أخبار البعثسلايد

في ذكرى ‏٨‏ آذار..‏ الحزب يجدد الثوابت الثورية في الفكر البعثي

تحلّ الذكرى الرابعة والخمسون لثورة الثامن من آذار المجيدة، وسورية تتعرّض، منذ ستة أعوام، لعدوان إرهابي شرس- وذلك بسبب مواقفها المبدئية الوطنية والقومية في دعم المقاومة ضد الأطماع الاستعمارية، ودفاعها عن الحقوق المشروعة للأمة العربية، وفي مقدّمتها حقوق الشعب الفلسطيني- يهدف لحرف بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني، وتفتيت كيان الدولة الوطنية، إلا أنها- وبفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها العقائدي وحكمة قيادتها ودعم أصدقائها وحلفائها- استطاعت إفشال المؤامرة الصهيووهابية، ومصمّمة أكثر من أي وقت مضى على مكافحة الإرهاب والفكر التكفيري حتى اجتثاثهما من جذورهما، ومواصلة الحوار لإنهاء الأزمة في سورية بما يخدم مصلحة الشعب السوري العليا.

وبهذه المناسبة أكدت قيادة الحزب في بيان لها أن ثورة آذار- والتي جاءت حصيلة نضال طويل ضد كل أشكال الظلم والاستغلال في مواجهة المستعمرين ومخطّطاتهم، ومن أجل بناء غد مشرق لأمتنا العربية- دكّت معاقل الانفصال، وأعادت إلى سورية وجهها المشرق، وحقّقت نصراً مؤزّراً بقيام الحركة التصحيحية المباركة، التي صحّحت مسار الثورة وأعادت إليها قدرتها على العطاء، وجعلتها أكثر شمولية وتجدّداً وصلابة وديمومة أمام كل الأعاصير الشديدة التي هزّت الواقع العربي في العقود الأخيرة، وأضافت: إن الشعب السوري استطاع تطوير مشروع آذار باتجاه التطوير والتحدّيث، ووضع أسس التوجّه نحو المستقبل، وأولها: القضاء على الإرهاب قضاء تاماً يعزّز استقلال سورية، ويسهم في خلاص المنطقة والعالم من هذا الخطر، الذي هو آخر أسلحة قوى الهيمنة والصهيونية والرجعية.

واعتبرت قيادة الحزب أن تاريخ آذار ما زال يُكتب، ومراحله التطويرية متوالية، حيث تتصاعد التحوّلات تأكيداً لمبدأ أن التطوّر المستمر والتغيير المتواصل هو معنى الثورة وجوهرها، وشدّدت على أن أهم ما في هذه العملية التاريخية رسوخ إرادة التثوير، أي دفع الثورة أشواطاً إلى الأمام، لأن الثورة عندما تقف عند نقطة تاريخية تنتهي، فالثورة دائمة مادامت هناك حياة ومادام هناك شعب حي، وأضافت: بعد 54 عاماً على الثورة ينبغي التأكيد على العديد من حقائق الواقع الذي نعيشه في سورية والوطن العربي والمنطقة، بل إن بعض حقائق آذار لها تأثير على صياغة العلاقات الدولية، بدليل الحرب العالمية التي يشنها أعداء الاستقلال والتحرّر على بلدنا في هذه المرحلة.

وأكدت قيادة الحزب أن السؤال الذي ينبغي طرحه لفتح الطريق أمام التقييم الموضوعي هو: هل كان على أعداء سورية وأعداء الأمة العربية تجنيد كل هذه القدرات العدوانية ضدنا لو أن سورية لم تدخل من باب آذار العريض نحو التغيير المجتمعي والسياسي والاقتصادي، وهل شهد بلد وشعب في التاريخ مثل هذا التجييش العدواني ضده واستخدام وسائل الحرب جميعها من السلاح المدمّر إلى الممارسات الهمجية والوحشية في قتل البشر، ومن تجنيد عشرات الآلاف من المرتزقة من جميع أنحاء العالم، إلى حملات منسقة وحادة من التضليل الإعلامي، ومن المقاطعة الاقتصادية الشديدة إلى المقاطعة الديبلوماسية والسياسية، وأي معنى لحرب كهذه الحرب التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً لولا شعورهم بخطر سورية، سورية آذار والتصحيح، سورية التطوير والإصلاح، على مشاريعهم للهيمنة على المنطقة، وهل كانوا بحاجة لهذا التنسيق اليومي التفصيلي بين كل القوى المعادية للتحرّر والاستقلال، من الأطلسي وحتى الكيان الصهيوني، ومن الرجعية العميلة إلى العثمانية – الأردوغانية، التي تحلم بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وهل كانوا بحاجة إلى هذا التحالف العدواني الشامل لو لم تلتزم سورية بمشروع الثامن من آذار المستند إلى فكر البعث القومي التحرري، ولم لم تصبح بهذا المشروع قوة استقلالية تقف في وجه محاولاتهم للهيمنة على المنطقة، وهل يمكن لهم، مهما زجّوا وجيّشوا، أن يهزموا شعباً هزمهم ولم يستكن لهم، هم أنفسهم، منذ بداية القرن العشرين، فكيف يتوهّمون الانتصار عليه اليوم وقد استطاع تطوير مشروع آذار باتجاه التصحيح أولاً ثم باتجاه التطوير والتحديث؟؟..

 

ورأت قيادة الحزب أن هذه المرحلة المفصلية تتطلّب من الأحزاب والحركات والقوى القومية والوطنية كلها مزيداً من اليقظة والاستعداد ومضاعفة الجهود من أجل تطوير تجربة ثورة آذار المجيدة وتحديث مضامينها لبناء القوة التي تقتضيها محاربة الإرهاب التكفيري وتداعياته، مؤكدة على الثقة بانتصار سورية، التي تستند الى تاريخ من التحويل والتطوير طوال أربعة وخمسين عاماً ولديها سنوات ست من التصدي البطولي لأعتى حرب إرهابية عدوانية عرفها التاريخ، وشددت على أن انتصار سورية انتصار لكل العرب، وأضافت: إن صمود الشعب السوري أمام العدوان وحفاظه على إنجازات ثورة آذار مستمد من وجود الجيش العربي السوري، الذي كان له الدور الحاسم سابقاً في تفجير ثورة آذار المجيدة إلى جانب الشعب، واليوم هو الأقدر على التصدي لمشروعات الهيمنة والاستعمار ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وسيبقى، كما قال الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، “دعامة الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة والحصن الذي يسوّر الوطن ويدافع عن سيادته ويصون كرامته”، لتبقى الثورة مستمرة بعطاءاتها في بناء المجتمع الجديد وحمايته، مستندة إلى مبادئ البعث وعقيدته ونضاله الطويل على طريق تحقيق أهدافنا الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية.

دمشق-البعث ميديا