ثقافة وفن

ناصر ثابت: البحر رمزية تجسد حالة الإنسان السوري

الغرق بالبحر لم يشغل فناني الدراما فقط، وإنما كان موضوعاً تناوله التشكيليون، فكان محور معرض الفنان ناصر ثابت الذي أُقيم في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- بعنوان “للذين غابوا في البحر” فجسد في لوحاته عالم البحر بكل أبعاده متواصلاً بريشته مع حركة الأمواج المتلاطمة، التي عكست تبعات الحرب الإرهابية على جميع المناحي وعلى الهاربين من الموت ليغرقوا بالبحر.

وأراد الفنان ثابت كما ذكر في حديثه للبعث ميديا بأن هذا المعرض هو رسالة إلى كل السوريين، بأننا مازلنا نتواصل مع كل الذين هاجروا على أمل اللقاء مرة أخرى، فنحن السوريين نرتبط بتاريخ وحضارة، والبحر هو رمزية تجسد حالة الإنسان السوري بكل ما يعيشه من صراعات ومعاناة وخطوط متشابكة، مما يشبه البحر بغضبه بصفائه بألوانه المتدرجة.

وعن تكرار مشهد الأمواج المتلاطمة في اللوحات الإفرادية والثنائية والثلاثية، أجاب ثابت بأن اللوحات أشبه ببحث ورسالة لذلك أردتها أن تكون روحاً واحدة، ورغم أنني جسدت هيجان البحر بكل اللوحات إلا أن كل لوحة تعبّرعن حالة معينة تلامس شيئاً ما نعيشه.

وأضاف بأن الهدف من تقسيم اللوحة إلى أجزاء هو النظرة الشمولية إلى الكل بعيداً عن الجزئيات، فأنا كسوري أحب السوريين بكل أطيافهم وبكل انتماءاتهم أحبّ كل الإيجابيات والسلبيات، وهذا جزء من رسالتي.

أما عن محور الألوان، فاستخدم الفنان ناصر ثابت ألوان الزيتي من جميع الألوان فعالم ألوان البحرعالم لامتناه من الأبيض إلى الأسود تتماوج فيما بعد بألوان خفية من كل الألوان بمزج من أقصى الألوان الباردة إلى أقصى الألوان الحارة، فالمتلقي ربما يلاحظ الألوان القاتمة لكن بقعة الضوء المنبعثة منها توحي بالأمل،  وتابع: بقيت سنتين وأنا أدرس عن قرب ألوان البحر من خلال زياراتي المتكررة أصوّروأسجل  فيديوهات لأنني من بيئة جبلية حتى تكوّنت في ذاكرتي صورة لكل ما أريده.

 

البعث ميديا || ملده شويكاني