الشريط الاخباريسلايدسورية

وثائق أمريكية تكشف عن ظهور “داعش” ودور الغرب في التآمر على سورية

كشفت وثائق من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين عن أسرار خطرة تتعلق بالتآمر على سورية والدور الغربي في قيام تنظيم داعش الإرهابي.

وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية في مقال للكاتب عامر محسن اليوم نقلا عن وثائق سمحت بنشرها مجموعة حقوقية أمريكية من أرشيف وزارتي الخارجية والدفاع بعد دعاوى قضائية إن “الحكومة الأمريكية لن تتمكن من أن تنكر دورها في بناء ما تسمى الإمارة الإسلامية في شرق سورية أو صعود التيارات الإرهابية المتطرفة فيها ومدها بالسلاح من ليبيا”.

ولفت الكاتب ِإلى أن “الحكومة الأمريكية حين تخوض بجيشها ومخابراتها ووكالاتها السرية حروبها ومهماتها حول العالم فإن الحفاظ على إمكانية الإنكار ومجهولية الفعل يكون دائما في أذهان المخططين وخاصة في حالات العمليات القذرة ونظام السرية ومنع المعلومات عن الجمهور هو ما يسمح للمؤسسة الأمنية حين تسير الأمور باتجاه كارثي كما حصل في أمريكا الوسطى وأفغانستان والمشرق العربي أن تدعي أن ما جرى لم يكن متوقعا وهو خارج عن إرادة واشنطن أو على الأقل لا علاقة لها به”.

وأوضح الكاتب أن هذه الوثائق التي تعود إلى الفترة المحيطة بهجوم بنغازي في 11 أيلول عام 2012 حيث قتل أربعة أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز تؤكد أن الغرب ودول الخليج وتركيا تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية ناقلا عن إحدى تلك الوثائق أن القوى الأساسية التي تقود ما سماه التمرد في سورية هي “السلفيون والإخوان المسلمين والقاعدة في العراق”.

وتابع الكاتب.. أن هذا التقييم كتب في آب 2012 في ظل احتدام الوضع الميداني في سورية لافتا إلى أن الوثائق الأمريكية لم تستخدم تعبير “ثورة” للإشارة إلى “الحرب في سورية”.

وأشار الكاتب إلى أن الوثيقة الأمريكية ترصد بوضوح منذ تلك الفترة المبكرة تمدد تنظيم القاعدة الإرهابي إلى سورية عبر ما يسمى جبهة النصرة الإرهابي وترسم توقعات للمستقبل تبدو اليوم كأنها نبوءة تتضمن إقامة ما تسميها الوثيقة “إمارة إسلامية” شرق سورية وحديثها عن إقامة تلك “الإمارة” باعتباره يشكل مشروعا يتبناه الغرب والقوى الدولية الداعمة لما يسمى “المعارضة” في سورية.

كما أبرز الكاتب ما تتضمنه الوثيقة الثانية التي تعود إلى الفترة ذاتها وتثبت أن الولايات المتحدة “كانت على علم أو تشرف على إرسال شحنات السلاح من عتاد الجيش الليبي السابق إلى سورية وأن هذه الشحنات كانت تنطلق من ميناء بنغازي إلى ميناءين في سورية ” موضحا أن هذه الوثيقة تعطي “جردة بنوعية السلاح المرسل وكميته وهو يتضمن قناصات وقواذف صاروخية وقذائف مدفعية ثقيلة”.

كما لفت الكاتب إلى أن الوثيقة الثالثة والأخيرة التي وصفها بأنها قد تكون “الأكثر إحراجا” بالنسبة لإدارة الرئيس باراك أوباما في الداخل الأمريكي فتتعلق بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي حيث يؤكد إن الاستخبارات الأمريكية كانت تعرف منذ اللحظة الأولى هوية مرتكبي الهجوم والمجموعات التي شاركت في تخطيطه خلافا لادعاءات أوباما الذي كان يخوض في حينه حملة للفوز بالانتخابات الرئاسية في وجه ميت رومني.

وأكد المقال في الختام.. “أن الأمريكيين كانوا على علم بصعود ما صار اسمه تنظيم داعش واتجاهه نحو تأسيس إقليم إمارة يتبع له في شرق سورية وغرب العراق وبدلا من النظر إلى التنظيم القاعدي كعدو وتهديد فإن الإدارة الأمريكية اعتبرته مكسبا لسياستها في المنطقة ودعمت مع حلفائها هذه العملية بوعي كامل لنتائجها المستقبلية” وقال إن هذه الوثائق “تثبت أيضا للمرة الأولى أن البيت الأبيض كان مطلعا عن كثب على عمليات توريد الأسلحة إلى سورية منذ أواخر عام 2011 ويملك معلومات دقيقة عن أنواعها وكمياتها”.