الشريط الاخباريثقافة وفن

جرائم الإرهابيين في سورية يوثقها معرض بموسكو

افتتح في موسكو اليوم معرض الصور الفوتوغرافية والوثائق المادية عن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في المدن والبلدات والقرى السورية.

وقال الدكتور رياض حداد سفير سورية في روسيا خلال زيارته للمعرض “إن الجميع بات يعلم أن الحرب على سورية بشقها الأساسي اليوم هي حرب إعلامية حيث ينشر الإعلام المعادي أخبارا كاذبة ومضللة للرأي العام لذا يأتي هذا المعرض ليجيب على مجموعة من الأسئلة”.

وأشار السفير حداد في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إلى أن هذا المعرض يمثل بالصورة أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة والعصابات الإجرامية المختلة نفسيا وعقليا ويظهر للشعب الروسي وللرأي العام طبيعة هذه الأعمال ويظهر هذا المخزون الإجرامي المتطرف الذي يضرب المدن السورية اليوم.

وأضاف “إن هذه المجموعات المتطرفة تتلقى الدعم من تركيا وقطر والسعودية التي تصرح كل يوم أنها مستمرة في تقديم السلاح والمال و”الجهاديين” لهذه المجموعات الإرهابية المتطرفة”.

وقال السفير حداد “إن هذا المعرض استطاع أن يوثق كل ما يجري حتى المجازر التي نفذت مؤخرا في معلولا وفي عدرا ظهرت في هذه اللوحات الرائعة وبهذا النقل الموضوعي لهؤلاء الصحفيين الذين نفذوا هذا العمل بشكل رائع جدا”.

وأوضح أن هذه المجازر وخاصة التي حصلت مؤخرا تؤكد أننا أصبحنا في المحطات الأخيرة من الأزمة في سورية وسوف ننتصر على الإرهابيين لا محالة مؤكدا التمسك بالسيادة والكرامة والوحدة الوطنية مستندين في ذلك إلى شعب واحد وجيش أبي وقيادة استراتيجية تسعى لإقامة أفضل العلاقات مع الشعب الروسي الصديق وجميع الشعوب المحبة للسلام في العالم.

وفي مقابلة مماثلة قال المدير العام لوكالة أنباء سيف كاف إينفورم في منطقة شمال القوقاز الروسية حاج مراد موحمدوف “إن الانطباعات عما تعرضه هذه الصور محزنة جدا إذ كانت سورية تمثل ذاك الوطن الوديع الجميل الذي عاش في كنفه ممثلو مختلف الأعراق والطوائف والأديان بسلام ومحبة وضربت سورية في ذلك أعظم مثل للعالم على الصداقة والعيش المشترك للسكان في وطن واحد وإلفة دائمة منذ آلاف السنوات”.

وأضاف موحمدوف “إن ما يجري اليوم في هذا البلد المتطور لا بد وأن يبعث على الإحساس الصادق بالحزن لأن القوى الخارجية صنعت من بلد ناجح ومتطور لوحات من الدمار والموت ولا بد من القول إن هذا المعرض ليس عاديا نظرا للحجم الكبير من المادة الوثائقية فيه” موضحا أن المصور البارع يمكن أن يعكس المزاج الجيد ولكن عندما يمس المرء جملة من عناصر الجرائم المرتكبة والمعكوسة في صور المعرض فإنه يحس بأنه يعيش الحدث بكل أبعاده المأساوية كما في هذه السيارة المفخخة وذاك الكرسي وغيرهما.

وأشار إلى أن هذا المعرض يمكن أن يشكل مثالا جيدا لسكان روسيا وأن المواطنين الروس يدركون أن جهود الدبلوماسية الروسية مكنت الشعب السوري من تفادي مآس أكثر وحشية ولجمت العدوان العسكري عليها والتدخل في شؤونها الداخلية لافتا إلى أن المواطن الروسي بلمسه لهذه العناصر الوثائقية للمعرض يمس في الوقت ذاته جزءا من الحرب الدائرة في سورية.

