سورية

الحلقي يلتقي المشاركين بملتقى الإعلام المقاوم لمواجهة الحرب على سورية

بحث رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي مع أمين لجنة العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية رستم قاسمي اليوم آليات تفعيل التعاون المشترك في قطاع الصحة والطاقة الكهربائية والنفط والنقل.

وتطرق الحديث خلال اللقاء إلى ضرورة تنشيط العمل بالخط الائتماني من أجل استمرار المواد الضرورية للشعب السوري ولاسيما مادتي الطحين والفروج والمواد التموينية المتنوعة والمشتقات النفطية ضمن برامج زمنية محددة إضافة إلى تعزيز التعاون وإقامة مشاريع تنموية مشتركة وقيام الشركات الإيرانية بتنفيذ مشاريع تنموية في سورية وخاصة إنشاء عدد من المطاحن والمساهمة مستقبلا في إعادة إعمار سورية بالتعاون مع الشركات الوطنية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات الاستراتيجية والمتجذرة بين البلدين تستدعي زيادة التكامل والتعاون والتنسيق لتعزيز قدرات محور المقاومة في وجه ما تتعرض له المنطقة من تحديات إضافة إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية خلال زيارته الأخيرة إلى إيران وتذليل جميع العقبات وتسهيل الإجراءات من أجل تعزيز التعاون في المجالات التجارية والصناعية والتنموية وتسهيل انسياب السلع الإيرانية إلى الأسواق السورية وتأمين جميع متطلبات السوريين من المواد التموينية والاستهلاكية والمشتقات النفطية.

20131229-171743.jpg

وشدد الحلقي على ضرورة إيجاد “آليات تنفيذية مناسبة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة تساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية ترجمة للعلاقات الاستراتيجية المتنامية والإرادة السياسية في البلدين”.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى الانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل في تصفيته وملاحقته لفلول الإرهابيين والمرتزقة وإعادته الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية وتحقيق النصر المؤزر على الإرهاب قريبا منوها بمواقف الدول الصديقة ووقوفهم إلى جانب سورية وعلى رأسها إيران قيادة وشعبا.

من جهته أعرب قاسمي عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية ومحور الصمود والممانعة ضد ما يحاك من مخططات مشبوهة للمنطقة مؤكدا أن “الواجب الأخلاقي والاستراتيجي يحتم على إيران الوقوف إلى جانب سورية” وتأمين جميع مستلزمات دعم وصمود السوريين.

حضر اللقاء وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء تيسير الزعبي والسفير الإيراني بدمشق محمد رضا شيباني والوفد الإيراني المرافق.

بعد ذلك بدأت اجتماعات اللجنة الفنية الاقتصادية السورية الإيرانية المشتركة برئاسة أمين عام مجلس الوزراء تيسير الزعبي وقاسمي حيث أكد الزعبي أهمية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين على جميع الصعد خدمة لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين من خلال البحث عن آليات جديدة تفعل التعاون الثنائي وتبسط الآليات المعمول بها لتنفيذ خط التسهيلات الائتمانية وتأمين احتياجات السوريين من المواد الأساسية وتجهيزات قطاعات الكهرباء والمياه والصحة وكذلك قطاع النقل.

من جهته أكد قاسمي حرص بلاده على تعزيز وتوسيع قاعدة التعاون مع سورية وتزويدها بمختلف الاحتياجات والمواد الأساسية.

20131229-194742.jpg

والتقت اللجنة مع وزير الكهرباء المهندس عماد خميس وعدد من المديرين في الوزارة حيث تناول الحديث خلال اللقاء آليات تنفيذ العقود الموقعة بين الجانبين خلال الأشهر الستة الماضية والبالغ عددها 12 عقدا لتعزيز قدرات الطاقة الكهربائية في سورية وإنشاء محطات جديدة وتأمين مستلزمات خطوط نقل الطاقة ومحطات التوليد من خلال الاستفادة من الخط الائتماني بين البلدين وقيام الشركات الايرانية العاملة في قطاع الطاقة الكهربائية بإقامة محطات جديدة في سورية وتوسيع المحطات القائمة وخاصة في جندر والسويدية وتأمين حاجة السوق السورية من الأدوات الكهربائية والمواد الأولية.

