مساحة حرة

وردَّ إلى أرذل العمر ؟؟

من نافل القول : ” إذا ارتكبتم المعاصي فاستتروا !! ” ..تكشف لنا وسائل الإعلام العربية بين الحين والآخر أسراراً لمشاهير في مجالات الفن والرياضة والسياسة والدين من أبناء وطننا الكبير ، استطاعوا بدهائهم المرعب ومن خلال استغلال الظروف العامة والأجواء التي وفرتها لهم طبيعة عملهم وما قدمه لهم مشغليهم من مواقع سياسية وإمكانات مادية وفرص إضافية ، أن ينالوا محبة وثقة الجماهير الشعبية العربية بكافة شرائحها ، في الوقت الذي كان يتم فيه استثمار شهرتهم وحكمهم لأغراض وقضايا تضر بالمصلحة الوطنية والقومية وذلك عبر انخراطهم في مشاريع عمالة وتجسس مركبة أُحيكت خلف الكواليس لضرب وحدة وقوة واستقلال البلد التي ينتمي إليها هؤلاء المشاهير أو ببلدان شقيقة أخرى من البلاد العربية ، ويأتي الحديث عن هؤلاء في أتون ما نسمع من تصريحات إسرائيلية عن العلاقة والدور الذي يقوم به أدواتهم في الخليج وغيرهم ممن سبقوهم في ملعب الخيانة والعمالة للعدو ، ومنهم من اعترف شخصياً عما قام به من أعمال يعتبرها أسرار موضحاً تاريخه الأسود ، ناهيك عمن غادر إلى العالم الآخر دون أن تنكشف أسراره ، وأخطر ما في تلك الأسرار أنها  كلها تقع تحت بند الخيانة العظمى للوطن وللإنسانية لما قدمته من خدمة كبيرة للعدو وضرر مباشر أو غير مباشر بحق البلد والأمة والشعب بآنٍ معاً ، وتنطبق على هؤلاء الخونة عبارة ” ورُدَّ إلى أرذل العمر ”  في مرحلة مفصلية من تاريخ الأمة ؟؟
وللأسف الشديد إن تلك الشخصيات كثيرة جداً في بلداننا العربية ، من هؤلاء فنانون مشهورون ، وسياسيون من مرتبة ملوك وأمراء ومشيخات ، ورجال دين تبؤوا مناصب كبيرة واعتلوا مآذن لها قدسيتها أو محاريب مقدسة وأصدروا فتاوى واجتهادات قادت إلى خروج شريحة واسعة من المجتمع عن الدين وعن تعاليمه السمحاء بكل ما للكلمة من معنى ، وتأتي الصدمة عندما يعترفون هم أنفسهم بخسة أعمالهم ، ويتفاخرون بإنجازاتهم وكأنهم قدموا جميلاً للجماهير الشعبية التي احتضنتهم ورفعت مكانتهم دون أن تدري بأنهم خونة ومدسوسين من قبل أعداء الأمة ، في مقدمة هؤلاء الفنان العالمي المصنَّع أمريكياً بطريقة السحب المباشر والتجريد المؤكد من كل أنواع الأخلاق والشرف ، وما يزيد الطين بله بأنهم أطلقوا عليه اسم عمر الشريف ، بينما لا هو عمر ولا هو شريف ، حيث قدم اعترافه علناً على قناة ” روتانا المصرية ” ضمن برنامج ” هو وهي والجريئة ” في الأسبوع الأول من شهر أيلول الماضي وكانت المفاجأة المفجعة للجمهور اعتراف هذا الجاسوس ببطولاته التجسسية لصالح إسرائيل وعلاقاته الحميمة السرية برئيس الكيان الصهيوني الأسبق الإرهابي ” مناحيهم بيغن ” ، حيث  تحدث بإسهاب عن دوره في زيارة السادات لإسرائيل والتحضير لاتفاقية ” كامب ديفيد ” المشؤومة ، ليكتشف الجمهور العربي بعد ثمانين عام بأن نجمه ” غير الشريف ” كان عرًّاب اتفاقية الاستسلام سيئة الصيت ، والأبشع من ذلك أنه يتفاخر بفعلته ، وهذا ليس مستغرباً من شخص عميل لعب أدوار تجسسية كثيرة لصالح الكيان الصهيوني ، سواء من خلال علاقاته المشبوهة بفتيات يهوديات أو بسياسيين صهاينة بشكل مباشر .
