مساحة حرة

ماذا بعد سقوط رأس اﻻرهاب التكفيري ؟؟

سقط رأس اﻻرهاب الوهابي التكفيري  بندر بن سلطان، سقط صاحب الخطة ذات البنود الخمسة لتدمير الدولة السورية . سقط من قال ان خطته ستعيد سورية الى العصر الحجري  وسقط من اراد صوملة سورية وبلقنتها , ,سقط من كرر مقولة ان السعودية ﻻتحتمل خسارتها في سورية، سقط مهتدس اﻻرهاب العالمي طوال اكثر من ثلاثة عقود ، وقبله سقط ساركوزي وهو يردد ان سقوط النظام السياسي في سورية مسألة وقت ولحق به الحمدان رأسا اﻻرهاب القطري ، وتبعهم فشلا و سقوطا وهزيمة روبرت فودرد السفير اﻻمريكي السابق في دمشق راعي اﻻرهاب واﻻرهابين في سورية وصانع المعارصة السورية اللاوطنية وسيدها واستاذها في الخارج ، سقطت وتدحرجت هذه الرؤوس وبعضها اﻵخر ينتظر.. بل هناك من يترنح ويتلمس رأسه كل يوم  امثال اردوغان واوغلو وهوﻻند وفاببويس ومن لف لفهم..

جاء باتريوس رئيس الامن القومي الامريكي سابقا ببندر بن سلطان من سفارة السعودية في واشنطن لزجه في تنفيذ خطة الفوضى المدمرة واقامة شرق اوسط جديد وامر بتعيينه رئيسا للاستخبارات السعودية خلفا لتركي الفيصل الذي ابعد بسبب فشله في احتضان وتحريك الارهاب وفق الخطة الامريكية وخاصة في افغانستان والعراق وبعد ان خبرت السي اي اي قدرات بندر في العمل الارهابي  وتنفيذ الاغتيالات وارسال السيارات المفخخة والاقدام على ارتكاب افظع الجرائم بحق المدنيين  دون وازع من ضمير وجربوه في محاولات عديدة ومنها محاولة اغتيال العلامة حسين فضل الله في بيروت انتقاما لمقتل المارينز في السفارة الامريكية في لبنان .
ﻻعنوان لسقوط بندر وتسريحه وانهاء مهامه اليوم من رئاسة المخابرات السعودية سوى الفشل الذريع للمشروع اﻻرهابي الوهابي التكفيري في سورية وﻻمعنى للتذرع بان الاعفاء جاء بناء على طلبه او بسبب  مرضه ومعظم الرعيل الاول من حكام المملكة متهالكين ومنهكين ومرضى وقد يكون انزعاجه من نقل الملف اﻻرهابي الى آخربن من دزينة اﻻمراء اﻻرهابيين في المملكة الوهابية احد الاسباب لاستقالته اذا صح ان كانت الاستقالة بناء على طلبه لانه كان احد المخططين الاساسين لنقل الارهاب العالمي الى سور ية  منذ البداية ومصمم على تنفيذ هذه الخطة الامريكية الصهيونية الجهنمية حتى النهاية  وهو الذي لم يترك طريقة  وﻻ وسيلة ولاعملية قذرة اﻻ واستخدمها لتنفيذ تعهده امام اسياده اﻻمريكان باسقاط سورية رئيسا وشعبا ونظاما ودولة وامتدت محاوﻻته ﻻغراء الجانب الروسي بكل مايريد لتغيير موقفه تجاه سورية والامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي لتمرير قرار يفسح في المجال للتدخل العسكري في سورية تحت الفصل السابع  وقام بزيارتين طويلتين الى موسكو لهذا الغرض وعرض صفقة بشراء اسلحة روسية بمبلغ لايقل عن 15 مليار دولار اضافة الى تقديم ضمانات ببقاء قاعدة الاسطول الروسي بالقرب من طرطوس وتامين المصالح الروسية في المنطقة بعد تغيير النظام في سورية واستلام معارضتهم المأجورة السلطة في دمشق ومعروف ان خزائن المملكة فتحت امامه لتمويل حروبه اﻻرهابية في سورية والعراق واليمن وصولا الى لبنان وكان آخر عملائه الذين فجروا السفارة الايرانية في بيروت وقتلوا افرادا من الجيش اللبناني ودمروا المنشآت اللبنانية السعودي ماجد الماجد الذي مات بعد القبض عليه وسط ظروف غامضة  لكي لايكشف عن دور المملكة وبندر في النشاط الارهابي على الساحة اللبنانية..

