سورية

الزعبي: تصريحات ما تسمى “المعارضة” صبيانة وتعكس عدم وحدة الاتجاه السياسي

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أنه منذ صدور بيان جنيف الأول وحتى اللحظة ثمة من لا يريد الذهاب إلى مسار سياسي على الإطلاق تحت أي سبب كان لاعتقاده بالقدرة على تحقيق مكاسب بواسطة مجموعات إرهابية على الأرض.

 وأوضح الزعبي في حديث للإخبارية السورية الليلة أنه توجد دول بعينها كفرنسا وإسرائيل والسعودية وبعض دول الخليج وتركيا يعتقدون بأن الظرف العسكري على الأرض لا يوفر لمعارضة الخارج تحديدا مناخاً لتملي شروطها وتلك الدول همها تدمير الدولة السورية وإشغالها وتفكيكها ويريدون مزيدا من الوقت لإنجاز تحضيرات لوجستية وعسكرية ولديهم مشروع كلي يخص المنطقة عنوانه القضاء على المقاومة والممانعة فيها.

ولفت وزير الاعلام إلى أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تسعيان لانعقاد المؤتمر الدولي إضافة إلى الحكومة السورية التي أبدت استعدادا للحضور دون شروط مسبقة من أجل إنجاز عملية سياسية مشددا على ضرورة أن يمثل وفد المعارضة في المؤتمر كل أطيافها دون غبن أو تعد من مجموعة على أخرى والمعارضة السياسية لا تشمل المجموعات الإرهابية المسلحة.

ورأى الزعبي أن التصريحات اليومية التي تدلي بها ما تسمى “المعارضة في الخارج” وفي مقدمتها “الائتلاف” تعكس عدم وحدة الاتجاه والمزاج السياسي إضافة إلى عدم وجود مرجعيات واحترام داخلي فيما بينهم وأقل ما توصف به أنها “صبيانية” معربا عن اعتقاده بعدم جرأة أحد منهم على المجاهرة بالعداء لفكرة حضور جنيف أو نتائجه أو مساره لأنهم ليسوا أحرارا في قرارهم الذي تمليه عليهم السعودية وغيرها من الدول التي ليست سيدة قرارها أيضا وسيدها الأخير هو الولايات المتحدة الأمريكية.

وتساءل الزعبي.. كيف يمكن لنا أن نتحاور مع شخص يطلب علناً على المحطات التلفزيونية توجيه “ضربة” مدمرة إلى الدولة والجيش والمؤسسات السورية.. مؤكدا أنه من أجل المحافظة على سورية الدولة والوطن والشعب قدمنا آلاف الشهداء وأمام هذه التضحيات تهون بعض التفاصيل.

وقال الزعبي: نحن في سورية أصحاب إرادة سياسية مستقلة حرة وقررنا الذهاب إلى جنيف دون شروط مسبقة وعن طريق العمل السياسي والميداني والتضحيات فرضنا على “الائتلاف” وغيره تغيير خطابه السياسي.

وشدد الزعبي على أن بيان جنيف تحدث عن أهمية وقف العنف ومسؤولية الحكومة السورية والمعارضة في مواجهة الإرهاب.. والتفاصيل والمواضيع الأخرى تأتي بالموافقة المتبادلة دون إملاءات من أي طرف وهذا يحكمه دستور الجمهورية العربية السورية وأي توافق سيتم في جنيف سيعرض على الاستفتاء الشعبي الذي سيقرر شكل الحكم.

ولفت الزعبي إلى أن السعودية الآن في حالة ارتباك وعجز كامل قدماها كصانعة وراعية وممولة للإرهاب في المنطقة عموما وفي سورية خصوصا وهي مدانة بهذا منذ ثمانينات القرن الماضي وتوجد أدلة كثيرة لدى حكومات وأجهزة استخبارات وشعوب المنطقة والعالم مشيرا إلى وجود دول خليجية أخرى لا تعلن عن نفسها وتكتفي بتقديم الدعم والتمويل والتسليح والخبرات الاستخباراتية عن طريق السعودية.. و”إسرائيل” جزء من منظومة مترابطة بشكل وثيق تمتد من “تل أبيب” إلى الرياض والدوحة وبعض دول الخليج.

