مساحة حرة

قلعة دمشق تهز عرش المملكة !!

تلك حقيقة ظاهرة لكل باحث ومتابع بموضوعية للحرب الظالمة التي فُرضت على الشعب السوري وقيادته العروبية المتمسكة بالثوابت القومية والمدافعة عن كرامة وشرف امة العرب، بأن ما جرى في سورية فاق كل التوقعات والتكهنات، وتجاوز حالة القدرة على امتصاص الصدمة أو الانحناءَة أمام شدة التيار، بالرغم من كثرة من تباروا وتسابقوا على مسرح الخيانة بالرهان على إمكانياتهم ودورهم في النيل من سورية وشرفها وعفتها وقلبها النابض خلال أيام معدودة أو أشهر لا تتجاوز السنة في أحسن الأحوال، يدمرون خلالها الدولة السورية الحديثة ويقضون على حاضرها ومستقبلها، سورية التي هزمت التتار والمغول وغيرهم من الغُزاة الذين اجتاحوا المنطقة، لكنهم حصدوا خيبات المل وبقيت سورية صامدة مقاومة لتُثبت من جديد امتلاكها الإرادة الصلبة والقدرة المميزة والحكمة والحنكة الأسطورية في إدارة معركتها الأخيرة التي هزت عرش مملكة قوادي النفط والدولار وأسيادهم في أمريكا والغرب عموماً، وضاعت معها أحلام الذين ذهبت خيالاتهم بعيداً في رسم صورة سورية المنهارة المحطمة على قارعة طريق عهرهم الوهابي الشيطاني، متناسين بأن في سورية أسودا تقود معركة الشرف والكرامة وخلفها شعبٌ أبيّ خلق الحضارة ورسم تاريخ البشرية بحروفٍ من نور قبل أن تظهر تلك المشيخات والمهالك إلى الوجود،  وأنه لدى سورية جيش عقائدي باسل تمكن من حمل راية القومية العربية بكل اقتدار وعزيمة لا تلين على مر الأيام والسنين، وحدد العدو من الصديق ورسم خطوط معركة الوجود الأبدية التي تمتد عقوداً ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، ووضع شعاراً واحداً هو الشهادة أو النصر، والشهادة هي منارة طريق النصر الحتمي.

كما أنها حقيقة ملموسة كذلك تلك اللعنة التي لاحقت كل من طالب القائد الأسد بالرحيل وهدد بحتمية ترك سورية لغربان العصر سواء بالسياسة أو القوة العسكرية وصدرت الأصوات النكراء عن مسؤولين كبار من الغرب ” المتحضر ” الذي يُنادي بالديمقراطية والحريات من جهة، ويُخطط لتدمير المجتمعات والأمم المستقلة والمستقرة كذلك باسم الديمقراطية والحريات، ورددها كذلك عملائهم في المنطقة، الذين مهدوا وشاركوا واستماتوا في محاولاتهم المتلاحقة لتمريرمخططهم القذر  في سورية بعد أن نجحوا في تخريب العراق وليبيا واليمن وغيرهم، وباءت كل أحلامهم بالفشل والخذلان فكل ما فعلوه هولعبة مكشوفة لدى السوريين ولن تمر على الشعب السوري الذي أفشل تلك الأجندات المضللة والخبيثة، حيث رحل أغلب من كان يدعو الرئيس الأسد للرحيل وبقي الأسد يتناول أجمل وأطيب وجبة إفطار رمضانية شهية بين رفاقه أبطال القوات المسلحة الباسلة في مطار مرج السلطان العسكري، ويقوم بتفقد المواقع المتقدمة للجيش العربي السوري الذي يُلاحق العصابات الإرهابية في الغوطة الشرقية وغيرها من جبهات القتال غير آبه بكل تهديدات الأعداء.

القادة الحقيقيون لا يعرفون الهزيمة ولا يُقدمون التنازلات التي تمس المصالح الوطنية والمبادىء الثابتة لشعوبهم، وما نُشاهده اليوم في دول العدوان على سورية مؤشر كبير على انتصار الإرادة السورية وصوابية مواقفها الحكيمة مما تشهده المنطقة من حروب تخريب متعمدة، وهو هزيمة حقيقية للفكر المعادي المبني على التكفير والاقصاء، وإن ما يجري في تركيا تعبير عن سياسة الضياع التي يعتمدها نظامها الإخواني المتخلف، حيث اخذت الفضائح اللاأخلاقية والمهنية تطال سلطانها التائه ” أردوغان ” شخصياً وهذه ما هي إلا بداية الهزيمة الحقيقية لشخص مهووس بالسلطة وفاشل حتى بقبول أفكار شركائه في السلطة، حيث فقد شرعيته الشعبية والرسمية وظهر كشخص مهزوم بعيد عن الواقع، وما كشف عنه المدون التركي ” فؤاد عوني ” عن قيام أردوغان شخصياً بتأسيس شركة أمنية قوامها عناصر مطرودين من الشرطة والجيش والأمن التركي وتكليفهم بتدريب التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة إلى داعش واستخدام اجرامها وبطشها في الداخل التركي وخارجها كعامل ترهيب للتيارات الفكرية المخالفة له ولسياساته القمعية، وقد أكدت التحليلات عدم براءة أردوغان شخصياً مما يحصل داخل تركيا من أعمال إرهابية بضرب عصفورين بحجر واحد، يُكيل الاتهامات للأكراد ويدب الرعب في نفوس الشعب التركي، وما هذه الاستراتيجية وغيرها سوى واحدة من فضائح السلطان الواهم المتلاحقة التي حاول تغطيتها بمواقف جديدة أبشع منها وذلك بخضوعه للشروط الإسرائيلية وتوفيع اتفاق تطبيع مذل معها مخالف لكل المشاهد المسرحية التي قدمها في بداية مشروعه السلطوي، كما ان إعتذاره المنقوص عن اسقاط الطائرة الروسية ” سو 24 ” فوق الأراضي السورية وقتل قائدها بأمر منه، لن يغفر له ولن يُحقق له ما يصبو إليه من إعادة تحسين العلاقات مع موسكو .

قد تكون الأيام القادمة ساخنة جداً اكثر من حرارة الطقس المتزايدة، وقد تحمل معها العديد من الانهيارات والرحيل لرؤساء وقيادات كانت تعتبر مشروعها التخريبي لسورية رحلة صيف لا أكثر وينتهي كل شيء هنا، لكن الأمر المؤكد بان ما ستحمله الأيام القادمة من انتصارات وإنجازات للجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض ستفوق كل التوقعات، وستفاجىء الجميع ابتداءاً من حلب وليس انتهاءاً بدير الزور، وستنعكس تلك الانتصارات للجيش العربي السوري على المنطقة كرياح صرصر على رؤس الأعداء الذين سيتساقطون الواحد تلو الآخر، وتبقى سورية عزيزة شامخة محمية بسواعد أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه الذين سيُعيدون صياغة تاريخ المنطقة بما يشتهي الشرفاء من أبناء الأمة .

 

محمد عبد الكريم مصطفى