الشريط الاخباريجنيف 2سلايدملف ساخن

فابيوس يتدخل بشؤون السوريين محاولاً تعطيل جنيف 2

تنبأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنه “من الصعب جدا أن يؤدي المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 إلى نتيجة سريعة” معللا ذلك بأن المؤتمر يعقد في “ظروف صعبة جدا”.

وراهنت فرنسا على الحل العسكري للأزمة في سورية وسعت جهدها في شهر أيلول الماضي لجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى التورط عسكريا عندما أبدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استعداد بلاده “للمشاركة في أي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة في سورية”.

وبدا فابيوس محبطا وهو يتحدث لإذاعة فرانس انتر عندما عبر عن اعتقاده بأن “المؤتمر سيعقد” لينتقل مباشرة لوضع العصي في العجلة من خلال التشكيك بالنتائج عبر قوله “يجب ألا يكون المؤتمر مجرد محادثات.. يجب أن يؤدي إلى نتيجة ولكن ذلك صعب جدا”.

ومع اقتراب موعد جنيف 2 في الثاني والعشرين من الشهر القادم تبدو فرنسا بعيدة كليا عن أي تحضيرات بهذا الخصوص والدور الوحيد المنوط بها هو انتظار الدعوة التي ستوجه لها لحضور المؤتمر بصفتها دولة ذات عضوية دائمة في مجلس الأمن علما أن الدعوات ستوجه للمشاركين اعتبارا من 20 الشهر الجاري بحسب الأمم المتحدة.

وفي مؤشر على نوعية وهدف المشاركة الفرنسية في حال حصولها اعتبر فابيوس أن “هدف هذا الاجتماع هو التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية تملك كل السلطات التنفيذية” الأمر الذي بدا محاولة فرنسية للنيابة عن “المعارضة” في وضع الشروط بعد أن أعلنت نيتها المشاركة في المؤتمر وباتت أقل جرأة في طرح الشروط المسبقة.

واضطلعت فرنسا بدور كبير في مساندة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية منذ بداية الأزمة وكانت تراهن على الحل العسكري حيث حاولت عدة مرات رفع حظر السلاح الأوروبي عن “المعارضة” إلا أنها اصطدمت بالموقف المتوازن لكل من تشيكيا والنمسا اللتين عطلتا مشروع قرار فرنسي داخل الاتحاد الأوروبي لتزويد المجموعات بأسلحة أوروبية.

وفي وقت أعلنت فيه الخارجية الروسية “إصرارها” على مشاركة إيران في جنيف 2 ورضخ “ائتلاف الدوحة” لشروط الواقع السياسي والعسكري وأعلن رئيسه أنه “سيزور موسكو قريبا” حاول فابيوس التأثير على هذا المناخ الايجابي وقال إن “اشتراطات المعارضة عدم مشاركة إيران في جنيف 2 مشروعة” رغم أن الأخضر الابراهيمي المبعوث الدولي إلى سورية وصف مشاركة إيران في هذا المؤتمر بأنها “ضرورية ومطلوبة”.

ولم يقف فابيوس عند هذا الحد بل أصر على التدخل في الشأن الداخلي السوري من خلال الحديث عن مصير القيادة السورية التي طالما استمدت شرعيتها من الحالة الشعبية ولم تحتج يوما لتزكية فابيوس أو غيره من الطامحين للعودة لزمن الاستعمار.

وبحسب متابعين فإن الموقف الفرنسي اليوم يبدو مأزوما ومحاصرا بعد أن تراجعت بريطانيا بدهاء ديمقراطي في مجلس العموم عن التفكير بالحل العسكري لتبقى أوهام باريس وحيدة ترتطم بالبراغماتية الأمريكية التي لم تر أي فرصة لنجاح أي عمل عسكري في سورية فسحبت هذا العنوان من التداول مرة واحدة وإلى الأبد.

البعث ميديا – سانا