محليات

ماذا فعلت الحرب بالواقع التربوي في حلب وكيف هو الآن؟ في حديث مع مدير تربية حلب

تعمل مديرية تربية حلب لتحقيق شعار “يجب ألا يبقى أي طفل في مدينة حلب وريفها خارج المدرسة” وذلك رغم التحديات والمصاعب الكبيرة التي تواجهها نظرا لخروج مئات المدارس من الخدمة بسبب استهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية.

وأطلقت المديرية مع بداية العام الدراسي الحالي حملة العودة إلى المدرسة ما خفض عدد المتسربين من المدارس إلى 15 بالمئة فقط من إجمالي عدد الطلاب حسب احصائيات المديرية نفسها.

قبل الحرب الإرهابية على سورية كانت حلب تضم 4040 مدرسة و263ر1 مليون طالب وطالبة و72 ألف عامل في مديرية التربية وتسعى المديرية إلى رفع عدد المدارس إلى 1400مدرسة مع نهاية العام 2019 موجود منها حاليا أكثر من 1200 مدرسة.

مدير تربية حلب ابراهيم ماسو أكد أن المديرية بصدد إجراء دراسات لإعادة جميع الطلاب المتسربين إلى الدراسة ومعالجة أسباب التسرب الاجتماعية والاقتصادية بالتنسيق مع وزارة التربية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، مؤكدا أنه تم قطع خطوات مهمة بهذا الجانب.

وأشار ماسو إلى أن عدد المدارس المفتتحة في حلب وريفها بنهاية عام 2016 بلغ 290 مدرسة تضم 370 ألف طالب وبعد عامين من تحرير مدينة حلب من الإرهاب ارتفع عدد المدارس إلى 1225 مدرسة ووصل عدد الطلاب إلى 855 ألف طالب وتمت صيانة170 مدرسة في الأحياء المحررة بالمدينة ما أسهم بعودة الطلاب، مؤكدا أن عودة الأهالي إلى أي حي أو قرية مرتبطة بافتتاح المدارس.

مدير التربية أشار إلى أن هناك خطة لصيانة نحو 175 مدرسة خلال العام 2019 بينها 55 في المدينة لتخفيف حجم الكثافة الطلابية و120 في الريف والهدف ألا يبقى طفل واحد خارج المدرسة، مؤكدا أن البحث مستمر لإيجاد بدائل مؤقتة سواء عبر تأمين غرف مسبقة الصنع أو استئجار منازل علما أنه يوجد حاليا نحو 70 غرفة صفية مسبقة الصنع سيتم نقلها حسب الحاجة إلى الريف أو المدينة وهناك خطة لإعادة تأهيل 175 مدرسة ضمن الموازنة الاستثمارية للعام القادم التي رصدت للمديرية إضافة إلى وجود تعاون مع بعض المنظمات بهذا الجانب.

وأكد ماسو أن السعي متواصل لتصبح جميع المدارس مكتملة من حيث البنى التحتية ومستلزمات العملية التعليمية من كتب مدرسية ومقاعد علما أن لدى المديرية ورشة لإنتاج المقاعد بمعدل 75 مقعدا يوميا ويتم تزويد المدارس بها تباعا.

ماسو لفت إلى تنسيق سابق مع مديرية الخدمات الفنية لإشادة مدارس جديدة كون المديرية تمتلك مساحات من الأراضي في المدينة لكن هذا التنسيق توقف خلال فترة الحرب وحاليا يتم العمل لتفعيله في المناطق الأكثر حاجة حسب الإمكانيات المتوافرة، موضحا أن التوجه حاليا منصب لإعادة بناء المدارس المهدمة بشكل كامل والبالغة 165مدرسة .