20131229-195104.jpgكما التقت اللجنة وزير الصحة الدكتور سعد النايف ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير قاضي أمين ووزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس وتم خلال الاجتماع بحث عدد من المواضيع المتعلقة بتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ووضعها موضع تنفيذ ولاسيما الاستمرار بتامين المشتقات النفطية وفق الخط الائتماني البالغ 6ر3 مليارات دولار إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات والعقود الموقعة في مجال الأدوية وتزويد المشافي بالتجهيزات والأدوات الطبية بمختلف أنواعها واستكمال ما تم الاتفاق عليه في مجال توريد الطحين إلى سورية وإمكانية البدء بإنشاء وصيانة وتأهيل عدد من المطاحن والصوامع في مختلف المناطق إضافة إلى استكمال العقود الموقعة في مجال توريد الفروج الإيراني المجمد إلى سورية.

والتقت اللجنة وزير الصناعة كمال الدين طعمة ووزير النقل الدكتور محمود سعيد وتم خلال الاجتماع بحث ضرورة الإقلاع بشركة سيامكو للسيارات من جديد بهدف الوصول بها إلى إنتاج 10 آلاف سيارة سنويا تلبي حاجة السوق السورية مع إمكانية مساهمة الجانب الإيراني في إعادة إطلاق وتحديث معمل الجرارات ومعمل الإطارات وإنشاء معمل للسيرومات بمختلف أنواعها إضافة إلى التعاون في مجال الالكترونيات وإمكانية إزالة العقبات أمام تفعيل العقود القديمة الموقعة مع وزارة النقل في سورية ولاسيما في مجال السكك الحديدية والنقل الجوي وخاصة تجهيزات الطيران المدني والمطارات.

وقال قاسمي في تصريح للصحفيين عقب الاجتماعات إن “نتائج اللقاءات اليوم جيدة جدا” وتم خلالها وضع الآليات لتذليل كل الصعوبات أمام تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بتأمين كل أشكال الدعم اللازم لصمود الشعب السوري في مجالات الغذاء والصحة والكهرباء والنفط إضافة إلى “مناقشة أدق التفاصيل في مجال تفعيل الخط الائتماني بين الجانبين” مجددا التأكيد على موقف إيران حكومة وشعبا إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الحرب الكونية التي يتعرض لها والاستمرار بتأمين احتياجاته في مختلف المجالات.

من جانبه أعرب الزعبي في تصريح مماثل عن تقديره للجهود التي يبذلها الجانب الإيراني في مجال تقديم كل أشكال الدعم لصمود الشعب السوري في حربه الكونية التي يخوضها ضد الإرهاب العالمي موضحا أن الاجتماعات اليوم تطرقت إلى وضع الآليات اللازمة لتبسيط الإجراءات من اجل انسياب السلع للسوق السورية إضافة إلى دعم صمود الشعب السوري من خلال إعادة تأهيل البنى التحتية التي دمرتها يد الإرهاب وتأمين متطلبات قطاع الكهرباء وتجهيزات المشافي والأدوية والنفط الخام اللازم لتشغيل المصافي السورية واستخراج المشتقات النفطية.

وبين الزعبي أن الاجتماعات أسفرت عن نتائج متميزة وتم الاتفاق على آلية جديدة بعيدة عن أي تعقيدات تتضمن التنسيق والاتصال المستمر والمباشر بشكل دائم لتذليل أي عقبات أمام أي مشكلة تعترض تنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين.

الحلقي يلتقي المشاركين في ملتقى الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سورية: أهمية التعاون والتكامل للتصدي للإعلام المأجور المرتبط بأجندات خارجية

في سياق آخر أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أن الحرب الكونية الشرسة التي تتعرض لها سورية تستهدف الأمتين العربية والإسلامية بهويتهما القومية والدينية خدمة للصهيونية العالمية والولايات المتحدة وعملائهما في المنطقة.

