مساحة حرة

اغتيال صندوق أسود..؟؟

 

ناظم عيد

أغلب الظن أن لعبة خلط الأوراق قد بدأت جدّياً هذه المرّة، لتأمين مخارج آمنة تستر عورات كل من تكشّفت عوراتهم هنا في الميدان السوري، وقد نكون على موعد قريب مع مشاهد مسلّية في سلسلة صراع المجرمين، سيعتريها لهاث –كلهاث الكلاب المتعبة– لغسل الأكفّ السوداء الملطخة بدماء الأبرياء والشرفاء، ولا يهم إن كان محو آثار الجريمة والدم بدمٍ جديد من النوع البارد الذي ارتكب وخرّب وأباد إباداتٍ جماعيّة!!.

قضى الإرهابي السعودي ماجد الماجد، المعتقل والموقوف لدى السلطات اللبنانية، وكان الإخراج تحت عنوان ” وفاة على خلفية تدهور صحي”..؟؟. وبالتزامن مع الجدل الذي أثارته الوفاة المزعومة، تأتي أنباء عن جدل وسجالات في أوساط الحكومة والشرطة والقضاء التركي، بشأن محاكمة قيادي قوقازي من القاعدة، حاذق بقطع الرؤوس ونشاطه المريع موثّق بالفيديو، أي صوت وصورة، ونجحت محاولات منع محاكمة المجرم، لتنقطع الأخبار عن أي برٍّ آمنٍ أوصلته إليه مساعي طمس الحقائق؟؟.

وقبلاً قتل رئيس فرع معلومات لبنان –حليف آل سعود– بتفجيرٍ حوّله إلى ذرّات وليس مجرّد أشلاء، وضاع معه ركام هائل وسجل حقائق وفضائح، من شأنه فك شفرة ما يحدث في المنطقة منذ مقتل الحريري الأب وصولاً إلى تفاصيل مجريات التخريب في الميدان السوري..؟؟

إنها الحرب التي بدأت ضد “الصناديق السود” وذاكرة الأدوات الفاعلة في نشاط ملوك القتل وأمراء الإرهاب، الذين روّعوا الدنيا قبل أن يُكتشف أمرهم وهم متخفون بعباءات الفضيلة..!!

إلّا أن ما يستحق الوقوف والتأمل بهدوء، هو لماذا تسعى كل الأطراف المتورّطة في سورية إلى طي مِداهم وإخفاء سنان بقر البطون و”سواطير” قطع الرؤوس التي فاخروا يوماً بالتلويح وتسابقوا للاستعراض بها..؟؟. لماذا الاستماتة في محاولات إخفاء أدوات الجريمة الآن وليس قبلاً..؟؟.

ما نحن أكيدون منه أنها ليست صحوة ضمير، ولا هي جذوة الندم، لأن هكذا مصطلح غير وارد في شُرع الذئاب وبنات آوى، بل لعله الخوف الذي يعتري مجرماً اكتشف أنه يمارس إجرامه على الملأ.

في بيروت ثمة بصمات سعودية وسط ألسنة الّلهب التي تأكل جنوب لبنان وشماله، وفي عشرات المدن العراقية المشتعلة قرائن لا تترك مجالاً لتبرئة الرياض من تهمة “حصد الأرواح بالجملة”..!!. وفي فولغوغراد الروسية شبهة حول البصمات ذاتها في الإرهاب الذي طال المدينة. لقد بات آل سعود في مواجهة ساخنة ودامية مع العالم أو ربما مع بني البشر، وعلى الأرجح لو تيقنوا من حقيقة الكواكب الأخرى المأهولة لباغتوا كلاً منها بـ “رتل” سيارات مفخخة.!!.

لا نعتقد أن لدى آل سعود القدرة على لملمة قرائن جرائمهم من أصقاع الدنيا البعيدة  والقريبة منها، فكما خرج التركي بـ “صفر أصدقاء” من استراتيجية صفر مشاكل، التي أعلن انتهاجها يوماً، يقف السعودي اليوم في خضم تطبيقات تتعلق بذات النتيجة، وما يستحق الضحك حتى الغثيان أن أصحاب آل “صفري أصدقاء” باتا أعداء على خلفيات التنازع والسباق في الرحلة المتجهة لصناعة الموت في سورية.

لعلنا لن نتأخر لنطالع أخبار إرهاب القاعدة في قلب الرياض وأنقرة، لأن مروضي ومدجني الحيوانات المفترسة غالباً ما يكونون وجبة عابرة من وجباتها، وبعض أدوات الجريمة تأبى الانكفاء وترتد على أصحابها، كما أن حفظة الأسرار سيحاولون النجاة بأنفسهم وتفادي مصير الإرهابي الماجد الذي “انحرفت صحته” في بيروت بعد أن زاره في المشفى أحد كبار موظفي السفارة السعودية، وفق ما أوردت مصادر إعلامية لبنانية.!!.

البعث