line1ثقافة وفن

«العدّاء السوري» لسامر نصرالله.. أفضل فيلم وأفضل ممثل

 يبحث عن نفسه باجتهاد ويستقصي الكثير من الأبعاد، في باله الجديد من الأفكار والخيال المشتعل، وهكذا هو دائم البحث والاستقصاء في الفن ومجالاته، وفي تجربته الإخراجية الأولى التي شكلت تتويجاً لسعيه ومهارة لاختياره حاز وبجدارة على جائزة أفضل فيلم ضمن فعاليات مهرجان (تروب فيست أرابيا) العالمي في دورته الثالثة، لكنه يقرر الاستمرار في تحديات باتت أكثر شوقاً لنفسه … هو الفنان المخرج سامر نصر الله الذي كان للبعث ميديا هذه المساحة الخاصة معه.

نهاية وبداية

تخرّجت من كليّة الهندسة المعمارية في دمشق 2006 – 2007 وبعد محاولاتٍ للعمل ما بين سورية والإمارات وجدّت أنّني غير جادّ في اقتحام الحياة المهنيّة لأنّ رغبةً داخليةً في التعلّم لم تكتمل بعد، فكانت وجّهتي هو الفنّ من جديد، ولكن باتجاه التمثيل والمسرح والسينما، فسجّلت في معهد تياترو – قسم التمثيل في دمشق وكان ذلك دون علمٍ من أهلي، وطوال عامين بقيّت كذلك على أساس أنّني أشتعل في الهندسة.

بين (الفن المسرحي) و(the actor)

بعد مرور العامين كانت خطوتي الجديدة وهي مرحلة التعلم في مدّرسة (الفن المسرحي) والدكتور سمير عثمان الباشّ، وقد تلازمت هذه الخطوة مع الدخول في برنامج (the actor) على تلفزيون الدنيا، فقدّمت ترشيحي وتمّ القبول، وجرت التصفيات لأكون من بين المشتركين الخمسة عشر، وهنا بدأ عرض الحلقات على التلفزيون وتسليط الضوء على المشتركين، فيفاجأ الأهل بذلك ويتصل الوالد ليسألني عمّا يحدث؟ لكنّه شجّعني فيما بعد؛ بينما والدتي استغربت ولامتني على طريقي الجديد!

التمثيل…

دخلت بعد كلّ ما مضى مجال التصوير التلفزيوني فكان لي أدوار وتجارب أحببتها والبداية مع (يوميات مدير عام) الجزء الثاني للمخرج زهير قنوع وأدّيت فيها شخصيّة غسّان في المرآب الخاص بالمديرية، وفي مسلسل (الفاروق) مع المخرج حاتم علي، ومسلسلات (تحت سماء الوطن) و(ما ملكت أيمانكم) و (في حضرة الغياب) للمخرج نجدت أنزور، والمسلسل الخليجي (الحسن والحسين) مع المخرج عبد الباري أبو الخير فأدّيت دور معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، بالإضافة لتجربتي في مسلسلي (كريزي) و (عرب وود)، ومشاركتي في فيلم (الحاسة الثانية) للمخرج أحمد درويش.

إلى التجربة الأولى

في المسرح شاركت بعرض (قصص لأنطون تشيخوف) في المركز الثقافي الروسي، وأيضاً في مسرحيّة الأطفال (من يوقظ الشمس) في مسرح الأطفال والقباني، وذلك بإشراف الدكتور سمير الباش. وأمضيت وقتي أتابع السينما كثيراً على أنواعها خاصة ما يعرضه المركز الثقافي الفرنسي إلى أنّ سمعت بمسابقة أفلام قصيرة عبر الإنترنت فشعرت بأنّ كلّ ما مضى يتضافر ليكون لي تجربتي الإخراجية الخاصة.

من الوقت إلى العدّاء

(ترب فيست أرابيا) هو مهرجان أسترالي وأبو ظبي تستضيف نسخته العربية، ومشاركتي جائت في الدورة الثالثة منه، وكلّ عام يطرح المهرجان فكرة يجب أن تدور الأفلام المشاركة كافة حولها، فالفكرة التي كانت في الدورة الثالثة هي عن (الوقت) وبعدها بدأ تأمّلي فيها فاخترت موضوع الرجل المسنّ الذي يمتلك ماضياً مشهوراً في رياضة الجري، ولديه أرقامه القياسية، وكان بطلاً فبعمر العشرين كان يقطع الـ100 متر ب10 ثواني ومع تقدم العمر تغيّرت الحال، ويصاب بمرض (المثانة النزفي) وهو مقعد ويضطر لدى استيقاظه أن يهرع فوراً إلى الحمام وإلا سيلوّث ثيابه، وبالتالي أصبح سباقه الحالي هو لحظة الاستيقاظ والذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته بسرعة ومدّة الفيلم 7 دقائق، وكلّفني التصوير في بيت دمشقي قديم يومين بصورة رئيسة ويومين إضافيين لحاجتي لبعض اللقطات اللازمة للفيلم، والتجربة كانت جديدة عليّ كليّاً وحتى على الممثل الذي كان لأوّل مرّة يقف أمام كاميرا، وحتى الكادر الذي كان معي بالكامل.

أرسلت الفيلم إلى أبو ظبي ليتمّ اختياره بين 16 فيلماً للنهائيات من أصل 4 آلاف فيلم من كلّ الوطن العربي، والأفلام كانت 7 من مصر 2 من لبنان 1 من المغرب 1 من الكويت 1 من الإمارات 1 من السودان 1 من اليمن 1 من تونس وفيلمي. كانت لجنة التحكيم مؤلفة من رئيسة اللجنة الفنانة المصرية يسرا والمخرج الإماراتي علي مصطفى، والممثلة التونسية درّة زروق، والممثل السوري باسل خياط، والممثل الكويتي خالد أمين، والمنتجة الأردنية رولى ناصر. وليلة الختام كانت في 8 تشرين الثاني 2013 وأعلنت النتائج بعد عرض الأفلام لينال فيلم (العدّاء) المرتبة الأولى، ولينال الممثل الياس رزق الله فيلم العدّاء أيضاً جائزة أفضل ممثل، وجاء في المرتبة الثانية فيلم (البيجامات الثلاث) للمخرجة الكويتية خلود النجار، وفي المرتبة الثالثة فيلم (أزمة وقت) للمخرج المصري أندريا زكريا أنور.

ما الجديد؟

أتّبع دورات لغة وأحضّر نفسي للسفر العام القادم إلى هولييود ثم أستراليا فهناك ورشات ودورات تعليمية وفرها لي المهرجان بعد الفوز بالجائزة الأولى، وأيضاً أقرأ كتب وروايات وأتابع الأفلام كعادتي، وأجتهد لكتابة فيلم قصير حوالي 20 دقيقة، وأتحدّى الخطوة القادمة التي سيكون فيها سيناريو وممثلين؛ أمّا تجربتي الأولى فهي صامتة بمدّة قصيرة، وممثل وحيد.

البعث ميديا || عامر عامر