سورية

بوغدانوف: اختطاف الراهبات من دير مار تقلا بمعلولا عمل إجرامي

اعتبر الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اختطاف الراهبات من دير مار تقلا بمعلولا عملا إجراميا يستوجب توحيد الجهود المشتركة لإنزال العقاب الشديد بفاعليه وبالداعمين لهم.

وقال بوغدانوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو على هامش الاجتماع العام لفرع موسكو للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية مساء أمس الأول ” إن روسيا الفيدرالية أدانت مباشرة الجريمة التي ارتكبها المتطرفون بالهجوم على دير مار تقلا في معلولا واختطاف الراهبات المقيمات والأم بالاجيا وعلمنا أن المسلحين اقتادوهن إلى يبرود”.

وأضاف بوغدانوف: ” إننا نعتبر هذا التصرف عملا إجراميا غير مقبول مطلقا ويجب ألا يدان فحسب بل نعتبر أن فاعليه والداعمين لهم يجب أن ينالوا العقاب الشديد عليه وننتظر أن تتخذ الإجراءات السريعة والفعالة من أجل تحرير المخطوفات آملين في ذلك تفهم كل شركائنا من أجل توحيد جهودنا جميعا بهدف التوصل إلى إطلاق سراحهن العاجل كما نعقد الأمل على الجهود الفعالة للسلطات السورية في تحرير الراهبات”.

وأعرب بوغدانوف عن تضامن روسيا مع جميع مكونات الشعب السوري وقال “إننا نعبر عن تضامننا مع جميع الطوائف وممثلي الديانات الأخرى في سورية والذين هم الآن في وضع صعب جدا وإننا نرى أن الاستعجال بعقد المؤتمر الدولي الخاص بايجاد حل سياسي للأزمة في سورية سيقدم لنا الإمكانية ليس في حل مسائل وقف العنف فحسب وإنما في حل جميع المسائل الإنسانية أيضا وكذلك المسائل الكفيلة بتحقيق السلام والوفاق بين جميع المذاهب والطوائف في هذا البلد الجميل والثمين بالنسبة لنا”.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسية إلى أن روسيا على اتصال دائم مع شخصيات ومنظمات ومجموعات المعارضة المختلفة وقال “إننا التقينا ببعضهم في موسكو وأقمنا معهم اتصالات وننتظر البعض الآخر وأبوابنا مفتوحة دائما ونأمل من هذه الاتصالات بأن تكون موجهة نحو إيجاد اللغة المشتركة التي تسمح بالعمل الأسرع والأكثر أمانا بنقل هذه المواجهات المسلحة في سورية إلى مسار العملية السياسية وإلى الحوار بين السوريين ذاتهم وليس على أساس احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها فقط بل من أجل فهم المصالح العليا لسورية ولشعبها الذي يجب أن يعيش بسلام وأمن”.

20131206-184137.jpg

بدوره أوضح الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى روسيا أن الملف الإنساني بشقيه الإغاثي والحقوقي يعتبر اليوم ورقة ضغط تسعى بعض الدول المعادية لسورية لاستغلاله من أجل تحقيق مخططات سياسية وعسكرية ولتوجيه اتهامات مسيسة إلى الحكومة السورية بعدم قدرتها على تأمين احتياجاتها الإنسانية.

وأكد حداد في كلمة له خلال مشاركته في جلسة الاجتماع العام للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الروسية أن هذه الدول تحاول تشويه جهود الحكومة السورية الكبيرة المبذولة لتوفير هذه الاحتياجات في ظل الأوضاع الراهنة وفي ظل العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على قطاعات اقتصادية حيوية في سورية كما أنها تتهم الحكومة السورية بعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية.