 ولكن احلامه واحلام اسياده تحطمت على الصخرة السورية وانهارت خطته  وسحقت بطوﻻت الجيش العربي السوري كل محاوﻻته على مدى ثلاث سنوات في ايصال المعارضة العميلة الى كراسي الحكم في دمضق  ولم يبق امام رعاة اﻻرهاب من واشنطن الى الرياض من خيار سوى سحب بندر من التداول وتغييبه عن المشهد القادم ونقل الملف الارهابي وخاصة في سورية الى ايدي اخرى وهذا مايفسر تصريحات صادرة عن البيت الابيض اكثر من مرة انه سوف يجري اعادة تقييم ومراجعة لسيلسة الولايات المنحدة تجاه الازمة في سورية ..
والسؤال ماذا في جعبة السعودية بعد اضطرارها الى التخلي عن اهم رؤوس ارهابها ﻻكثر من ثلاثين عاما ؟؟
هل ستواجه المشهد المقبل بتغيير الوجوه مع اﻻبقاء على النهج اﻻرهابي؟؟ ام سوف تغير الوجوه وتغير النهج معا ؟؟ هل سيتعظ حكام المملكة من دروس السنوات الثلاث الماضية في سورية  ؟؟ هل الصدمة السورية ستجعل امراء السعودية بأخذون العبرة من تجربة بندر اﻻجرامية الفاشلة ؟؟ هل  ادرك هؤﻻء ان ثرواتهم الفاسدة على ضخامتها لن تفيدهم شيئا في اركاع سورية وانهم سيظلون يناطحون الجدران في دمشق الصامدة ولو حاولوا عشرات السنوات من اﻻرهاب الدموي؟؟
غيبوا بندر ولكن لم يغيبوا النهج اﻻرهابي وملامح المشهد القادم ﻻتشي بانهم تخلوا عن هذا النهج الذي بات عنوان هويتهم  التي يعرفون بها ليس في المنطقة وانما في العالم اجمع.. ويبدو ان سيدهم اوباما في زيارته الاخيرة الى الرياض قد امرهم ان يغيروا في الشكل وان يستمروا في المضمون تحت شعار مضلل انهم يحاربون المتشددين المتطرفين ويساندون المعتدلين لاعادة تجميل صورة الحكم السعودي الذي غدا واﻻرهاب الوحشي وجهين لعملة واحدة..ولا نتوقع ان يكون اوباما قد طلب من حكام المملكة التوقف عن تغذية الارهاب وتمويله لان واشنطن تريد من اﻻرهاب السعودي ان يستمر لتعويضها عن فشل سياستها في العراق وافغانستان وتصفية القضية الفلسطينية بتكريس يهودية الدولة في فلسطين كما تريد توحيد اﻻطراف اﻻرهابية اﻻخرى القطرية والتركبة في حشد عدواني جديد ضد سورية في المرحلة القادمة وان تلقي هذه الاطراف خلافاتها جانبا املا بتحقيق اماني اﻻدارة اﻻمريكية بتغيير ميزان القوى على اﻻرض وهي تعلم ان هذا الجمع الشيطاني يأكل بعضه بعضا ويختلف على كل شيء ولكنه يتفق على معاداة سورية في كل شيء..
لكن ماعجز عن تحقيقه ثعلب اﻻرهاب اﻻول ورأس اﻻجرام الوهابي المجرب بندر بن سلطان المعزول بامر ملكي لفشله الذربع لن يستطع من خلفه  وكل من كلفهم اوباما بهذه المهمة في المرحلة المقبلة ان يحققوا شيئا على اﻻرض واصبح تغيير موازيين القوى في سورية والعودة الى الوراء من الماضي  فتوالي انجازات الجيش العربي السوري وتراكم انتصاراته ستقضي على اخلامهم وتبدد اوهامهم بكسر الصمود السوري وسيجدون انفسهم على طريق السقوط نفسه الذي وصل اليه بندر مدحورا مهزوما تلاحفه جراء الدماء التي سالت بسبب جرائمه لعنات ملايين العرب والسوريين الى اﻻبد.

البعث ميديا ||    د.تركي صقر