محليات

مياه الدريكيش… مخاطر العشوائية وتحديات بيئية

مدينة الدريكيش من أهم المقاصد السياحية في محافظة طرطوس وتشتهر بمياهها المعدنية التي تتدفق من صخور البازلت الطبيعية وتوجد في المدينة ثلاثة ينابيع يستخدمها الموطنون

كما يوجد معمل في المنطقة لتعبئة المياه المعدنية يتبع للشركة العامة لتعبئة المياه والمهم في الموضوع أن كل مياه الينابيع تنساب إلى الوديان من دون الاستفادة منها!! بينما تعاني المدينة والمناطق المجاورة لها في بعض الأحيان من نقص في المياه ويتساءل البعض لماذا لا تتم الاستفادة من هذه المياه المهدورة بإيصالها إلى بيوت المواطن؟؟

على الرغم من ارتباط ذلك بتراث مدينة الدريكيش لكن من الضروري الاستفادة من المياه فهي جزء منه والزائر إلى المدينة يعرف ذلك ومجلس المدينة قام بأعمال تجديد وتجميل لهذه الينابيع لتصبح من معالم المدينة الجميلة ويقوم سكان الدريكيش والزائرون بتعبئة مايتوفر لهم من المياه المعدنية مجانا ولا توجد مشكلة نقص في المياه التي تصل للمواطنين في منازلهم والمطالبة بإيصال المياه المعدنية للمنازل مازال يحتاج إلى دراسات وأبحاث مستمرة وورش عمل وموافقات وهو من صلاحية مؤسسة مياه الشرب في المحافظةمع أنه بات من المعروف أن نبع مياه الدريكيش ينخفض منسوبه أكثر في فصل الصيف

على المستوى الوطني

لاشكّ في أن هناك تحديات بيئية تواجهها الموارد المائية، وحسب المهندسالمهندس خالد العلي- رئيس شعبة المياه السطحية في مديرية سلامة المياه في وزارة الدولة لشؤون البيئة فإن الوضع المائي اتسم عموماً خلال السنوات 2001-2009 بعجز مائي تراوح ما بين 1625 – 3988 مليون م3 على التوالي، يُعزى إلى مواسم الجفاف المتعاقبة التي أثرت في المنطقة وإلى الاستنزاف الجائر والعشوائي للمياه الجوفية

تابع المهندس علي الى أن هناك الكثير من التحديات البيئية التي يتعرض لها القطاع المائي، منها: الاعتماد على الموارد المائية المشتركة أغلب مواردنا خارجية تخضع في أغلب الأحيان إلى الأوضاع السياسية في البلدان المحيطة بنا، إذ يكون الوضع المائي فيها حساساً للغاية، مع الأخذ في الحسبان ازدياد التجمعات السكانية الكبيرة إلى جانب ظاهرة الجفاف… إضافة إلى ضرورة تأمين الأمن الغذائي للمواطنين ولاسيما مع وجود معدل سكاني 2% وهي نسبة عالية عالمياً( حسب التقرير الوطني )لحالة سكان سورية، وكل هاذا يصب في الحالة المعيشية للمواطن وعدا عن ذلك التغيرات المناخية التي ستكون مسيطرة على مدار العام…ولا يمكن أن نتجاهل ظاهرةالتلوث بجميع أشكاله (الصحي والصناعي والزراعي والنفايات)، الا أن معاناة الموطنين في صعوبة استجرار مياه الشرب وعشوائية استهلاكها أدى بالنهاية الى ضرورة معالجة سريعة لما يترتب عليه من آثار سلبية انية ومستقبلية،مشيراً أن تدني كفاءة وضعف الوعي وعدم الالمام بالظروف الحالية باستخدام المياه ساعد بتراكم الأخطاء وزيادة العجز المائي وخاصة في فترة مابين ال2001 -2009 إن عدم حث المواطنين وتوعيتهم وادارة استخدام هذه الثروة – سواء في محافظة طرطوس ونواحيها أو أي محافظة أخرى– سيزيد من العشوائية في الاستخدام ويساعد بزيادة التلوث البيئي ككل وهذا يتطلب تغيير في شكل السلوك وشكل الخطط وتنفيذها فعلياً.

البعث ميديا – مايا حمادة