وأوضح وزير الإعلام أن الكشف عن هذا الارتباط يعود لسببين الأول فشل المجموعات الإرهابية في سورية وتقدم الجيش العربي السوري في عموم المناطق والآخر إحراز تقدم إيجابي في المفاوضات الإيرانية مع مجموعة خمسة زائد واحد ما أدى إلى إحساس بعض الكيانات في المنطقة كالسعودي والإسرائيلي وبعض المشيخات في الخليج بالخطر من هذا التقارب.

وبشأن ما تداولته وسائل الإعلام عن تجنيد شباب من العشائر وتدريبهم في الأردن بين الزعبي أن العشائر السورية تربطها صلات قربى قديمة مع العشائر في السعودية والعراق وهذا لا علاقة له بالولاء الوطني مؤكدا أن العشائر السورية عشائر وطنية أثبتت طيلة الأحداث أنها وطنية وبامتياز وظهور صوت نشاز من البعض لا يعني ولا يمس القيمة والولاء الوطني للعشائر السورية.

وجدد وزير الإعلام تأكيده وجود أدلة وإثباتات على تسلل مجموعات إرهابية وتهريب أسلحة عبر الحدود مع الأردن مطالبا الحكومة الأردنية بتحمل مسؤولية ضبط الحدود وفقاً لقواعد القانون الدولي وبذل كل الجهود الممكنة لذلك وخاصة في الظروف الراهنة للحفاظ على أمن الأردن الذي هو جزء من أمن سورية.

كما أكد الزعبي مجددا أن الإرادة السياسية لدى القيادة السورية هي مواجهة الإرهابيين وملاحقتهم على كامل الأراضي السورية بما ينسجم مع مهمة ووظيفة الجيش العربي السوري والقيادة العسكرية والسياسية وعلى دول العالم القيام بمسؤوليتها القانونية تجاه مواجهة الإرهاب في سورية لافتا إلى أن تركيا تتصرف بشكل معاكس من خلال السماح بدخول الإرهابيين والسلاح عبر حدودها إلى سورية وبهذا هي شريك في الإرهاب الدولي.

وحول تطور الإعلام في سورية لفت الزعبي إلى أن الإعلام السوري يختلف عما كان عليه من قبل ويتطور باستمرار وفق طبيعة التحدي والمواجهة ومعركة الإعلام السوري في الداخل والخارج لأن الإعلام الآخر كالجزيرة والعربية كان موجهاً إلى الشارع السوري موضحا أن السياسة الإعلامية في سورية كانت باتجاه إضافة القنوات السورية إلى قائمة قنوات المواطن السوري والعربي والغربي عبر تطويرها وفق الإمكانيات المتوافرة ونقل الوقائع عن الأرض مباشرة.

ورأى الزعبي أن المشكلة تكمن في تسويق الخبر رغم صدقية الإخبار التي يقدمها الإعلام ومحاولة تجاوز المشكلة تتم بواسطة إيمان الكادر الإعلامي السوري بوطنه وإحساسه بوطنيته وأهمية الدفاع عن سورية وتوزيع المهام والاستفادة من الإعلاميين وتطوير وزيادة المنابر الإعلامية.

وشدد وزير الإعلام على أن الإعلام السوري هو إعلام دولة لكل المواطنين وليس إعلام حكومة أو حزب أو مجموعة والمنابر الإعلامية مفتوحة أمام الجميع بمن فيهم شخصيات المعارضة السورية الوطنية فالإعلام الوطني هو الذي يحمل قضايا الناس والوطن بمصداقية وشرف وأخلاق وهو منحاز للوطن والسيادة الوطنية والقيم والمبادئ الدستورية.

واعتبر الزعبي أن التحديات التي عاشها الإعلام السوري أثبتت أنه على قدر المواجهة لأنه قدم شهداء وجرحى وتعرضت كوادره للخطف ودمرت بعض مقاره.

البعث ميديا – سانا