الشريط الاخباريعربي

زيباري لنظيره التركي: نار الأزمة السورية ستحرق كل المنطقة

 

أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحل السياسي وحده المقبول للأزمة في سورية ولا مكان للحل العسكري الذي من شأنه أن يجر سورية وكل الدول إلى مصير سيء.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي داود أوغلو وانطونيو غوتيرس المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أورفا قال زيباري “الأمر الإيجابي أن جميع الأطراف تريد حلاً سياسياً للأزمة في سورية والجميع متفقون على عدم إمكانية الحل العسكري لأن مثل هذا الحل من الممكن أن يجر كل الدول معه إلى مصير سيء”.

 ورأى زيباري أن “الأزمة في سورية مأساة حقيقية ولن تبقى داخل سورية فقط فمن الواضح أنها ستتجاوز الحدود وهناك من يريد أن يحدها ويحبسها داخل الحدود السورية لكنها ستطفو لتصل إلى كل الدول الأخرى” مبيناً أن “المجموعات الإرهابية كالقاعدة وغيرها صعدت من واقع الأزمة”.

واعتبر زيباري أنه قد لا يكون المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 “عصا سحرية لكننا نوجه النداء للمعارضة والحكومة السورية لانتهاز فرصة جنيف 2” لافتاً إلى أهمية ألا يتحول هذا المؤتمر إلى “محفل لاستعراض الدول لأنفسها بل يجب أن يكون من أجل سورية”.

وحذر زيباري من أن ما سماه “التراجيديا” قد تستمر لسنوات طويلة أخرى “إن لم يتم حل هذه الأزمة فضلاً عن أن هناك أزمة أخرى أيضاً وهي مشكلات التطرف التي ستلاقي المنطقة ضرراً كبيراً بسببها” وهو الأمر الذي يحتم على “الدول المتجاورة خاصة التعاون والتازر والتفاهم فيما بينها”.

وقال زيباري “هذه النار لن تحرق فقط مكانها بل إنها ستندلع في كل المنطقة وستنتشر في العالم لذا أجدد ندائي للجميع لإنجاح جنيف 2 وأن تجتمع جميع الأطراف بنية صادقة وبما سيكون مفيدا للشعب السوري خاصة”.

من جانبه أكد غوتيرس أن “المساعدات الإنسانية مهمة لكنها بمفردها لن تحل الأزمة في سورية بل لابد من حلول سياسية” ولذا ينبغي “فتح الأبواب في مؤتمر جنيف 2 أمام السوريين كافة”.

وأشار غوتيرس إلى أن الشعب السوري لطالما مد يد العون للشعوب التي احتاجته و”سورية كانت استقبلت العديد من اللاجئين من دول أخرى في الماضي واقتسم الشعب فيها كل إمكاناته مع الشعوب الأخرى واليوم هو بحاجة لمد يد العون إليه من الجانب الآخر”.

وشدد غوتيرس على أن المجتمع الدولي ينبغي أن يتعاون من أجل حل الأزمة في سورية ومساعدة المهجرين وهذا التعاون ليس مسؤولية الدول المجاورة لسورية فقط بل جميع دول العالم.

وتحاول بعض الدول المجاورة ومنها الأردن وتركيا استغلال أزمة المهجرين السوريين لتنفيذ مصالحها فكثيرا ما أطلق مسؤولون من هذين البلدين تصريحات طالبوا فيها بمد يد العون لحكوماتهم لمواجهة ما يصفونه بتدفق المهجرين السوريين ومساعدتهم في الوقت الذي يعاني فيه هؤلاء من سوء الظروف المعيشية ورداءة الخدمات التي تقدم إليهم كما هو الحال في تركيا حيث يعاني المهجرون السوريون فيها من ارتفاع أسعار إيجارات المنازل والمواد الغذائية في وقت لم تحاول فيه السلطات التركية الحد من الممارسات الاحتكارية واستغلال الظروف الصعبة التي تواجههم.

وزير الخارجية التركي اكتفى خلال المؤتمر بتكرار اتهاماته السابقة للحكومة السورية بأنها تتحمل مسؤولية الوضع في سورية وقال “يوجد في سورية وضع يهدد الأمن والسلام وقبل كل شيء تقع المسؤولية على عاتق الحكومة السورية تجاه شعبها واستفادتها من العديد من الجماعات سيئة النية”.

ولا تزال السلطات التركية مستمرة في تسهيل تدفق الإرهابيين والأسلحة بشكل ممنهج إلى سورية عبر حدودها الطويلة وفي مناطق عديدة منها باب الهوى والفوز وعين البيضا وخربة الجوز والريحانية وقرية غزالة وتل الدهب وأطمة وغيرها وتقدم الدعم لهذه المجموعات التي ترتكب بشكل يومي جرائم إرهابية بحق الشعب السوري ومؤسسات الدولة وبناها التحتية.

 وصنف داود أوغلو تركيا من بين الدول التي قامت بما سماه “جهودا جبارة” من أجل حل الأزمة في سورية وقال “علينا أن نبذل كل ما نستطيع وهذا ما فعلناه بالفعل وجميع الدول الماثلة أمامكم الان تقوم بجهود جبارة من أجل حل الأزمة” كما زعم أن “من يحارب تنظيم القاعدة هو “الجيش الحر” وليس الحكومة السورية بل على العكس الحكومة تؤمن لهم الدعم اللوجستي سواء في حلب أو إدلب أو الرقة”.

 وتأتي تصريحات داود أوغلو في وقت تلعب فيه حكومة بلاده برئاسة رجب طيب أردوغان الذي واجه احتجاجات شعبية متصاعدة ويعاني من انخفاض شعبيته على خلفية الموقف العدائي من سورية دورا رئيسيا في دعم الإرهاب عبر فتح مطاراتها وحدودها أمام القاعدة و”جهاديين” آخرين لشن هجمات داخل الأراضي السورية.

 وحسب بيان لوزارة الخارجية والمغتربين فقد أقامت الحكومة التركية على أراضيها مكاتب عسكرية توجه من خلالها وكالات المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والخليجية في حربها على الشعب السوري.