بدوره قال فلاديسلاف شوريغين رئيس تحرير صحيفة جورناليستسكايا برافدا الحقيقة الصحفية المشاركة في تنظيم هذا المعرض “لم أكن أتوقع أن تختزن هذه الصور هذا الكم الهائل من الطاقة المؤثرة فأن ترى الصور شيء وأن ترى الصور وتمر من جانب هذه الوثائق المادية التي تراها في الصورة شيء آخر ولها تأثير عاطفي كبير”.

وأضاف شوريغين “أنه عندما تشاهد هذه السيارة المفخخة التي تم جلبها من سورية إلى جانب الصورة أثناء ارتكاب العملية الإرهابية تشعر بعمق هذه الجريمة والمآسي التي نتجت عن تفجيرها فهي جزء من التاريخ ويمكنك أن تلمس هذا الجزء من التاريخ وتشعر بالعواقب الوخيمة على الناس”.

وأوضح شوريغين أن زوار المعرض يخرجون منه وهم مصدومون بكل ما تظهره لهم هذه الصور من مشاهد وتزجهم الوثائق المادية المرفقة في خضم الجريمة الإرهابية ما يجعلهم يفهمون بعد ذلك مغزى كل ما يجري في سورية وتتضح الحقيقة لكل من كان في شك حول ما يدور في سورية ومع السوريين في هذه الأزمة.

ولفت إلى أن هذا المعرض يصور صمود سورية وأن هناك وطنا وجيشا يناضل ضد المجموعات الإرهابية المسلحة ولكن هناك أيضا شعب يعمل ويدرس ويعيش ويصبو إلى الحياة ولا يستسلم لمشيئة الإرهاب بالرغم من كل هذه الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة.

وكان مشروع “فيشدوك” وصحيفة “جورناليستسكايا برافدا” حاولا الإجابة على أسئلة يطرحها الكثير من المواطنين الروس عما يدور في سورية ولمصلحة من تجري هذه الحرب عليها وما الأهداف التي تتوخاها المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحاول التستر بالإسلام في ارتكابها أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية من خلال هذا المعرض.

وعمل على تنظيم المعرض الصحفيان الروسيان أيبولات اكبوتين وخالد سافين حيث قالا عن عملهما هذا “إننا شاهدنا أشياء كثيرة في سورية ورأينا الصعوبات والمعاناة لدى المواطنين ولكن كذلك شاهدنا الناس وهم يستمرون بممارسة أعمالهم اليومية باعتياد ويرتادون دور السينما ويعيشون حياة طبيعية”.

وقال سافين “إن الجنود هناك طيبون ويستجيبون بشهامة في تقديم العون والمساعدة وخصوصا عندما كانوا يعرفون أننا من روسيا كانت الأبواب تفتح لنا بسرور ومحبة”.

ووجه الصحفيان الشكر إلى الشعب السوري على الدعم والمساعدة التي أبداها لهما أثناء قيامهما بتنفيذ هذا العمل ونوها بالمؤسسات السورية التي ساهمت في تسهيل مهمتهما في سورية ومكنتهما من إنجاز هذا العمل الفني الكبير وتنظيم هذا المعرض في وقت قصير وإلى كل من ساهم في تسهيل مهمتهما في سورية وفي روسيا أيضا.

كما توجها بالتحية إلى الشعب السوري الذي يستمر في الدفاع عن وطنه وأهله ولم يفقد الأمل بعزيمة الانتصار وإلى الجنود البواسل الذين يلمع بريق الأمل في عيونهم مؤكدين على الصمود والكفاح حتى تنتهي سورية من آخر إرهابي دنس أرضها لافتين إلى ما لمسوه عند الجيش العربي السوري من إرادة وتصميم على دحر المجموعات الإرهابية وخاصة الجنود الجرحى في المستشفيات الذين أكدوا أنهم ما إن يتماثلوا للشفاء سينضمون إلى رفاق السلاح لمحاربة المجموعات الإرهابية الحاقدة على سورية حتى تحقيق النصر الأكيد.

 

البعث ميديا – سانا