مساحة حرة

ما مدى جدّية التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية؟

فرق شاسعٌ بين أهمية الكتابات الصحفية في أمريكا وبين مثيلاتها في الدول الأخرى، إذ أنّها تصل لمستوى تحديد ما يجب على الرئيس الأمريكي فعله، والمفاجئة تتم عند تنفيذ مقترحاتهم، والحق يُقال: إن أعدائنا الأمريكان  يكتبون بمسؤولية ودقة، وليس كما يحدث في الضفة الأخرى حيث الكتابات الارتجالية العشوائية؛ التي تخشى من تحديد ما يجب فعله من جهة، ولا تلقى أذان صاغية من جهة أخرى ، لعل هذا نتيجة طبيعية لتوجّه موارد الدول لبناء الأف الجوامع مقابل دكان صغير للبحث العلمي؛ ويا ليتهم!! نجحوا في إرضاء وإخماد مشاعر “”الإيمان”” الملتهبة لدى مسلمي الرقي والتقدّم؛ التي لا يضاهيها إلا قلوب أمهات المخطوفين السوريين على أبنائهم.

في يوم الاثنين 9 نيسان الحالي؛ حدّدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في تقرير لها، أنه سيكون على ترامب أن يقوم بعمل عسكري كبير ضد سورية، ونوّهت بشدّة أنّه لن يكون مثل العمل الأول الذي استهدف مطار الشعيرات في نيسان، عام 2017 م بعدد محدود من الصواريخ.

لقد توضّح للعالم أجمع أنّ هناك نية حقيقة لأمريكا بضرب سورية لأسباب لا اتفق مع من يقول أنه يعرفها، لذا ساقت الاف التبريرات وصنعت الاف الاحداث، ومثلت الاف المسرحيات، وبعد كشفها تلجأ الماسونية العالمية لاستخدام(فزّاعة حقل الذرة) الذي مهمته التخويف والضغط والتعبير عن الفكر الحقيقي للصهيونية العالمية عبر تمثيل دور المجنون والأحمق، وكيف هذا لتاجر اشترى نصف ممتلكات الاتحاد السوفيتي بعد انهياره، بدورنا نحن كسوريين لا يخدعنا هذا الهراء ونعرف ان المعيار هو القوة العسكرية فقط والتي لا نملكها لكننا نملك عنصر بشري خارق للطبيعة، ونحن بحاجة لحلفاء لكسر التفوق العسكري، ولقد وجد في روسيا ضالته بروسيا ذات العلاقات العالمية المتوازنة.

التبريرات كثيرة، قال ترامب إنّه سيتخذ قراراً للرد على الهجوم الكيميائي المزعوم الذي تعرضت له مدينة دوما الارهابية، ونظن أنّه لا داعي لهذه التبريرات، فما تريده وتخفيه أمريكا سيتم تنفيذه.

هناك عدّة معطيات لها دلالاتها ولا بدّ من الاستفادة منها، فالتهديدات الأمريكية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وتهديد ضرب إيران دولة وشعباً، والتهديد بضرب كوريا الشمالية، ونتيجتها التراجع.

بالنسبة للتهديدات: إن ما يجري بالخفاء عصي عن الإثبات، وهذه الحرب هي اسرائيلية بامتياز وليست أمريكية، والمعيب أن نرى دولة مثل أمريكا تستخدم كنعل في أقدام الإسرائيليين اليوم تواجد امريكا قبالة شواطئ سورية يخدم الكيان الإسرائيلي، وسورية لا تشكّل أي خطر على أمريكا التي يتمثّل دورها بدعم حلفائها فقط، وهذا جزء من استراتيجيتها بالشرق الأوسط.

وسبب الهيجان الأمريكي هو ذاته سبب الهيجان الاسرائيلي الذي قام بتنفيذ ضرباته الصاروخية من أيام قليلة ليستكملها بوجود أمريكي مخطط له لإثارة الرعب، وتغيير الخطط السورية فقط، ولا أعول على أحد غير القيادة والجيش السوري. والسبب هو انطلاق الجيش لمرحلة ما بعد دوما أي باتجاه درعا والأردن الصهيونية، وباتجاه القنيطرة والكيان الإسرائيلي العقرب الماسوني، وباتجاه أكراد أمريكا، ولا يخدعنا زيف الخلاف الامريكي التركي، فكلهم أعداء، وما يثير رعبهم هو العنصر البشري والتخطيط الدقيق من قبل القيادة السياسية.

وبفرض حدثت محادثات مع الطرف الأمريكي، فسيكون بسبب توازن الرعب مع روسيا، فإذا تم استهداف القوات الروسية في سورية، فإن رد موسكو سيكون باستهداف القواعد الأمريكية ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما ستصل الضربات إلى القواعد الأمريكية في أوروبا، وباستخدام صواريخ “كاليبر” البحرية، وصواريخ كروز “إكس — 101” التي يمكن إطلاقها من طائرات “تو — 95″ و”تو — 160” للرد على الضربات الأمريكية،

يبقى هناك مشكلة بخصوص تحليل الوضع الراهن يتمثل بالسؤال التالي: ما هي الطريقة التي ستحفظ بها أمريكا ماء الوجه بعد قدوم اساطيلها إلى البحر السورروسي؟ ولعل الجواب ضربة على شاكلة مطار الشعيرات لا أكثر ولا أقل.. مع أني أوّكد أن ترامب وتهديداته (فزّاعة لحقل الذرة الصهيوني).

ساعود جمال ساعود