أخبار البعث

ندوة في جامعة تشرين بمناسبة ذكرى الحركة التصحيحية

 

 

أقام المكتب الاقتصادي في فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمس، ندوة اقتصادية بعنوان “اقتصاد الحرب – المفهوم – الوعي والسلوك”, بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد, وذلك برعاية وحضور الرفيق الدكتور صلاح داوود أمين الفرع , حضرها الرفاق أعضاء قيادة الفرع, ونواب رئيس الجامعة, وأمناء وأعضاء قيادات الشعب الحزبية الجامعية, ورئيس وأعضاء قيادة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في الجامعة, وأعضاء المكتب الفرعي لنقابة المعلمين في الجامعة, وعمداء الكليات ومديرو المعاهد العليا والمتوسطة فيها, وحشد كبير من الأساتذة والعاملين والطلبة .

 

واستضافت الندوة الباحث والاستشاري الاقتصادي الدكتور فادي عياش, ورئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية الدكتور نجيب غزاوي, وأدار الندوة الرفيق أمين سر المكتب الاقتصادي توفيق صقر.

 

وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء الوطن وروح القائد المؤسس حافظ الأسد, والنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية افتتح الرفيق صقر الندوة مؤكدا أن اقتصاد الحرب تلجأ إليه الدول في الحروب والأزمات ويتضمن اتخاذ بعض الإجراءات التقشفية وله انعكاسات كانخفاض القوة الشرائية وتراجع الاستثمار وزيادة الإنفاق الحكومي وظهور تجار الأزمة والسوق السوداء .وأشار إلى سلوك المواطن الفطري والعفوي أثناء الحرب كالهجرة وترشيد الإنفاق والابتعاد عن الكماليات وأكد أن هذا السلوك انعكاس حتمي لمدى وعي المواطن للأزمة وأبعادها ومخاطرها.

 

ثم تناول الدكتور عياش مفهوم (اقتصاد الحرب) فبين أنه مجموعة من الإجراءات التي تتخذها الدولة فبل وأثناء وبعد الحرب لتعزيز صمودها وصمود اقتصادها.

 

وأكد أن هذا المفهوم ليس جديدا ويرتبط بوجود التهديد واحتمالات الصراع المباشر او غير المباشرمشيراً إلى ان سورية تعيش حالة حرب مفتوحة مع عدوان غاصب محتل مما اضطر الدولة السورية إلى انتهاج مفاهيم اقتصاد الحرب، وتجلى ذلك في الحجم الكبير للإنفاقالعسكري، وأولويات التنمية، بما يحقق التعبئة اللازمة لمواجهة أية حرب قد تقع مع العدو الصهيوني في أية لحظة.

 

وعندما بدأت سورية تحقق كثيرا من أهدافها التعبوية وإقامة توازن الردع، وبعد انتصارات محور المقاومة التي تشكل سورية عمودها الفقري، شنت عليها هذه الحرب الكونية بهذه الشراسة وهذا الحجم مما انعكس على الاقتصاد السوري بمفهوم اقتصاد الحرب أثناء الحرب، والذي يكون من أولوياته تعزيز قدرات الدولة والشعب والجيش العربي السوري على الصمود في المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

 

وأكد أن مرحلة ما بعد الحرب التي تسمى إعادة الإعمار خطورة عن مرحلة الحرب,مشدداً على أهمية الوعي الجماهيري في هذه الظروف لمواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية وحجم الدمار والخسائر الناتجة عنها, وبالتالي أهمية الوعي والقدرة على التعاطي مع أزمة بهذا الحجم، وأوضح ان سورية خلال السنوات الخمس مّر اقتصادها بمراحل ثلاث, مرحلة الصدمة ومرحلة التوازن وبعدها مرحلة التأقلم، وأوضح أن الإجراءات الحكومية المتخذة مكنت سورية من الصمود رغم الحصار والحظر وان الشعب والدولة هما المنتصران الحقيقيان في نهاية المطاف .

 

وقد ساق المحاضر امثلة عن الاقتصاد العالمي لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية حيث انتهجت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية مفهوم اقتصاد الحرب المستمر والمبني على صناعة السلاح، والتشابكات العنقودية الاقتصادية والسياسية المرتبطة بهذا المجال، ولاسيما منطق التوسع والاحتواء للحفاظ على مصالح هذه الدول الاستعمارية مما انعكس أعباء وتراجعا في معدلات التنمية نتيجة أعباء الانفاق العسكري لمواجهة هذه التحديات من قبل الدول المستهدفة.

 

وختم مؤكدا ان صمود الشعب السوري وتضحيات شهدائه وبطولات جيشه الباسل وحكمة قيادته السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد مكنت الاقتصاد السوري من الصمود في مواجهة هذه الحرب الشرسة.

 

ثم تحدث الدكتور غزاوي حول الوعي والممارسة متسائلا عن السلوك الاقتصادي المطلوب في مواجهة ما تتعرض له سورية واقتصادها من حصار،وتضخم، وتلاعب بالأسواق، وتدمير للبنى التحتية، وزيادة في الاستهلاك.

 

وأشار إلى أهمية امتلاك المواطن لعناصر ثلاثة لمواجهة هذه الظروف وهي ثقافة المواطنة والثقافة المدنية والتضامن حيث تشمل ثقافة المواطنة التي تعزز المشاركة في الدفاع عن الوطن، والحقوق والواجبات، ودفع الضرائب، وأداء الخدمة العسكرية، والخضوع للقوانين، بينما تؤكد الثقافة المدنية احترام القيم، واحترام الأخر، والاعتراف به، والعمل لتجسيد الوحدة الوطنية، أما التضامن فيعزز التعاون في الأزمات بين أفراد الشعب،والانفتاح، والتكاتف لمواجهة هذه الازمات.

 

وأشار الدكتور غزاوي الى أهمية التربية والاعلام ودورهما في التثقيف والتوعية وتعزيز الانتماء الوطني والتوعية الاقتصادية في مثل هذه الظروف، وأشار إلى وجوب العمل من اجل تحقيق ذلك، مشددا على تقديس العمل والإنتاج،واحترام الوقت،واعتماد التقشف،والاعتماد على الذات،والعمل الطوعي، وأكد أهمية الاستفادة من تجارب الدول في مواجهة الحروب والحصار الاقتصادي (كالنموذجين الكوبي والإيراني).

 

وقد أكدت المداخلات على صحة السياسة الاقتصادية الوطنية التي اتبعتها سورية بعد الحركة التصحيحية المجيدة من حيث التعددية الاقتصادية التي أثمرت نتائج إيجابية في مقاومة المحاولات الاقتصادية المتكررة لتدمير الاقتصاد الوطني، والهيمنة على القرار السياسي الذي يجسد السيادة السورية والقرار الوطني المعبّر عن إرادة الشعب السوري. ووجه الرفاق الحضور في مداخلاتهم التحية لروح القائد المؤسس حافظ الأسد في الذكرى الخامسة والأربعين للحركة التصحيحية المباركة، وعبروا عن الولاء والوفاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والذي بفضل قيادته الحكيمة والشجاعة صمدت سورية صمودا أسطوريا وقاومت ولا تزال تقاوم منذ خمس سنوات كل أشكال الهيمنة والإرهاب، وهي تؤمن أن النصر قريب بإذن الله.