ثقافة وفن

تولاي هارون تشن هجومها.. “عن أي نقابة تتحدثون”

شنت الفنانة السورية تولاي هارون هجوماً شديداً على نقابة الفنانين مستخدمة أسلوب السخرية والتهكم من الدور الذي تلعبه النقابة على كافة الصعد الفنية والتشغيلية وغيرها.

جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج أهل الفن على قناة سورية دراما حيث أجابت هارون لدى سؤالها من مقدمة البرنامج عن دور النقابة في رعاية فنانيها “مين.. أي نقابة.. نقابة من” في إشارة واضحة إلى غياب دور نقابة الفنانين عن الساحة الدرامية السورية، وانعدام الثقة بها إلى حد كبير، لتتابع هارون حديثها بتوجيه السؤال للجميع لتذكيرها بحادثة واحدة، كان لنقابة الفنانين دور جيد فيها فيما يتعلق بالعمل الفني والدرامي مستثنية عضوين أو ثلاثة من أعضاء النقابة يحاولون بذل جهود للعمل، كما أشارت هارون إلى غياب دور النقابة فيما يتعلق بتشغيل أعضائها وإيجاد فرص عمل لهم.

بصراحة يمكن القول إن كلام هارون دقيق مائة بالمائة حول انعدام دور النقابة  في تنظيم ومأسسة العمل الفني، وعدم وضع ضوابط أو قواعد عامة وليست تدخلية بصيغة العمل، وبالتحديد فيما يخص الجانب الدرامي، لكن وتصحيحاً لكلام هارون فيما يتعلق بتشغيل الفنانين فإنه يمكن القول أن النقابة لا يمكنها أن تجد فرص عمل للممثلين، وأن تفرضهم على شركات الإنتاج والمخرجين وهذا أمر بديهي رغم أحقية بعض -ودعونا نركز على كلمة “بعض”- النقابيين بالعمل أكثر من عدد من الدخيلات على هذه المهنة ولكن من حقها- أي النقابة- أن تضع شروطاً تتمثل بوجود نسبة محددة من النقابيين في كل عمل درامي وهذا أمر طبيعي ولكن أن تفرض ممثلين بعينهم على هذا المخرج أو تلك الشركة فهذا أمر غير مقبول إطلاقاً.

أما ما يمكن الحديث عنه صراحةً فهو تحول النقابة إلى ما يشبه دور الجباية في البلديات ومؤسسات المياه و الكهرباء، وبالتالي اقتصار أهدافها على جمع أكبر مبلغ ممكن من الاشتراكات و الرسوم وتكديسها في البنوك. وفي معلومة غير رسمية حصلنا عليها فإن رصيد النقابة المالي يقارب الـ 250 مليون ليرة سورية مجمدة في المصارف السورية ولا عمل لها، وهنا يمكن القول: إذا كانت النقابة بالفعل تريد العمل وإيجاد فرص عمل لأعضائها، فلماذا لا تؤسس شركة إنتاج تابعة لها أو مديرية إنتاج خاصة بها وبالتالي إنتاج أعمال درامية و إذاعية وأفلام وثائقية خاصة بها يمكنها من خلالها مساعدة منتسبيها، وبنفس الوقت استثمار أموالها المجمدة، أو حتى الدخول في شراكات مع القطاع الخاص كما فعلت مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي والتي أصبحت رقماً صعباً في صناعة الدراما السورية، عبر مجموعة من الأعمال المتميزة التي قدمتها، وعبر إدارة وعقلية ديناميكية وعصرية يشهد لها الجميع، لا بل تحولت المؤسسة إلى بديل للنقابة عبر توزيع للأدوار بين المخرجين والممثلين وعدم تهميش أي أحد حتى من مخرجي الجيل الأول، فلماذا لا تقلد النقابة مؤسسة الإنتاج وتتعلم من إدارتها هل ذلك عيباً؟! لا أتوقع بل على العكس، فالتعلم من التجارب الناجحة أمر مفيد هذا إذا كانت النقابة ترغب بالعمل فعلاً. وبالطبع فإن تأسيس شركة إنتاج خاصة بالنقابة يوفر على النقابة الكثير من النقد ولكن بشرط ألا تتحول هذه الشركة إلى مكان للنفع الشخصي، والفوائد الآنية لبعض المنتفعين من أعضاء النقابة كما كان يحصل أيام مديرية الإنتاج التلفزيوني في ظل وجود القطاع الخاص ومنافسته، فوقتها تحولت المديرية إلى عبء حقيقي على الدراما السورية قبل أن تحل المؤسسة العامة للإنتاج مكانها وتأخذ الدور الريادي في العمل كما أسلفنا.

وأخيراً فإن ما تحدثت عنه الفنانة السورية تولاي هارون هو في الحقيقة كلام بتنا نسمعه على لسان أغلبية الفنانين، وهو ما يستوجب إيجاد صيغة مناسبة وعملية لهيكلة النقابة ومأسستها، وإحداث تغيير جذري في طريقة عملها وعقليات القائمين عليها، وبنفس الوقت إيجاد أشخاص مناسبين لقيادة مكتبها ومن ضمنها مكتب الدراما لتصبح نقابة فنانين حقيقية، وتتحول إلى عنصر فاعل ومؤثر في العمل الثقافي الفني عموماً والدرامي خصوصاً.

البعث- خلدون عليا