وأشار الحلقي خلال لقائه اليوم المشاركين في ملتقى “الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سورية” وبحضور وزير الإعلام عمران الزعبي ومديري المؤسسات الإعلامية الوطنية إلى أن البعد الثقافي للحرب على سورية يعد من أهم المكونات المؤثرة على بناء الإنسان حيث حاول أعداء الأمة اختراق الأمن الثقافي للأمتين العربية والإسلامية ومحاربة الدين الاسلامي الحقيقي المعتدل الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والتآخي ونبذ العنف والتخريب واستبداله بالفكر الظلامي الوهابي التكفيري الرامي إلى تخريب النسيج المجتمعي للمنطقة التي يتعايش أبناؤها بكل مكوناتهم الدينية بطريقة يحتذى بها وخاصة في سورية مهد الحضارات مثمنا دور اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع الإعلام السوري في المجال المهني ومواجهة التطرف الديني والفكر التكفيري والغزو الثقافي للشعوب والتعريف بالإسلام المعتدل.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية التعاون والتكامل والتنسيق بين وسائل الإعلام المقاومة للمشاريع الصهيو أمريكية للتصدي للإعلام المأجور المرتبط بأجندات خارجية “الذي يهدف الى تحقيق غزو ثقافي وهابي صهيوني تكفيري يساهم في هدم الأمن الثقافي والفكري والعقائدي لأبناء المنطقة وزرع الأحقاد والكراهية والقتل والتدمير لإلهاء الشعوب بمشاكلها الداخلية ومنعها من التطور والازدهار وتحقيق تنمية شاملة فيها لتبقى لقمة سائغة وأرضا خصبة لتحقيق المخططات والمؤامرات العربية والغربية في المنطقة”.

ونوه الحلقي بدور وسائل الإعلام الوطنية المرتبطة بأرضها ووطنها في تعرية وسائل الإعلام المضللة التي تلفق الأكاذيب وتدعو إلى الفتنة والقتل والتخريب مجدداً تأكيده أن سورية ستبقى القلعة الصامدة التي تتحطم على أسوارها أحقاد الأعداء وأن عهد التفرد في ساحة الإذاعة والتلفزيون وإنتاج الأخبار قد ولى من خلال دخول وسائل الإعلام الإسلامية إلى ساحة التنافس والإعلام وهي تحمل خطابا متباينا مع وسائل الإعلام التابعة لقوى الاستكبار العالمي.

وقدم رئيس مجلس الوزراء عرضا للحرب الاقتصادية التي تعرضت لها سورية والمترافقة بحصار اقتصادي جائر يستهدف لقمة عيش المواطن مشيرا إلى قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بإيعاز من مموليها في السعودية وقطر وتركيا بتخريب المعامل ومحطات الكهرباء والمشافي والمدارس والجامعات والبنى التحتية وسرقة مقدرات الشعب السوري ومحاولات إضعاف الليرة السورية “لكنهم فشلوا” نتيجة الإجراءات الحكومية المتكاملة لتعزيز مقدرات الاقتصاد الوطني ومستلزمات الصمود ودعم استقرار الليرة السورية وتأمين متطلبات الجيش والشعب السوري وجاهزية القطاعات الخدمية لإعادة إعمار ما خربته المجموعات الإرهابية وتطبيق الحكومة سياسة ممنهجة لمحاربة الفساد.

وأكد الحلقي أن سورية تمتلك مخازين استراتيجية من القمح والمواد التموينية والمشتقات النفطية والطبية تساعدها على تأمين كل متطلبات المواطنين وتساهم في تعزيز صمودهم ومواجهتهم للحرب التي تشن ضدهم مبينا أن سورية قادرة على الصمود والاستمرار في المقاومة ومحاربة الإرهاب نتيجة التفاف وتلاحم شعبها وجيشها مع قيادتها الحكيمة ووقوف الأصدقاء إلى جانبها.

وجدد الحلقي التأكيد على حرص الحكومة على تأمين متطلبات العيش الكريم لجميع المواطنين أينما وجدوا داعياً المهجرين خارج سورية من جراء الأعمال الإرهابية إلى العودة إلى حضن الوطن حيث أعدت الحكومة لهم أماكن إقامة مؤقتة ووفرت لهم جميع المستلزمات الحياتية ريثما يتمكنون من العودة إلى منازلهم وذلك منعا لاستغلالهم من قبل الدول المقيمين بها وتعرضهم للإهانة والتشرد والمتاجرة باحتياجاتهم.

من جهتهم نوه أعضاء الوفد بجهود الحكومة المبذولة خلال الأزمة في سورية والتي أثبتت قدرتها على المقاومة والصمود مؤكدين أن ما شاهدوه في سورية يزيد من ثقتهم بانتصارها وقدرتها على تأمين كل مستلزمات صمود شعبها ويفضح زيف وكذب الإعلام المضلل للرأي العام.