ثقافة وفن

وفاة الشاعر المصري الكبيرة عبد الرحمن الأبنودي

وافت المنية عصر اليوم الثلاثاء الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 76 عاما.

وسيتم نقل جثمان الشاعر الراحل إلى منزله وستقام مراسم العزاء بالإسماعيلية يوم اليوم الأربعاء 22 نيسان.

وقد شهدت الحالة الصحية للفقيد تدهورا حادا يوم السبت 19 نيسان حيث تم إدخاله مستشفى المجمع الطبي للقوات المسلحة في القاهرة، وأجريت له عملية جراحية عاجلة يوم الأحد بسبب ترسبات دموية في المخ.

وقالت زوجة الشاعر الراحل، الإعلامية نهال كمال، إن زوجها يعاني من صعوبات في التنفس بسبب الحالة السيئة للرئة، إضافة إلى جلطات دموية رافقته في الفترة الأخيرة، ما تسبب في عدم استقرار حالته الصحية.

وينحدر الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي من أسرة محافظة، وهو ابن الشيخ محمود الأبنودي الذي كان يعمل مأذونا شرعيا.

ظهرت موهبة الأبنودي الشعرية منذ نعومة أظفاره، فأتقن الشعر العامي وتعلق بشعر المتنبي وأبي العلاء المعري واعتمدهما أساسا ومقياسا للذوق الشعري والأدبي.

حمل الأبنودي اسم قريته “أبنود” التي ولد فيها في عام 1939، ورحل إلى مدينة قنا في صعيد مصر حيث تفجرت قريحته الشعرية هناك متأثرا بأغاني السيرة الهلالية التي كانت رائجة أنذاك.

قاد الأبنودي اهتمامه بالشعر إلى التحاقه بكلية الآداب في جامعة القاهرة التي حصل منها على شهادة االبكالوريس في اللغة العربية، إذ أراد شاعرنا الراحل أن يبني إمبراطورية الشعر الخاصة به على أسس متينة لتبقى خالدة للأجيال القادمة.

بوصلة الأبنودي كانت تشير إلى البسطاء من العامة، ووجد الرجل نفسه في الشعر العامي، وبدأ في نسج قصائد تبحث عن هموم المصريين وآلامهم، فبات شعره العامي متنفسا لملايين المقهورين والفقراء والمسحوقين، بل إنه ساهم في صقل شخصية المصري الثائر الرافض للظلم والاستبداد.

عايش الأبنودي التحولات السياسية والإجتماعية والاقتصادية في مصر، وانتقد بشكل لاذع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كما تعرض للسجن لمدة 4 شهور في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، رغم تأييده له، وذلك على خلفية أشعاره التي انتقدت مسؤولين كبارا أنذاك وسرت بين العامة كما النار في الهشيم.

ألف الأبنودي 22 ديوانا شعريا أبرزها “الأرض والعيال” و”السيرة الهلالية” و”الاستعمار العربي “و “الزحمة”و “عماليات” و” جوابات حراجى القط” والفصول” و”أحمد سماعين” و”أنا والناس” و”بعد التحية والسلام” و”وجوه على الشط” و”صمت الجرس”، و”المشروع والممنوع”، و”المد والجزر”، و”الأحزان العادية” و”الموت على الأسفلت” و”المختارات”، كما ألف كتاب “أيامنا الحلوة”.

وتبقى قصيدة الميدان واحدة من أهم قصائد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والتي أطلقها في ذكرى ثورة 25 يناير 2011.

كما ألف الأبنودي العديد من الأشعار لمغنين كبار أمثال عبد الحليم حافظ الذي كتب له أغاني عدى النهار وأحلف بسماها وبترابها، ابنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب.

كما ألف كلمات أغنية”عيون القلب” للسيدة نجاة الصغيرة بالإضافة إلى أغنية قصص الحب الجميلة ، وكلمات أغاني آه يا أسمراني اللون، قالى الوداع، وأغاني فيلم “شيء من الخوف” للفنانة شادية.

 

ويبقى أجمل ما قيل في الأبنودي على لسان الكاتب محمد توفيق، الذي قال في شاعرنا الراحل”الأبنودي مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض – وبعض الظن إثم – أن تقليده سهل وتكراره ممكن”.

1050