محليات

مهندس من درعا يبتكر جهاز نقل هوائي لمادة الدقيق

بكفاءة عالية في زيادة الطاقة ابتكر الدكتور المهندس أحمد العوض العامل بمطحنة اليرموك بدرعا جهاز نقل هوائي لمادة الدقيق ويعد الاختراع حديث العهد في سورية،ويستعمل لتأمين مادة الدقيق وتوفيرها وتنظيف مجاري التهوية للمحركات الكهربائية من دون الحاجة لتوقف المطحنة ويمكن استخدامه في عمليات تنظيف الآلات وتنظيف الزوايا الضيقة التي يصعب الوصول إليها يدوياً كما يوفر الجهد والوقت والأيدي العاملة ومواد التعقيم ما يؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية ويقلل من احتمال حدوث الانفجارات الغبارية الثانوية والأمراض المهنية.

البعث ميديا التقى الدكتور العوض الذي تحدث عن آلية عمل اختراعه حيث تم العمل بتنفيذ هذا الاختراع أول مرة في مطحنة اليرموك في درعا وتم تعميمه على مطاحن القطر من قبل وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي قدم لي كل الدعم وتم تنفيذه في مطحنة الجولان في دمشق وشاركت فيه في معرض دمشق الدولي لهذا العام بجناح الشركة العامة للمطاحن والذي حظي بالكثير من الإعجاب والدهشة.

فكرة الاختراع

يقول العوض جاءت فكرة الاختراع لتأمين مادة الدقيق وتوفيرها خاصة في هذه الظروف التي تمر على وطننا العزيز لكونها مهمة وطنية إنسانية ومسؤولية كبيرة وهي ضرورة تقتضيها الحاجة الماسة لمواكبة التطور الحضاري والاقتصادي والإنساني فالتفكير بزيادة الطاقة الإنتاجية للمطاحن بات ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الغذائي خاصة هذه الفترة التي تتطلب منا التفكير بكل جديد من مصلحة المساهمة في تخفيف العبء على المواطنين بشكل عام والمساهمة بدعمهم وتحقيق رغباتهم اليومية بالطرق الأسهل والأسرع.

طريقة الصنع معتمدا على مخلفات الحرب

ذكر العوض أن فكرته انطلقت من مخلفات الحرب وقذائف الغدر التي تعرضت لها مطحنة اليرموك،

حيث كان يبحث في تلك “الخردة”عن أشياء ممكن الاستفادة منها في جهازه وهو عبارة عن مروحة ضغط عالٍ مع محرك كهربائي وجهاز فصل الدقيق ويتألف من منظم نقل الهواء لتنظيم تدفق الدقيق وإحكام الهواء، ويعمل الجهاز على مبدأ الضغط السالب،واستغرق في انجازه مابين ست أشهر إلى سنة ، وتولدت لدي فكرة الاختراع عام 2015 نتيجة النقص الحاد بعد العاملين بالمطحن والذي وصل إلى 45 عامل فقط في منشاة تحتاج لعدد كبير من العمال، ما شكل لدي الفكرة لاختراع هذا الجهاز لتسهيل أعمال التنظيف و”الكوثرة” التي يتم اعمل فيها يدوياً حسب الكمية وهي بحاجة لعدد من العمال وتحتاج إلى العمل بتوقيف خط الإنتاج للحفاظ على سلامة العاملين فقمت باختراع هذا الجهاز الذي ساهم بالاستغناء عن العمال وعدم اللجوء إلى توقيف خط الإنتاج خلال العملية .

الغاية والهدف من الاختراع

ويهدف الجهاز إلى نقل الدقيق من كل طبقات قسم الطحن بنجاح تام من دون الحاجة إلى توقف الآلات الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطبقة الإنتاجية كذلك إمكانية استخدام الجهاز الهوائي في عمليات تنظيف الأرضيات والزوايا الضيقة وتنظيف الآلات والتجهيزات الكهربائية بفعالية عالية والقضاء على البيئة الحاضنة للحشرات والحد التام من استخدام مواد التعقيم ويمكن استخدام هذا الجهاز في مطاحن دقيق القمح ومطاحن الحبوب بشكل عام ومعامل السكر والذرة وغيرها.

رفض السفر ايمانا بحب الوطن

وأضاف العوض أنه تم دعوته شخصياً من بريطانيا للمشاركة ببحثه العلمي الخاص تحت عنوان:

(The Effect of Jojoba Ethyl Ester Blended with Ethanol on Diesel Engine Performance and Emissions) الذي تم عرضه في المؤتمر العالمي الثالث عشر للطاقات المتجددة في لندن عام 2014 وكان فخراً حقيقياً لسورية، ولكنه رفض ايمانا منه بحاجة الوطن للعقول ورفضا منه لتقديم أي معلومة أو اختراع لايخدم بلده،

أبحاث وجوائز

حصل الدكتور العوض على المركز الأول بجائزة الباسل للاختراع عن اختراعي جهاز نقل هوائي لنقل دقيق القمح خلال مشاركتي بمعرض دمشق الدولي لعام 2017 ولعام 2018.كما يعمل حاليا على بحث جديد يتناول فيه الوقود الحيوي الذي يعتبر من الابحاث الهامة على مستوى سورية باستخدام زيت “الجوجوبا”الذي يستخدم في مجالات حيوية مهمة كالطب والهندسة. Energy Congress XIII)

له العديد من البحوث العلمية المنشورة بمجلات ومواقع عالمية في بريطانية وأمريكا، تمّ اقتباسها من قبل العديد من الباحثين العالميين.كما قام بأعمال الصيانة للآلات والأجهزة الميكانيكية ومحرّكات الديزل ذات الاستطاعات العالية في المطاحن (BLACKSTONE)، والقيام بأعمال الصيانة لأجهزة الحاسوب في المطاحن، ودراسة ظاهرة الانفجارات الغبارية (Dust Explosions) التي تحدث في مطاحن الحبوب، مع تقديم مناهج خاصة للوقاية من خطر الانفجارات الغبارية لعمال المطاحن، وبرمجة ومعايرة القبان الأرضي المركزي نوع (X5- PR 5610) من شركة(Sartorius) الألمانية، حمولة (100 tone)، وصيانة وبرمجة ومعايرة قبان الطحن نوع (CHRONOS).

والجدير بالذكر أن الدكتور أحمد العوض ابن محافظة درعا مدينة الشيخ مسكين من مواليد 1969تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية فرع هندسة القوى الميكانيكية– جامعة دمشق عام 1994، ومن ثمّ دراسة دبلوم الدراسات العليا بالكلية نفسها وتخرج عام 2004، تابع دراسة الماجستير في الهندسة الحرارية بكلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب وحصل على الماجستير بعام 2009، وبعدها تابع دراسة الدكتوراه في جامعة دمشق بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتخرج بعام 2014.

كما يحمل إجازة في الآداب في جامعة دمشق قسم اللغة الانكليزية اختصاص ترجمة (التعليم المفتوح)، وتخرج فيها عام 2009.

البعث ميديا || درعا – دعاء الرفاعي