سلايدسورية

وصول الدفعة الأولى من محرري “اشتبرق” إلى اللاذقية

عند الساعة السادسة مساء اليوم وصل 42 مختطفا جلهم من النساء والأطفال كانت التنظيمات الإرهابية اختطفتهم من قرية اشتبرق في منطقة جسر الشغور بإدلب إلى وسط مدينة اللاذقية حيث استقبلهم أهلها بحضور شعبي ورسمي في دار الأسد للثقافة.

أهالي اشتبرق ومنذ أن سجل لهم انتصار الجيش العربي السوري بمواجهة الإرهابيين في مخيم اليرموك موعدا مع تحرير أهلهم المختطفين .. ضبطوا ساعاتهم على توقيت الانتصار .. فكانت لحظات الانتظار بالنسبة لهم عودة للحياة .. يتنفسون من خلالها هواء بلدتهم اشتبرق.

وتختزل لحظة العناق بين المحررين من الخطف وذويهم الذين انتظروهم ثلاث سنوات معاناة وظلما كبيرين لحقا بالسوريين جراء الإرهاب وتبرد الدموع التي اختلط فرحها بحزنها الألم وتعلن انتصارا جديدا صنعه السوريون بوجه هذا الإرهاب.

رحمة أبو شقير التي تجاوزت الـ 90 عاما من عمرها وصلت إلى اللاذقية مع 19 امرأة غيرها وهي التي لم يشفع لها كبر سنها من هول الخطف والعذاب فتقول لـ “سانا” أن “تحريري أعادني إلى الحياة .. الآن استطيع أن أضم ابني وبناتي إلى حضني وأشم رائحتهم من جديد”.

الأمر نفسه ما حصل مع بدرة غالية 85 عاما التي لم تسعفها رجلاها الضعيفتان في حمل جسدها للنزول من الباص .. فحملها أبناوءها وأبناء جيرانها في قرية حولت الحرب الإرهابية جميع أبنائها إلى عائلة واحدة.

وتعلو إشارة النصر التي رسمها الطفل رجب حمودة 3 سنوات بإصبعيه الصغيرين جبينه .. ومن على كتف أمه “نيرمين الحايك” التي ولدته خلال الخطف وحملته طوال هذه السنوات يطالب بكلمات متقطعة بعودة أبيه الذي لا يزال مختطفا لدى الإرهابيين .. فيما توجه أمه التحية للجيش العربي السوري الذي فتح لهم بانتصاراته باب الخلاص من الإرهاب مشيرة إلى أن الفرحة الكبرى لها وللسوريين بخروج جميع المختطفين وعودة الأمن والاستقرار إلى سورية.

وكغيرها من المحررين تصف وردة هرو وصولها إلى اللاذقية مع ابنها عمار ذي السنوات التسع بأنها “ولادة جديدة” مستذكرة من بقي من أقربائها في الخطف .. وفي الوقت نفسه يرفع زوجها يونس فخرو الذي كان باستقبالهم يد ابنه ويقول “هذا هو ابني عمار الذي ضاعت كل وثيقة تثبت أنه ابني إلا الدم والمحبة” مطالبا بتسهيل استخراج الوثائق لابنه لإلحاقه بالمدرسة.

وقبل وصول حافلة المحررين تخفي ألماظة جاد دموع حزنها .. فهي تنتظر أربعين شخصا من أهلها هم أهالي قريتها وأقرباؤها دون أن يكون ابنها علي ذو الـ “18” عاما من بينهم .. تفتح “جوالها” وتشير إلى صورة ابنها.. “قبل الخطف كان طفلا في المدرسة .. أما في آخر صورة له .. أصبح رجلا بلحية وشارب” .. وتغص الدمعة في وجهها .. هناك صورة أخرى لطفلتها مايا التي توقف عمرها عند 13 عاما .. حين أصبحت شهيدة مع استباحة الإرهابيين للقرية.

جاد التي تجهد لإظهار فرحتها .. تضع أملها بالجيش العربي السوري لتحرير باقي المخطوفين .. فابنها علي وغيره من المخطوفين والمظلومين “يستحقون الحياة”.

ومع وصول المحررين يتمنى عامر عبدالله أبو يوسف الذي ينتظر وصول جيرانه في القرية أن “يعود الجميع إلى وعيهم” مشيرا إلى أن المحررين سيجدون مكانا لهم في القلوب قبل أن تستقبلهم البيوت إلى أن “نعود إلى بيوتنا في اشتبرق”.

وكان تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات المنضوية تحت زعامته ارتكبوا في الـ 26 من نيسان عام 2015 مجزرة في قرية اشتبرق حيث قتل الإرهابيون ما يقارب مئتي مدني واختطفوا العشرات بينهم عائلات بكامل أفرادها في حين نزح المئات من أهالي القرية باتجاه المناطق الآمنة عبر الجرارات الزراعية وسيرا على الأقدام.

وجاء تحرير المختطفين من اشتبرق نتيجة اتفاق يقضي بإخراج إرهابيي مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين بحيث تتضمن المرحلة الأولى تحرير 1500 منهم إضافة إلى تحرير مختطفي قرية اشتبرق الذين يبلغ عددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال على مرحلتين في وقت تزامن تحرير المختطفين مع خروج 5 حافلات باتجاه ريف إدلب تقل نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم تم إخراجهم من مخيم اليرموك جنوب دمشق.

شارك في استقبال المحررين محافظا اللاذقية وإدلب وأمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظتين وقائد الشرطة في محافظة اللاذقية وعدد من ضباط الجيش والقوات المسلحة وفعاليات اجتماعية وأهلية.