منظمات أهلية

مخبز عماله من ذوي الشهداء والجرحى

مجموعة من جرحى الحرب وذوي الشهداء احتضنتهم جمعية رايات الشهداء بالسويداء ضمن مشروع مخبز الخبز العربي بغرض توفير فرص عمل لهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

كل من يعمل في المخبز الواقع وسط مدينة السويداء من ذوي الشهداء والجرحى وهو ما يجعله تجربة مميزة تستحق التعميم على بقية المناطق والمحافظات.

مرهف كمال الذي بترت ساقه اليسرى وعمر عامر المصاب بكسر والتهاب بالعصب الوركي جراء إصابتهما أثناء أداء الواجب الوطني في جوبر وحرستا يشكلان عينة لنوعية العاملين في المخبز الذي يحقق لهما دخلا مقبولا ويجدان ارتياحا ومعاملة لائقة فيه كما يقولان.

ظروف صعبة مرت بها الشابة منار أبو شديد بعد استشهاد زوجها ميسر أبو شديد نهاية عام 2016 لكن عملها ضمن المخبز ساعدها حسبما تذكر على رفع معنوياتها وتحسين حياتها الأمر ذاته تؤكده سها أخت الشهيد حافظ قطيش التي تبدي سعادتها بالأجواء الأسرية التي يشهدها المخبز.

الشاب حسن الشوفي من ذوي الشهداء مكلف بإدارة المخبز يؤكد أن العمل ممتع وخاصة أننا نوزع انتاجنا على مختلف مناطق المحافظة ونصل إلى أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق.

ووفاء لمن استشهد من رفاقه نذر الشاب ميلاد خويص نفسه للتطوع مجانا في خدمة الجمعية وتقديم المساعدة بنقل احتياجات المخبز بسيارته التي يضعها أيضا تحت تصرف عمل الجمعية في أي وقت.

المخبز وفقا لمؤسسة جمعية رايات الشهداء والدة الشهيد طارق عقل غادة الصفدي يمثل أول مشاريع الجمعية ويتماشى مع أهدافها ويتكامل مع ما توفره من خدمات ودعم مادي ومعنوي وطبي لأسر الشهداء والجرحى.

وتوضح الصفدي أن المخبز سيشهد توسعا في عمله خلال الفترة القادمة ليشمل منتجات جديدة وفرص عمل أكثر بما يؤكد دور المجتمع المحلي والأهلي ومساندته لمؤسسات الدولة في الظروف التي يمر بها الوطن.

يذكر أن جمعية رايات الشهداء التي بدأ عملها العام الماضي تهدف إلى دراسة واقع عائلات الشهداء والجرحى وتقديم الدعم لهم حسب إمكاناتها وإقامة مشاريع صغيرة لتوفير فرص عمل لهم ومتابعتهم على المستويين التعليمي والصحي وإقامة دورات تأهيلية للتدريب على المهن والحرف للقادرين منهم على الإنتاج.