سورية

ممثل حزب “الوطن التركي” المعارض: أردوغان أدخل المنطقة في مشاكل كبيرة وعدم تنسيقه مع دمشق خطأ

 

تسارعت الأحداث بشكل كبير في الشمال السوري ولاسيما بعد إطلاق الجيش التركي عملية لدخول مدينة عفرين، ومحاولة النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان اللعب بأوراق اتفاق أستانة والاستفادة منها لتحقيق حلمه في إعادة تشكيل السلطنة العثمانية..

وعن آخر التطورات في الشمال ورأي المعارضة التركية في كل ما يجري، أكد ممثل حزب الوطن التركي المعارض المقيم في سورية دينيز بستاني: “نحن في حزب الوطن التركي المعارض لدينا هواجس كبيرة من المشروع الأمريكي في المنطقة وفي شمال سورية بالتحديد، والمتمثل في إنشاء كياني إرهابي نعده في الحزب بمثابة إسرائيل ثانية، ومن هنا نرى أنه طالما هناك تهديد للأمن القومي التركي والسوري معاً فإنه من الواجب على الحكومة التركية الحالية أن تنسق عملياتها العسكرية مع الحكومة السورية وأن لا يتم دخول أراضيها بدون موافقتها، وإلا فإننا نعتبره خطأ استراتيجي.

وأضاف: في هذا السياق طالبنا حكومة العدالة والتنمية قبل بدء العملية ومع انطلاقتها أن تنسق  أي عمل ستقوم به على الحدود مع الحكومة السورية وإلا أن تقدم استقالتها فوراً.

وأضاف دينيز : نحن في حزب الوطن نعتقد أن رجب طيب أردوغان أدخل تركيا والمنطقة في مشاكل كبيرة جداً، لأنه كان أداة للمشروع الأمريكي في المنطقة “الشرق الأوسط الكبير” ومنفذ لما تريده، فهو باعترافه كان يقول أنه “الرئيس المشارك لمشروع الشرق الأوسط الكبير” .. وظل مستمراً حتى فيه عام 2016 وتحديداً بعد الانقلاب الفاشل، الذي شكل نقطة تحول في سياسات أنقرة الإقليمية والدولية من حيث التوجه لإقامة علاقات إستراتيجية مع كل من إيران وروسيا، والتي أثمرت على الساحة السورية تفاهمات في أستانة ولقاء سوتشي للحوار السوري.

وعن تحالفات حكومة العدالة والتنمية الجديدة مع إيران وروسيا هل هي مناورة من أردوغان أم خيار دائم، بين دينيز أن حزب “الوطن” التركي يرى أن موقف أنقرة الجديد ناتج عن قراءة عميقة للواقع في المنطقة والإقليم، وأن تحالفها مع طهران وموسكو هو بالفعل تحالف استراتيجي وليس آني، أو محاولة ابتزاز من حكومة أنقرة بمواجهة حلفائها السابقين، أما تصريحات أردوغان حالياً فهي محاولة منه للحفاظ على قاعدته الشعبية قبل الانتخابات المقررة العام القادم والتي يراهن فيها على بقاءه في سدة الرئاسة لفترة جديدة، فهو إن قال أنه سيفتح علاقات مع سورية سيخسر كل شيء قبل الانتخابات..

وبين أن “معلوماتنا تؤكد أن الولايات المتحدة تحاول عبر مندوبي وزارة الخارجية إرسال رسائل تطمين لأنقرة بأنها ما تقوم به هو خدمة لمصالح تركيا القومية، وأن دعمها فيصل مسلح نعتبره إرهابي هو مرحلي وبهدف واحد فقط محاربة داعش”، ولكن الوقائع تؤكد غير ذلك، فالمعارك الكبرى مع داعش الإرهابي انتهت وما تزال تمد هذه القوات بأحدث الأسلحة وترفض حتى دخول الجيش السوري لمراكزه لا وتقوم بالتهديد بقصفه وتدميره في حال اقترب منها.

وبخصوص ما تداولته وسائل الإعلام الغربية والتركية من معلومات عن اتفاق تم إبرامه بين أنقرة وواشنطن في أعقاب زيارة تيلرسون حول مدينة منبج أوضح دينيز: أمريكا التي تدافع عن مشروعها الشرق الأوسط الكبير، ترى في الموقف التركي من الفصائل الكردية وإصرارها المستمر على قتالها والقضاء عليها خطر يهدد مشروعها، وبالتالي سعت من خلال زيارة وزير خارجيتها توجيه إنذار مبطن إلى أنقرة بعدم المساس بها.. لأن أي تقارب تركي سوري حقيقي وفعال يعني سقوط المشروع الأمريكي إلى الأبد.أما فيما يتم تداوله عن منبج فمعلوماتنا تقول أنه لا اتفاق أمريكي تركي حولها.

وختم ممثل حزب الوطن التركي في دمشق بالقول إننا في حزب الوطن نرى أن تركيا وسورية يجب أن يكونا في صف واحد لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلدين والتي لا تتوانى أمريكا وحلفائها على صياغتها للنيل منها، وأن الشعبين التركي والسوري قادرين على إعادة هذه العلاقة لمسارها الصحيح، وأن كل الأفعال التي ارتكبها أردوغان وحكومة العدالة والتنمية ستزول عاجلاً أم آجلاً… وأن الشعب السوري وحكومته هم فقط من يقرر مصير نظام حكمهم ودستورهم، وأنه لا يحق لأي دولة مهما بلغت فرض الحل على الشعب السوري.

البعث ميديا || سنان حسن