ثقافة وفن

كوليت الخوري الأديبة والإنسانة… محاضرة في ثقافي جبلة

غلب العرض التاريخي والأدبي على محاضرة بعنوان “كوليت الخوري الأديبة والإنسانة” التي أقامها المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة للإعلامية منيرة أحمد.
وقدمت المحاضرة عرضا لتحولات الخوري الأدبية منذ بواكيرها إلى يومنا هذا مرورا بكتاباتها الأدبية على كافة الصعد والأجناس. لافتة إلى القدرة الفنية الهائلة التي كانت تظهر خلال سير الأحداث وعلى لسان الأبطال الذين يرتبطون بواقعها غالبا وبرؤيتها للمرأة وللمجتمع.
ورأت أحمد أن الخوري أديبة من أهم الأدباء على مستوى الوطن العربي في عالم الرواية وصورت العديد من البيئات لتعكس عاطفة المرأة التي قد تكون واحدة ولا تختلف من مكان لآخر.
وفي روايات الخوري بحسب المحاضرة ترابط بنيوي مثل “ومر صيف” و”ليلة واحدة” و”أيام معه” و”أيام مع الأيام” وغير ذلك من الروايات التي خلت من وقوع إشكالات فنية في الأحداث المتناسقة المؤدية إلى خواتيم الروايات.
كما اتجهت خوري وفق ما قالت المحاضرة في الآونة الأخيرة إلى رصد الحياة الاجتماعية بدمشق وربطتها بتاريخها العريق فتحدثت عن شخصياتها و رجالاتها وأبطالها. إضافة إلى ما كتبته عن جدها المناضل فارس الخوري في مراحل حياته ومتغيراتها كما جاء في كتاب “أوراق فارس الخوري”.
وذكرت أيضا المحاضرة كيفية تعاطي الأديبة كوليت خوري مع عاطفتها كامرأة وصياغة كثير من لواعجها وعواطفها وانعكاساتها الداخلية في رؤى شعرية رسمت فيها الخط البياني لحياة الأنثى. مشيرة إلى اعتماد الخوري في كتاباتها الشعرية على نثر رفيع المستوى يحمل بنية فنية ذات أسس وتراكيب لا تقل مستوى عن الشعر الحقيقي صاحب الموسيقا والخيالات الواسعة.
كما ذكرت المحاضرة أن الخوري نظرا لأهمية حضورها الأدبي كرمت عام 2009 ونالت جائزة القدس في مهرجان الأمانة العامة للأدباء العرب ثم درع اتحاد الكتاب العرب في سورية.
ولفتت أحمد إلى أن الخوري شاركت في العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات داخل سورية وخارجها. مبينة تداعيات علاقاتها الاجتماعية مع الأدباء والأديبات عبر حياتها ومنزلها الذي تحول لمنتدى أدبي تقاطر إليه مجموعة من كبار الكتاب والشعراء أمثال نزار قباني والقروي وبدوي الجبل والأدباء عادل أبو شنب ومحي الدين صبحي وغيرهم.
وقال الإعلامي فؤاد حسن حسن على هامش المحاضرة: من الضروري أن تهتم مراكزنا الثقافية بتكريم أدباء سورية ورموزها وهذا دليل على صحة هذا النمط الثقافي لأن حضارة الأمم يقاس تقدمها بمكانة أدبائها. داعيا لتكرار هذه الظاهرة حتى لا ننسى اولئك الذين أشعلوا شمس ثقافتنا منذ بداية عصر النهضة حتى الآن.
يذكر أن مؤلفات الخوري تربو على السبعة والعشرين كتابا في القصة والرواية والمقالة والشعر.