قصة بطولة

من بطولات مشفى الكندي

 يبزغ الفجر ورجال الحق يرسمون خيوطه الأولى، وتشرق الشمس على وقع أنغام ولحن انتصاراتهم، ولا يسطع نور سورية ويزهر الأمل فيها وتمضي الحياة إلا مع رجال الميدان، حماة الديار، حماة الأرض والعرض.. يسهرون لننعم بالدفء والأمان، يصلون ليلهم بنهارهم متشبثين بأرضهم لنحيا بكرامة، إنهم أبطال الجيش العربي السوري.

عائلة العقيد المتقاعد/محمد محمود إبراهيم رجال في صفوف الجيش العربي السوري، ثلاثة شبان عشقوا الوطن وذادوا عنه بتضحياتهم وبطولاتهم .

والبداية مع بطل مشفى الكندي بحلب /علي محمد إبراهيم، والبطل من مواليد 8/9/ 1990 من قرية فجليت التابعة لمنطقة الدريكيش، أخبرنا والده عن نشأة ابنه البطل حيث درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في القرية، ثم سجل في جامعة تشرين في اللاذقية / أدب فرنسي/  التحق للخدمة الإلزامية فبقي احتياط عام 2011 /الفرقة الأولى بدمشق، خدم دورة واحدة ثم فرز لحلب مباشرة ليسطر هو وزملاءه أروع قصص البطولة والفداء وذلك في مشفى الكندي بحلب حيث تصاوب البطل علي خمس مرات بعد تفجير الكندي وكانت آخر إصابة في 20/12/2013 يوم التفجير، خرج بعدها من مشفى الكندي وواصل المسير يومان ليصل إلى رفاق السلاح بعد أن أصيب بطلق ناري 3 سم على العمود الفقري و2 سم على القلب، فأمٌ  قريته بإجازة دامت عشرة أيام ليرى أهله ومحبيه، التحق بعدها بالفرقة /15/ اختصاص دبابات في درعا وذلك عام 2014 ، بقي سنة شارك خلالها بمعركة سجنة في درعا فحرروها ورفاقه الأشاوس.

بطل مشفى الكندي

أصيب علي في حلب خمس مرات أول إصابة في دارة عزة، حدث معه ضيق نفس واحترقت دبابته، وثاني إصابة في الليرمون حمتهم الدبابة آنذاك وحدث معه رضوض، أما ثالث إصابة فكانت في الشقيف حين وجهت رصاص الغدر فأصيبت الدبابة وأصيب علي برضوض، وكانت الإصابة الرابعة في مشفى الكندي حيث أصيب مرتان الأولى إثر قناصة والثانية يوم تفجير المشفى أصاب البطل علي عدة شظايا ….ويلفت العقيد محمد: بقينا ثلاث سنوات لم نر علي، كما أتانا خبر استشهاده خمس مرات، مشيرا إلى أن أصعب نقطة بسوريا كانت مشفى الكندي / حسب تعبيره/ وكان حامية مشفى الكندي أبطالا حوصروا لمدة تسعة شهور عانوا خلالها الكثير فلا طعام ولا شراب، تناول بواسلنا أعشاب وأدوية / مراهم / وورق توت وخلال فترة الحصار استشهد 15 جندي حتى تاريخ 20/12/ 2013، وأثناء تفجير مشفى الكندي استشهد 70 جنديا ونجا 13 بطلا فقط ، ثلاثة منهم من محافظة طرطوس.

نتيجة إصابة علي تم تسريحه ولأن أخويه أيضا في الجيش، لكن وبعد تسريحه وكجريح حرب لم يحصل على شيء /على الأقل مساعدة طبية /حسب تعبير والده / يأخذ أدوية الالتهاب بشكل دائم، مضيفا: ذهبنا إلى المشفى العسكري بطرطوس وصورنا مكان الإصابة فالطلقة خرجت من جانب القلب لذلك أذيها قليلة لكن ما يحدث معه هو ضيق نفس شديد وأصبح جسده هزيلا جدا، لقب ببطل مشفى الكندي والمفروض على الأقل أن يحصل على شهادة /شهيد حي/ .

حب الوطن دافع

النقيب محمود محمد إبراهيم  من مواليد 2/9/ 1985، درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في فجليت، التحق بالكلية الحربية /مدفعية صواريخ أرض أرض/ في درعا، تعرض محمود كجميع أبطال سورية لعملية اغتيال وذلك في درعا المدينة حيث كانوا بمهمة عسكرية  تعرضوا لهجوم عدد كبير من المسلحين ولكن ببسالة وجبروت أبطالنا تمكنوا من الانتصار عليهم وقتلوا عدد كبير منهم وأردوهم أرضا كالكلاب، ليسلم محمود وبعض رفاقه وما زال حتى اللحظة في مكان عمله في درعا، لكنه يخرج مهمات إلى جميع المحافظات السورية الساخنة ليحررها ورفاقه من دنس التكفيريين الدخلاء على شعبنا الأصيل وأرضنا المعطاءة.

مواصلة المسير رغم الإصابة

بشار إبراهيم من مواليد 11/7/1983، درس الابتدائية والإعدادية  في فجليت والثانوية الزراعية في الدريكيش ليتطوع بعد إتمام المرحلة الثانوية بالأمن العسكري دمشق/، أصيب البطل بشار ثلاث مرات الإصابة الأولى أثناء تفجير الفرع بعناصره كاملة ولحق بالبطل بشار عدة شظايا وبكامل جسمه، أما إصابته الثانية فكانت في منطقة السبينة بدمشق حيث أصابته شظية في الجنب الأيمن داخلة ضمن ثلاثة أعصاب لم تنزع من مكانها لأنها خطرة وتحدث شللا، بينما كانت إصابته الثالثة بالكتف اليساري وذلك في منطقة السبينة حيث انتزع كتفه نتيجة قناصة وتم ترميم الكتف بعملية في دمشق .

عاهدوا الله فصدقوا

ما يزال بشار على رأس عمله رغم إصاباته المتلاحقة، وهو الآن في منطقة العسالي بدمشق ووضعه مستقر.

يذكر أن العقيد محمد أصيب أيضا أثناء أحداث الثمانينات برجله اليمنى عندما كان بالأمن العسكري بدمشق آنذاك، الإصابة نتيجة شظايا ألحقت ندوبا بسيطة، تسرح من الفرقة /11/ اللواء /60/ وكان قائد دبابات عام1995 .

عزيمة لا ولن تلين

هاهم رجال سورية، رجال الحق والشمس التي وإن غابت تسطع من جديد كعزيمة أبطالنا التي وإن خمدت انطلقوا بمزيد من القوة إلى الأمام وبهمم الشجعان التي لا تلين. “لكم منا ألف تحية وسلام “.

البعث ميديا || دارين محمود حسن – طرطوس