وأوضح حداد أنه لمواجهة هذه الحملة المغرضة وحرصا من الحكومة على الاستجابة للمتطلبات الإنسانية لمواطنيها في كافة أنحاء سورية دون تمييز بينهم فقد قامت الحكومة السورية بمعالجة الوضع الإنساني الناشئ نتيجة الحرب التي يشنها الإرهاب العالمي ضدها من خلال مجموعات مسلحة مجرمة قصفت المدن وضربت البنية التحتية وسرقت المعامل وقتلت وبثت الذعر بين المواطنين الآمنين مؤكدا أن الحكومة تبذل كافة الإمكانيات لتخفيف الوضع الإنساني على حياة المواطنين في سورية بانفتاحها على التعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية الأخرى التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي تعمل فيها وفق الأجندات التي تعمل بها الدول المعادية لسورية.

وأعرب السفير حداد عن شكر الشعب السوري لروسيا الفيدرالية التي تقدم المساعدات أسبوعيا والتي تصل بشكل دائم بواسطة الطائرات الروسية وكذلك للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الروسية على مساعداتها المستمرة أسبوعيا إلى سورية وعلى تخصيصها الاجتماع السنوي للحديث عن الأزمة في سورية سياسيا واقتصاديا وعن الوضع الإنساني فيها وهذا هو الموضوع الهام الذي توليه الحكومة السورية كل اهتمام.

وكان المشاركون في الاجتماع العام للجمعية أكدوا أهمية عمل جمعيتهم في دعم سورية حكومة وشعبا وفي سيعها لتقديم كل المساعدات الممكنة للشعب السوري ليتمكن من الخروج من محنته بأقل الخسائر المادية والمعنوية مشيرين إلى أهمية أهداف الجمعية منذ تأسيسها في نهاية القرن التاسع عشر والتي يجسدها التشكيل الجديد للجمعية والداعي إلى عودة روسيا لتلعب دورها كالسابق في منطقة الشرق الأوسط بدعم شعوبها ومساعدتهم في حل قضاياهم.20131206-184254.jpg 

ولفت المجتمعون إلى أن الحديث يجب أن يدور حول ضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي على الأرض التي ولدت عليها المسيحية في هذه الظروف الحالكة.

وأكد المجتمعون أنه يجب على المجتمع الدولي الانتقام من أولئك الذين يقومون بخطف الناس الأبرياء المقيمين في الأديرة والكنائس كما حدث قبل أيام قليلة في معلولا وليس العمل على إشراكهم في المباحثات والجلوس معهم وشددوا على أن مثل هذه الطرق في التوصل إلى الأهداف يجب أن تكون محل إدانة وشجب ويجب أن يوضعوا خارج إطار المجتمع الإنساني.

وأشاروا إلى أن دير مار تقلا لا يؤمه المسيحيون فقط بل يزوره سنويا عشرات الآلاف من المواطنين المسلمين مؤكدين أن تزايد هجرة المسيحيين من بلدان الشرق الأوسط ليست نتيجة مجابهات بينهم وبين المواطنين المسلمين بل إنها نتيجة لسلوك أولئك الذين يجعلون من الإسلام غطاء لهم ويختفون تحت راية الإسلام ويضعون أنفسهم خارج أطر المجتمع الإنساني.. إنهم يمارسون الإرهاب باسم ديانة سمحاء لا علاقة لها بكل تصرفاتهم.

ولفت المجتمعون إلى أن دير مار تقلا يقوم برعاية الأيتام الذين تزداد أعدادهم اليوم من مختلف الطوائف السورية نتيجة الحرب الإرهابية المفروضة على سورية ونتيجة هذه الأزمة المخيفة التي تجتاحها اليوم ودعوا إلى الصلاة من أجل خلاص الراهبات وكل المخطوفين ووقف العنف في سورية.

ريابكوف والسفير الفرنسي الجديد لدى موسكو ناقشا مسألة السلاح الكيميائي السوري

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه جرت خلال اللقاء الذي تم بين سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي والسفير الجديد لفرنسا لدى موسكو جان موريس ريبير مناقشة مسألة السلاح الكيميائي السوري وبرنامج إيران النووي.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها أمس “إنه جرى بحث المسائل الحيوية على جدول الأعمال الدولية ذات الاهتمام المشترك وتم ايلاء اهتمام خاص بموضوع السلاح الكيميائي السوري والوضع بعد الانتهاء الناجح من جولة المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني”.