورئيس الجالية السورية في الكويت وعدد من المستثمرين السوريين هناك, وحشد من الأساتذة والطلبة والعاملين في الجامعة