الشريط الاخباريدولي

كيسنجر: على واشنطن الأخذ في الحسبان الطبيعة الخاصة للعلاقات بين موسكو وكييف

أعرب الوزير الأسبق للخارجية الأمريكية هنري كيسنجر عن قناعته بأنه على واشنطن أن تأخذ في عين الاعتبار الطبيعة الخاصة للعلاقات بين روسيا وأوكرانيا.
وردا على سؤال عن “كيفية إخراج الولايات المتحدة نفسها من المأزق الأوكراني” قال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم في مقابلة مع مجلة “National Interest” نشرت يوم 19 آب إن الأمر لا يكمن في ذلك، بل في “حل المشكلة، مع الاستفادة منها للنظام العالمي”.
وأوضح كيسينجر أنه “يجب إدراك بعض الأشياء، وفي مقدمتها أن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا ستكون دائما ذات طبيعة خاصة من وجهة النظر الروسية، ولن تكون مقيدة بإطار العلاقات بين دولتين تقليديتين ذاتي سيادة، بكل الأحوال، لا من وجهة النظر الروسية، وحتى ربما لا من وجهة النظر الأوكرانية”.
وفي حديث عن بداية القضية أشار كيسنجر إلى أنها بدأت بسلسلة أحداث تصرف كل طرف فيها “تصرفا عقلانيا على ما يبدو، لكنه جرى اعتمادا على تصورات خاطئة عن الطرف الآخر”. مؤكدا بهذا الصدد أن خطوات الاتحاد الأوروبي كانت “الخطأ الأول”. وأوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق أن بروكسل “لم تدرك حينذاك تبعات بعض الشروط التي وضعتها أمام كييف”.
وفيما يتعلق بدور ألمانيا في سياستها إزاء أوكرانيا واليونان، قال كيسنجر إن برلين لا تسعى إلى لعب دور قيادي في هاتين المسألتين. وصرح أن “الدور الألماني مهم لكن المساهمة الأمريكية في الدبلوماسية الأوكرانية ضرورية من أجل وضع هذه القضية في الإطار العالمي”.
وردا على سؤال عما إذا كان عدم مشاركة واشنطن مباشرة في جهود دبلوماسية يعني ارتكابها خطأ، قال كيسنجر: “إذا أخذنا روسيا بجدية وباعتبارها قوة عظمى فيجب علينا أن نحدد في المرحلة الأولى هل يمكن التوفيق بين المسائل التي تثير قلق موسكو وبين ما نحتاج إليه. وينبغي لنا النظر في إمكانية إقامة وضع منظمة غير عسكرية على الأراضي بين روسيا وحدود الحلف الأطلسي”.
كما أعرب وزير الخارجية الأسبق عن اعتقاده بأن الغرب “يتردد أمام تحمل مسؤولية الإنعاش الاقتصادي لليونان، ومن غير مشكوك في أنه (الغرب) لن يأخذ على عاتقه أوكرانيا باعتبارها مشروعا أحادي الجانب. ولذلك يجب، على الأقل، دراسة التعامل بين الغرب وروسيا في أوكرانيا التي لم تنضم بعد (إلى أي جهة) فيما يخص بعلاقاتها العسكرية”.
هذا وأشار كيسنجر إلى أنه لا يزال يقف منذ انهيار الاتحاد السوفيتي إلى جانب “أوكرانيا المستقلة الموجودة في تخوم حدودها الراهنة”.