مساحة حرة

كم ستستغرق هذه الحرب حتى تنتهي؟؟

أعتقد جازماً أن معظم السوريين وكثير من سكان بلاد العرب وربما سكان العالم يبحثون عن جواب للسؤال الذي طرحه الصحفي في قناة “فينيكس” الصينية أثناء لقاءه بالسيد الرئيس بشار الأسد اليوم… كم من الأيام ستستغرق هذه الحرب حتى تنتهي؟

وبعد هذه التجربة القاسية مع الحرب تكون الفرضية التي وضعها سيادته في مستهل الجواب بانعدام وجود تدخل خارجي فإن الأمر سيستغرق بضعة أشهر، هي فرضية الحل ومفتاحه المفقود إلى هذه اللحظة، فمشكلة هذه الحرب وتعقيداتها تتمثل في التدخل الأجنبي.

وكما هي الحال في أي حدث تاريخي كالحدث السوري فلا بد من حصيلة مبدئية يتم تلمسها خلال الأيام العصيبة، وحصيلة نهائية تبرز وتتبلور عند انتهاءه أو قد تمتد بعض النتائج لسنوات طويلة، وبطبيعة الأمور سيكون بعضها ايجابياً والبعض الآخر سلبياً.

ومن وجهة نظر السيد الرئيس فإن ما كان حاضراً في وجه التدخل الخارجي فيما حدث ويحدث في سورية هو (وحدة المجتمع) وهي الشيء الجيد الذي كسبناه خلال الحرب.

وبالطبع فإن أي حدث يطرأ على مجتمع من المجتمعات خاصة مجتمع كالمجتمع السوري المتنوع الآمن –قبل هذه الحرب- فلا بد أن تكون الصورة مشوشة وغير واضحة في البداية، خاصة مع ذلك الكم الهائل من الدعاية والإعلام والأساليب المدروسة إضافة إلى الاستناد الى نقاط الضعف الموجودة في بنية المجتمع السوري والحكومة السورية والأنظمة الاقتصادية والتربوية والقضائية ومختلف المفاصل نقاط الضعف تلك لم تكن -يوماً- حكراً على دولة بعينها أو مجتمع بعينة أياً يكن نظام الحكم، بل هي سمة ملازمة لكل المجتمعات والدول من أفقرها إلى أغناها…

ولا يمكننا الحديث عن تلك الهفوات التي وجدت في سورية دون الالتفات إلى بعض تلك الدول التي لم تشهد –إلى الآن- ما شهدناه من فوضى وتخريب داخلي، كالسعودية مثلاً وهي البلد الداعم والممول لعدد كبير ن الارهابيين الذين يقاتلون كل السوريين دون استثناء ويقتلون منهم، لا لشئ ولا دفاعاً عن شئ إلا الارتزاق والتنفيس الايديولوجي الراديكالي الوهابي الشاذ، فلو كان أولئك دعاة حرية وديمقراطية ومدافعين ضد القمع، لكان عليهم البدء في عقر دار آل سعود وممالك الخليج…لكن ما حصل ويحصل غير ذلك فسورية أحد مسارح عروضهم التي يقدمونها لله كذباً، ناهيك عن عروضهم في اليمن وليبيا والعراق والبحرين ومصر ومسلسلهم الدائم في فلسطين..

وبالتالي فإن رؤية سيادته وتقييمه لما كسبناه الآن بوحدة المجتمع هي الأساس الأقوى لإنهاء هذه الحرب.

بلال ديب