منوع

محتواه غامض ومجهول… اكتشاف تابوت عملاق في حفرة بالاسكندرية

ككنز أسود يتلألأ في الوحل، يقبع الآن تابوت عملاق من الغرانيت في قاع حفرة أسفل بناية سكنية في مدينة الإسكندرية المصرية، وهو مقفل بإحكام رغم مرور 2000 عام عليه، مما يفسح المجال لأغرب النظريات حول الأسرار التي تكمن بداخله، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ويعد اكتشاف التابوت في أحد مواقع البناء الشهر الماضي اكتشافاً نادراً في حي سيدي جابر بمدينة الإسكندرية، في تلك المدينة الساحلية الأسطورية حيث تفتّتت معظم آثار حضارات مصر القديمة بفعل الأمواج أو دُفنت تحت التمدد الحضري.

وجا الاكتشاف أثناء حفر أساسات مبنى في شارع الكرملي، حيث استرعى المقاول وجودُ بريق تابوت جنائزي يبلغ طوله 9 أقدام بعرض 5 أقدام “القدم تساوي نحو 30 سم”. وبعدما واصل علماء الآثار عملية الحفر يدوياً حيث أُصيبوا بالدهشة عند اكتشاف أن ختم الملاط الطيني حول الغطاء الثقيل ما زال سليماً تماماً.وهذا  أمر غير معتاد، فقد أفسدت قرون من النهب عن طريق الباحثين عن الكنوز وسارقي المقابر المحترفين العديد من مواقع المقابر الأثرية المصرية.

ويفترض زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار السابقأن هذا الاكتشاف قد يعزز الجهود الرامية إلى تحديد موقع مقبرة الإسكندر الأكبر.

وكانت دارت التكهنات حول من أو ما الذي يكمن داخل التابوت. وهناك القليل من القرائن، حيث أرجعت وزارة الآثار المصرية هذه القطعة الأثرية إلى سلالة حكام البطالمة، تلك العائلة الملكية اليونانية التي حكمت مصر قرابة ثلاثة قرون تلت وفاة الإسكندر الأكبر في العام 323 قبل الميلاد.

ولا يحمل التابوت الحجري أية علامات، رغم العثور على تمثال نصفي متآكل من المرمر في موقع قريب، ويُحتمل أن يكون لصاحب التابوت.

وافترض بعض المسؤولين أن يكون لأحد نبلاء المدينة أو شخصية شهيرة أخرى من العصر البطلمي.

جدل «لعنة الفراعنة» من جديد

وبالطبع، فتح «تويتر» الباب على مصراعيه للعديد من النظريات الأكثر ضحالة، بما في ذلك التوقعات بالإصابة بلعنة الفراعنة التي قد تسبب الموت في حال فتح التابوت. لكن المسؤولين أغلقوا الأبواب في وجه التكهنات

إذ قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بالحكومة المصرية: “تلقيت مكالمات حول هذا الأمر طوال اليوم، يدّعي الناس أن التابوت قد يحتوي جثمان الإسكندر أو كليوباترا أو رمسيس، لكنهم لا يدرون ما يتحدثون عنه”، وأثارت تعليقات المسؤولين حفيظة بعض المتابعين حسب الصحيفة الأميركية.

وبين وزيري أن وزارته قامت هذا العام باستخراج 10 توابيت أخرى مغلقة بالمنيا جنوب القاهرة. وقد احتوى بعضها على مومياوات واحتوت توابيت أخرى على خرز أو تمائم أو تماثيل دينية. قال وزيري: “إذاً ماذا عن هذا التابوت؟ ربما لا يحتوي على شيء مميز، لن نعرف بالضبط حتى نفتحه”.

وقال وزيري إنه من المحتمل أن يتم تحديد ما إذا كان سيتم نقل محتويات تابوت الإسكندرية الأسود الغامض إلى المتحف الوطني الكبير الذي يجري بناؤه بالقرب من أهرامات الجيزة خارج القاهرة.

وقال: «إذا وجدنا نقشاً فهذا سيكون شيئاً رائعاً، وإذا وجدنا صاحبه سيكون هذا أفضل كثيراً، ولكن رجاءً دون تخمينات، فإن علم الآثار يعتمد على الأدلة.»

وتعلّم المسؤولون المصريون توخي الحذر فيما يتعلق بوضع توقعات هائلة. فبعد ثلاث سنوات من التكهنات المثيرة عن حجرة خفية في مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون، والتي خمّن بعض الخبراء بأنها قد تحتوي على بقايا الملكة نفرتيتي، انتهت بشكل مخيب للآمال في مايو عندما أثبت مسح الرادار بشكل قاطع أنه لم تكن هناك أية فجوات خفية.