يوجد الكثير ممن باعوا أنفسهم وشرفهم إضافة إلى هذا العميل ، حيث كان دور ” القرصان The Pirate ” أشد خطورة وفتكاً في روابط الأمة العربية والإسلامية ، و القرصان هو الاسم المثبت في سجلات المخابرات المركزية الأمريكية للعميل الأمريكي من أصل يهودي وبجنسية قطرية حمد بن جاسم آل ثاني ، عرَّاب المشروع الصهيوني – الأمريكي الجديد للمنطقة تحت ما سمي ” بالربيع العربي ” ومن لف لفه من قطر والسعودية وتركيا ، وقد أكدت تقارير سرية تم تسريبها عن البيت الأبيض ، بأنه تم تكليف ” رجب طيب أردوغان ” بدور منسق وقائد عمليات ما يُسمى بالشرق الأوسط الكبير قبل أكثر من عشرة أعوام من وصوله للحكم ، وتم تهيئة الأوضاع بتركيا من أجل وصول ” أردوغان ” إلى رئاسة الوزراء التركية لتنفيذ هذه المهمة بالتعاون مع حكومة الكيان الصهيوني .
وأما عن دور أمين جامعة الدول العربية العميل الأمريكي الإسرائيلي المزدوج ” اللا نبيل واللا عربي ” فكان أشد خطورة على تهديم ما تم بناؤه خلال نصف قرن من الزمن في مجال العمل العربي المشترك ، وهو بالأساس كان منسق اتفاقية ” كامب ديفيد ” من الجانب المصري ، وله علاقات كثيرة مشبوهة في أوساط السياسيين والعسكريين في كل من واشنطن وتل أبيب ، وإن ما قام به خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، لم تتمكن إسرائيل خلال أربعين عام سابقة من فرضه بالحروب العدوانية ضد العرب ، وهو تفكيك الجامعة العربية وجعلها جسراً لعبور المشروع الاستعماري الغربي الجديد من خلال قرارات لتغطية العدوان و احتلال وتدمير الوطن العربي بكل مكوناته البشرية والاقتصادية ، والأخطر من كل هذا وذاك هو ضرب المؤسسات الدينية من خلال العملاء ( المشايخ ) وتجريدها من كل المعاني والقيم الأخلاقية والروحية التي كانت تُمثل حصن نفسي وإنساني عالي المستوى للمجتمعات العربية ، من خلال فتاوى أطلقها شيوخ فتنة لهم ارتباطاتهم المباشرة في مراكز الاستخبارات الغربية وبالتحديد الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ، وعلى رأسهم ” القرضاوي ”  الذي أثبتت الوقائع والأحداث مدى صلته بالمخابرات الإسرائيلية ، و الدور الفتنوي الذي لعبه لتحريك الصراع العربي – العربي طويل الأمد .
في النتيجة نستطيع القول بأن الأمة العربية تعيش اليوم حالة من الاحتضار القسري ، يُمارسه عليها صراع الديكة الكبار ، ويُحاول عملاء إسرائيل وأمريكا في الداخل العربي إقناع الشعوب العربية بأن أفضل الدواء هو الموت الرحيم القادم مع المشروع الذي أُطلق عليه ” الربيع العربي ”  أو ما يُسمى برصاصة الرحمة المؤدية إلى الاستسلام المجاني الأبدي ، لذلك اشتعلت المعارك في كل مكان من ساحات المدن والأرياف العربية ، وحل الدمار والقتل المجاني في كافة المناطق دون استثناء ، وأصبح الأخ يقتل أخاه إرضاءً للآخر الغريب بسبب أو بدونه !!
وحدها سورية التي وقفت بعزيمة عالية وبرباطة جأش وإرادة لا تلين في مواجهة المشروع الاستعماري الجديد ، وقام جيشها الوطني بتحمل مسؤولياته الوطنية والقومية ، ووقف مدافعاً عن شرف الأمة وكرامتها ، وإن انتصار سورية وجيشها العربي في هذه المعركة المصيرية ، سيكون انتصاراً للأمة على قوى الإرهاب العالمي المدعوم أمريكياً وغربياً ، وأما أعراب النفط القذر فسيكون لهم يوم أسود ينتظرهم ، وليس ببعيد سيدفعون فيه ثمن عمالتهم وخيانتهم لأوطانهم ، وسيواجهون مصيراً بائساً نتيجة غدرهم لقوى المقاومة والممانعة العربية وعلى رأسها سورية الرسمية والشعبية التي ستنتصر بعزيمة جيشها الباسل وصمود شعبها الصابر ووقوف حلفائها الصادقين خلفها بقوة لا يُمكن لأحد في هذا الكون  زعزعتها .

 

البعث ميديا || محمد عبد الكريم مصطفى

One thought on “وردَّ إلى أرذل العمر ؟؟

  • سلمت يداك أستاذ محمد على هذه الافكار القيمة

Comments are closed.