التحدي الأكبر الذي يواجه مديرية تربية حلب حاليا هو وجود طلاب خارج المدرسة ولا سيما في منطقة تل الضمان التي بدا سكانها بالعودة إليها منذ نحو الشهر ونصف الشهر بحسب ماسو الذي قال: “إن الاشكالية الأكبر ليست في بناء مدرسة بل في تأمين الكادر التدريسي لتلك المنطقة كون قرى المنطقة تبعد عن حلب مسافة تتراوح بين 45 و110 كيلومترات وهي منطقة نائية وكانت تخدم بالسابق من قبل أبناء المنطقة، مشيرا إلى أنه مع بداية الفصل الدراسي الثاني سيتم تعيين عدد من المدرسين المستنكفين في هذه المنطقة لتغطية الشواغر.

وأضاف ماسو: “إن الريف الحلبي يسير في طريق التعافي، لافتا إلى أنه تم تأمين 25 مدرسة في مسكنة بداية 2017 ووصل العدد اليوم إلى 125مدرسة و82 مدرسة في دير حافر و56 مدرسة في منطقة الخفسة و42 مدرسة في الباب و100مدرسة في منطقة السفيرة و40 مدرسة في تل الضمان.

وبشأن المدرسين أكد ماسو أن عدد المدرسين غير كاف لهذا يتم تغطية النواقص عبر تكليف معلمين وكلاء او مكلفين للمرحلة الاعدادية والثانوية، مبينا أن عدد الكادر التدريسي في حلب وصل إلى 72 ألف مدرس ومدرسة قبل الأزمة بينما يبلغ اليوم 32 ألف مدرس فقط واليوم لدى المديرية 3200 معلم وكيل والتعيين مفتوح لأي مدرس يرغب في اي وقت والمطلوب التقدم بأوراق للوكالة إلى مديرية التربية .

ولفت ماسو إلى اتخاذ العديد من الإجراءات لتخصيص وسائط نقل للمدرسين بالتنسيق مع مديرية النقل الداخلي .

وكان مجلس الوزراء أقر خلال جلسته التي عقدها في حلب مؤخرا تأمين وسائط نقل وتحمل الحكومة نسبة 50 بالمئة من أجور النقل للمعلمين إلى الريف بكل اتجاهاته.

مدير تربية حلب كشف أنه ينطلق يوميا من أمام مديرية التربية ومديرية النقل نحو 12 باص نقل داخلي لنقل المعلمين إلى منطقة إعزاز ودير حافر ومسكنة وسمعان الشرقية والسفيرة وتل الضمان والعمل جار لزيادة عدد الباصات وهناك دراسة طرحتها الوزارة لجعل النقل مجانيا للمعلمين .

مستلزمات العملية التدريسية تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام مديرية تربية حلب لهذا هناك متابعة حثيثة لتأمينها وتم منذ أقل من شهر تزويد المديرية بألواح الكربون والخشب لتصنيع الأبواب والنوافذ و350 خزان مياه و3000 مدفأة وهناك عقد مع المؤسسة العامة للإسكان لتزويد المدارس بمكاتب وكراسي علما أنه تم تزويد المديرية بـ 3500 كرسي بلاستيك و200 طاولة ويتم بشكل تدريجي تأمين جميع المستلزمات لأن ما خربه ودمره الإرهاب خلال أكثر من سبع سنوات لا يمكن تعويضه خلال عام أو عامين هذا ما أكده ماسو .

وأشار مدير تربية حلب إلى أنه يتم تدريب المعلمين على المناهج المطورة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي للطلاب والطالبات لتخليصهم من آثار الحرب التي شنت على سورية وبالتوازي يتم التواصل مع المجتمع المحلي لتعزيز استقرار العملية التربوية سواء في القرى أو في المدينة وكان لذلك دور كبير في المساعدة بافتتاح العديد من المدارس إضافة إلى المساهمة في ترحيل الأنقاض وتأمين بعض مستلزمات العملية التعليمية.

وبين ماسو أن هناك تواصلا مع أولياء الأمور ضمن برنامج الدعم النفسي الذي يوجه للأسر أيضا وهناك فريق جوال متخصص لهذه الغاية علما أنه يوجد ضمن الدفعة الثانية لمسابقة وزارة التربية 85 مرشدا نفسيا سيتم تعيينهم في المدارس مع بداية الفصل الدراسي الثاني.