صحة

ندوة مركزية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.. يحقق /90/ بالمئة شفاء للحالات المكتشفة.

تحت عنوان “افحصي أبكر .. لتطمئني أسرع” نظمت وزارة الصحة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ندوة مركزية في فندق الشام بدمشق حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

وأكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي في كلمته خلال الافتتاح أن الندوة تندرج في إطار عمل الوزارة ضمن الجهود العالمية للتوعية الصحية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ما يؤكد حرص الدولة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية نحو توفير الصحة والسلامة للجميع ولا سيما النساء نظرا لأن أمراض السرطان عامة وسرطان الثدي خصوصا يشكل أهمية بالغة كونه أصبح من التحديات الصحية الرئيسية الامر الذي يتوجب على المعنيين تطوير استراتيجيات صحية لمواجهته بمشاركة إيجابية وفاعلة من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية.

وأشار الدكتور يازجي إلى أن الوزارة عملت على تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان واستحداث أقسام لعلاج المرضى وأنشأت مراكز للمعالجة الكيميائية في مختلف المحافظات. إضافة إلى وضع سياسة وقائية بدءا من رصد المرض وتطوره مع التركيز على حملات التوعية الصحية الخاصة بأهمية الكشف المبكر عن المرض وزيادة الوعي الصحي التثقيفي لأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى جميع شرائح المجتمع ولا سيما السيدات.

وبين الدكتور يازجي أن الكشف المبكر لا يعتمد بالضرورة على المعدات والأجهزة التشخيصية باهظة التكلفة مثل التصوير  الشعاعي من أجل اجراء التحري الشامل. إذ أنه من الممكن أن يفيد الفحص السريري الروتيني بتشخيص الحالات في وقت مبكر وبالتالي التخفيف ما أمكن من الآثار الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد الفردي والمجتمعي.

من جانبها لفتت مارتا بيريس ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن العمل مع وزارة الصحة والشركاء المحليين يمكن الصندوق في سورية من تبني وتنفيذ برامج الدمج لتقديم خدمات شاملة ومتكاملة في مجال العناية بصحة النساء المصابات بمرض سرطان الثدي. إضافة الى إقامة حملات لنشر الوعي بهذا المرض من أجل الكشف المبكر له والوقاية منه من خلال تدريب الأطباء وتوزيع المعلومات للمواطنين واستخدام وسائل التواصل من أجل بناء الشراكات وتوسيعها وبناء وتحليل البيانات اللازمة من أجل فهم وتحديد أبعاد هذا المرض وإنقاذ حياة الفتيات والنساء .

وأشارت بيريس إلى أن احتمالية الموت نتيجة التعرض لأحد أنواع السرطانات المتعلقة بالصحة الإنجابية كبيرة عند النساء أكثر مما هي عند الذكور ويعتبر سرطان الثدي الأكثر حدوثا على الاطلاق ويشخص نسبة كبيرة من المرض في مراحله الاخيرة.

وأكدت بيريس ضرورة زيادة وعي المرأة في الوقاية من مرض سرطان الثدي وتزويدها بالمعرفة اللازمة لإجراء فحص سرطان الثدي الذاتي. إضافة إلى العمل على تطوير وتوسيع مهارات العاملين في مجال تزويد الخدمات الصحية الأولية في العيادات .

بدوره لفت الدكتور فادي فرنسيس مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة إلى أن الوزارة تبنت مفهوم الصحة الانجابية وذلك لتشميله ضمن خدمات الرعاية الصحية الاولية. حيث تحولت الخدمات المقدمة من رعاية الحامل وتنظيم الاسرة الى مجموعة خدمات متكاملة تهتم بإيصال السيدات إلى أفضل مستوى صحي إنجابي، مبينا أن الصحة الانجابية تشمل خدمات الأمومة الآمنة وتنظيم الأسرة والوقاية والكشف المبكر عن الأمراض المنقولة جنسيا وعن أهم السرطانات النسائية وصحة المراهقين والشباب ورعاية السيدة في مرحلة ما بعد الانجاب والفحص الطبي قبل الزواج.

وأشار الدكتور فرنسيس إلى أنه مع انطلاق الحملة الوطنية خلال شهر التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي تم تنفيذ الكثير من الأنشطة التوعوية والتثقيفية في المراكز الصحية وخارجها بالتعاون مع الفعاليات المختلفة في المجتمع من عمال ومدرسين وموظفين وسيدات أعمال حيث وصل عدد السيدات اللواتي استفدن من إجراء فحص الثدي في المراكز الصحية نهاية الاسبوع الثاني من الحملة إلى 93694 تمت إحالة 3723 منهن لإجراء تصوير الثدي الشعاعي، معربا عن أمله بأن تحقق الحملة أهدافها بإلقاء الضوء على أهمية الكشف المبكر وتحفيز المجتمع والسيدات على إجراء الفحوص اللازمة لأن الكشف المبكر يحقق /90/  بالمئة شفاء للحالات المكتشفة.

وناقش المشاركون في الندوة عدة محاور تتعلق بالبرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي والجديد في معالجته والخطة المستقبلية.

كما تخلل الندوة عرض فيلم قصير حول حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في المحافظات السورية.

وتشارك سورية دول العالم الحملة المخصصة للتوعية بسرطان الثدي في تشرين الأول من كل عام عبر إجراء فحوص مجانية للسيدات من خلال مراكز ومشافي وزارة الصحة والجمعيات الأهلية المهتمة بهذا المجال.

وحسب الصندوق الدولي لأبحاث السرطان تحسنت معدلات البقاء على قيد الحياة للسيدات المصابات بسرطان الثدي عموما رغم اختلافها من دولة لأخرى ويرتبط ذلك بنسب الخضوع لكشف مبكر والحصول على الرعاية الطبية المناسبة وتحسن استراتيجيات العلاج.

ويسجل سنويا نحو 7ر1 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي و571 ألف وفاة وفقا لأحدث الاحصائيات العالمية.